'انتفاضة Jin Jiyan Azadî ضد كل تمييز واضطهاد'

شددت إلهة صدر على ضرورة عقد مؤتمرات وندوات حول التطورات في إيران من أجل دفع الانتفاضة التي اندلعت في البلاد بقيادة النساء، إلى الأمام لتحقيق النصر.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ في الخامس عشر من شباط/فبراير الماضي، نشرت 20 نقابة ومنظمة مدنية في إيران ميثاقها الخاص بالحد الأدنى من المطالب، والذي يتضمن المطالب التي دفعت الشعب الإيراني إلى التظاهر في الشوارع ضد النظام الأبوي، ودعم عدد كبير من النشطاء الاجتماعيين والسياسيين والأحزاب ومجموعات مختلفة خارج البلاد هذا الميثاق من خلال عقد المؤتمرات والندوات والبرامج المختلفة.

ما يميز ندوات الأشهر الأخيرة عن الندوات الأخرى هو الحضور الملون للمرأة كمتحدثة وعضوة، وتناقش مواضيع مختلفة مثل البيئة، والقضايا السياسية باعتبارها قضايا متشابكة، ومن خلال عقد مثل هذه الندوات وبمشاركة المتحدثات، تتجه إيران نحو مستقبل مشرق وأكثر تطوراً.

ولتقييم الغرض من هذه المؤتمرات وأهميتها، أجرت وكالتنا مقابلة مع إلهة صدر وهي إحدى منظمي ومديري ندوة في مدينة كولونيا بألمانيا حول التطورات الأخيرة في إيران وانتفاضة النساء، والتي عقدت في الحادي عشر من نيسان/أبريل الماضي.

 

الحركة النسائية وحقوق القوميات المسلوبة

وفي إشارة إلى انعقاد مؤتمرين في الحادي عشر من نيسان/أبريل الماضي في مدينة كولونيا، قالت إلهة صدر إنه تمت دعوة 6 متحدثين و4 متحدثات من جنسيات مختلفة ووجهات نظر مختلفة تحدثن عن الحركات المدينة.

فالمتحدثة الأولى كانت شيوا محبوبي الناشطة في مجال حقوق المرأة والمتحدثة باسم لجنة حملة الإفراج عن المعتقلين السياسيين، والثانية فاطمة كريمي من فرنسا، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة وعضوة شبكة حقوق الإنسان في كردستان، وأنيسة جعفريمهر الرئيسة المشتركة لمركز بنكورد (القلم الكردي)، ورضية دورازائي عضوة في حزب تحرير بلوشستان.

وقيمت إلهة صدر خطب المتحدثات الأربع "الخطب كانت ذات مضمون غني، حيث تحدثت شيوا محبوبي عن مكانة النساء والسجناء السياسيين في الانتفاضة الأخيرة، فيما تحدثت فاطمة كريمي عن انتفاضة النساء في إيران ودور المرأة الكردية، وتحدثت أنيسة جعفريمهر عن الخوف من الاستقلال في الجغرافيا السياسية لإيران، ورضية دورازائي التي تحدثت عن وضع المرأة في بلوشستان ومقارنة نساء البلوش بالنساء الأخريات في البلاد".

وأضافت "وفي مداخلتها تحدثت، الدكتورة عودة عفراوي فيما يتعلق بتاريخ المائة عام الماضية والعنصرية في إيران، كيف تم قمع وتهميش جنسيات مختلفة وحرمانهم من حقوقهم. تعرضت نساء بلوشستان للحرمان الذي فرضته عليهن الحكومة. يجب أن نعطي هذا الحق في الاستقلال لجميع الجنسيات التي تشعر أن لها الحق في أن تكون مستقلة تحت أي حكم".

ولفت إلى أنه منذ اندلاع الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، أصبح من الممكن للمجتمع أن يركز على نضالات المرأة "نضالات المرأة، وخاصة المرأة الكردية، التي كانت في طليعة النضالات، تحت شعار "Jin Jiyan Azadî"، وعلينا أن نهتف بأهداف وفلسفة هذا الشعار".

 

التوجه نحو مجتمع ديمقراطي

ولفتت إلهة صدر إلى أن المنصة الديمقراطية الإيرانية ستعقد سلسلة من الندوات في مدن أوروبية مختلفة، لدعوة الخبراء والأساتذة الناشطين في المجال الأكاديمي وفي المجال السياسي لإيران وأوروبا للمشاركة في هذه الندوات "فلنتضامن معاً ونتعاون في أن تحول الانتفاضة الأخيرة إيران إلى مجتمع ديمقراطي، وللتحدث والمناقشة والاستكشاف والانخراط في الصراع النظري وتحدي الآراء المختلفة لبعضهم البعض قدر الإمكان".

وعن تأثير الحضور الكبير في هذه الندوات وجهودهم لعولمة مطالب الشعب الإيراني، تقول "في الأشهر الأولى من الانتفاضة، كان هناك العديد من التظاهرات في مدينة كولونيا، وجميع أنحاء أوروبا تقريباً، وحتى في أمريكا وكندا لدعم الانتفاضة، ولكن بعد فترة انخفضت بعض تلك الأنشطة بسبب قمع اليمينيين لهم الذين يخشون أن هؤلاء المتظاهرين سيستولون على السلطة".

 

توحيد الصفوف لدفع الانتفاضة إلى الأمام

وأشارت إلى أنه "لا يكفي أن نقول لا نريد جمهورية إسلامية، يجب أن نكون قادرين على قول ما نريده في المستقبل، أي نوع من الحكومة نريد. يجب أن نضع بديلاً عن تلك الحكومة. وحالياً، تتحدث العديد من هذه المؤتمرات عن البديل المستقبلي، سواء كانت جمهورية أو فدرالية أو كونفدرالية".

وعن عقد مؤتمر في الأيام المقبلة، توضح "سنعقد مؤتمر في 14 أيار الجاري في مدينة كولونيا، يتضمن جلستين إحداهما تدور حول حركة التقاضي، والحركة النسائية، وحركة الجنسيات، كما سنعرض فيديو قصير حول البيئة، ثم سننظم ثمانية ورش عمل تتعلق بالجنسيات والنساء والحركة البيئية، وورشة أخرى تتعلق باللاجئين الأفغان في إيران، الذين تعرضوا للتمييز الشديد في كل هذه السنوات، وهناك أيضاً ورشة عمل حول اليساريين الألمان الذين يريدون إظهار تضامنهم مع نضالات المرأة والانتفاضة الأخيرة، ولدينا ورشة عمل أخرى في مجال تعاون المجموعات الإيرانية مع بعضها البعض للوصول إلى مستويات أعلى، واتجاه الاستراتيجيات التي يجب أن نعتبرها قادرة على تحقيق النصر للثورة".

وذكرت إلهة صدر نضالات النساء والجنسيات خلال الأعوام الـ 44 الأخيرة "لقد مرنا بـ 44 عاماً من النضالات في جميع المجالات، لكن شيئاً ما تغير منذ ثمانية أشهر، وكانت ثورة حدثت في أذهاننا جميعاً، ثورة فتحت أعين الجميع، لقد حان الوقت اليوم لكي نتحد جميعاً للحديث عن جميع القضايا، وما حدث الآن هو أن ثورة المرأة في البلاد هي نتيجة التمييز والاضطهاد من قبل الحكومة. لا نريد التمييز بعد الآن، ولهذا لا نعتقد أنه يكفي عقد ندوات حول النساء. علينا الاستماع والاقتراب إلى بعضنا البعض، حتى نتمكن من دفع هذه الثورة إلى الأمام لتحقيق النصر".