ضعف التوعية والعنف المجتمعي... أبرز أسباب تدني مشاركة الليبيات بالانتخابات
أكدت ناشطات ليبيات استمرار الجهود في توعية النساء بأهمية مشاركتهن الفاعلة، سواء كمرشحات أو ناخبات، كما أن العزوف لا يقتصر على الترشح فقط، بل يمتد أيضاً إلى تسجيل النساء كناخبات.

هندية العشيبي
بنغازي ـ تواجه ليبيا تحدياً حقيقياً يتمثل في تدني نسب المشاركة في الانتخابات وهو ما قد يتكرر عند إجراء الانتخابات العامة القادمة، هذا التراجع يعكس أزمات مركبة تشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والأمنية، بالإضافة إلى ضعف الأحزاب السياسية الناشئة التي تعاني من محدودية القاعدة الشعبية وهشاشة في التنظيم وغياب الرؤية الواضحة والعجز عن التواصل المؤثر مع الجمهور، رغم حملات التوعية المستمرة لحث المواطنين على التسجيل والمشاركة بشكل فاعل خاصة النساء.
أرجعت بعض الناشطات السياسيات والحقوقيات السبب إلى الوضع الاجتماعي والنظرة المجتمعية للمرأة، بالإضافة لقلة وعي وفهم أهمية المشاركة النسائية في الانتخابات البلدية الكبرى.
"قلة التوعية تجعل مشاركة النساء ضعيفة في الانتخابات"
واعتبرت وفاء الشريف ناشطة مدنية ورئيسة منظمة "إنجاز" للتنمية، أن المشاركة النسائية في انتخابات المجالس البلدية خلال هذه المرحلة ضعيفة جداً، ما يتطلب نشر التوعية بضرورة مشاركة المرأة بشكل فاعل خلالها.
وأرجعت أسباب ضعف هذه المشاركة للنظرة المجتمعية والتنمر والعنف الاجتماعي والرقمي الذي تتعرض له النساء المترشحات أو الناخبات في الانتخابات بمختلف أشكالها، خاصة عند بدء مرحلة الدعاية الانتخابية للمترشحات وظهورهن في الإعلام ومواقع التواصل الافتراضي.
وذكرت خلال حديثها تجربة امرأة نجحت في انتخابات المجالس البلدية لكفاءتها ولكنها منعت من ممارسة عملها أو المشاركة في اجتماعات المجلس من قبل عائلتها التي تعرضت لضغط مجتمعي، ما دفع والدها للعمل نيابة عنها وحضور الاجتماعات وإصدار القرارات بالنيابة عن ابنته المترشحة الفائزة.
وأكدت مديرة إدارة شؤون المرأة بالقيادة العامة عائشة البرغثي، أن المشاركة النسائية ضعيفة جداً من الناخبات والمترشحات بسبب ضعف التوعية والتثقيف بأهمية مشاركة النساء في انتخابات المجالس البلدية من المفوضية العليا للانتخابات، والمؤسسات المدنية المختلفة في البلاد.
الطابع القبلي والعادات البالية التي تفرض على النساء
فيما ترى لمياء الآغا ناشطة مدنية، أن النساء يشاركن بشكل فاعل في كافة القطاعات سواء التعليم أو الصحة أو الأمن وغيرها، ولكن لا تزال المشاركة السياسية ضعيفة جداً خلال السنوات الأخيرة.
واعتبرت أن الوساطة والمحسوبية أحياناً قد يؤثرا على مشاركة النساء في العملية الانتخابية أو السياسية، كما أن الطابع القبلي وأثره على المرأة قد يضعف من مشاركتها السياسية وخاصة في المنطقة الشرقية للبلاد.
وقد بلغت نسب تسجيل الناخبين في انتخابات المجالس البلدية للمرحلة الثانية حوالي 560 ألف و896 ناخب وناخبة منهم 172 ألف و863 امرأة في حوالي 60 بلدية على مستوى ليبيا منها أكبر المدن طرابلس وبنغازي وسبها وطبرق.
ويذكر أن المرحلة الأولى من انتخابات المجالس البلدية في ليبيا قد أُجريت في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2024، ومن المقرر أن يُحدّد موعد الاقتراع للمرحلة الثانية خلال شهر حزيران/يونيو المقبل، وفق ما أعلنه رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.