التقارب السوري التركي... 'الدول المهيمنة تحرك خيوط الأزمة السورية'

بينت عضو مؤتمر ستار في إقليم عفرين هيفي سليمان أن التقارب السوري- التركي مرتبط بأزمات داخلية لكلا البلدين، إضافةً لتحكم الدول المهيمنة بالملف السوري.

فيدان عبد الله  

الشهباء ـ ظهرت في الفترة الأخيرة مؤشرات على تقارب تركي - سوري، وذلك بعدما صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في 11 آب/أغسطس الماضي عن محادثة قصيرة أجراها مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، داعياً إلى مصالحة بين النظام وما يسمى بالمعارضة بطريقة ما.  

للحديث عن هذا الموضوع وتقييمه في هذه الظروف والأوضاع الراهنة من الأزمة السورية تحدثت لوكالتنا عضو مؤتمر ستار في إقليم عفرين هيفي سليمان التي أكدت أنه في السنوات الأخيرة وصلت الأنظمة العالمية لمرحلة الانسداد في سياستها، كما أنها لا تتمكن من حل القضايا والأزمات الإنسانية في سوريا، والشرق الأوسط والعالم.

وبينت هيفي سليمان أن القوى العالمية تلجأ دائماً لسياسة الحرب وإطالة عمر الأزمة، ويأتي هذا من إفلاسها وعدم امتلاكها الحلول الجدية والواقعية القادرة على مساندة الشعب من أجل الوصول لمشروع يحد من هذه الأزمات التي تتعرض لها المنطقة.

وربطت هيفي سليمان الأزمة السورية بالأزمات العالمية قائلةً "لم تعد أزمة سوريا شأن داخلي أو إقليمي بل إنها أزمة عالمية". وترى أن جميع الأطراف التي تتصارع على الأراضي السورية تخضع لأوامر القوى العالمية.

وشددت على أن "ما تسمى بالمعارضة السورية وصلت لمرحلة الإفلاس والضياع بعدما لجأت للدولة التركية التي أوهمتها أنها ستكون السند والقوة للوقوف بوجه النظام السوري". 

واعتبرت أن الدولة التركية استخدمت ما يسمى بالمعارضة لإعادة وجودها وسلطتها التي باتت على حافة الانهيار، مشيرةً إلى معارضة أطراف إقليمية ودولية لمخططات الدولة التركية في المنطقة وسياستها الخارجية كان السبب وراء استخدام ورقة المعارضة.

من جهته يعاني النظام السوري من الحصار الإقليمي والدولي كما تؤكد هيفي سليمان، وبينت أن النظام السوري "يفرض سيطرته على الشعب السوري ويرفض أي حلول تعبر عن إرادة الشعب والحوار والتفاوض وهذا نابعٍ من ارتباطها المباشر بالدول الخارجية"، مؤكدةً أن "النظام السوري غير قادر على اتخاذ القرارات بإرادته الحرة في ظل فرض شروط الأنظمة العالمية".  

وعن الحوارات واللقاءات التي كشفت في الآونة الأخيرة بين النظامان التركي والسوري رغم ادعائهما الرفض القاطع لأي علاقات مستقبلية أكدت أن "هذه هي السياسة فحقوق الشعوب خارج هذه التفاوضات. النظامان السوري والتركي وجهان لعملة واحدة والشعب السوري بات ضحية هذه التجاذبات السياسية".

وأكدت أن "المعارضة السورية"، باعت الثورة بعد أن ارتهنت للدولة التركية التي يعرف القاصي والداني مطامعها وسياستها التوسعية منذ مئات السنوات، مشيرةً إلى أنه "كان على المعارضة إدراك هذه النهاية بتعاونها مع الاحتلال التركي".

وحول سؤالها عما سيحل بـ "المعارضة السورية"، والتي هي مجموعة من الفصائل المرتزقة المدعومة من الاحتلال التركي، قالت إن هذه "المعارضة" تسيطر على مساحات من الأراضي السورية وترتكب انتهاكات بحق السوريين وهي أداة لتتريك البلاد عبر فرض العملة التركية ورفع العلم التركي، ومحاكمة السوريين في الأراضي التركية، "المعارضة ستكون كبش الفداء لاتفاقيات أنقرة ودمشق وستخرج بخفي حنين". 

وبينت أن من يقول إن الدولة التركية تستهدف الوجود الكردي في المنطقة فقط فهو مخطأ وإنما سياسة الإبادة تستهدف جميع الشعوب ومن بينها الشعب السوري بكافة مكوناته، وبدا ذلك واضحاً من خلال سياسة التتريك المتبعة في المناطق المحتلة من الباب وإدلب وإعزاز ورأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي، وعفرين وغيرها "تعمل الدولة التركية على صهر شعوب المنطقة".

وشددت أنه على الشعب السوري معرفة خطط الاحتلال التركي "كان على ما تسمي نفسها المعارضة ألا تخضع لأوامر خارجية وعليهم في هذا التوقيت إدراك هذه الحقيقة والنهاية أنهم لم يكونوا إلا أداة بيد محتل".

وترى أن القوى العالمية مستمرة بالعيش وسط أزمات الشرق الأوسط، ومحاولات انصهار وإبادة شعوب هذه المنطقة، فهي تتاجر بقضايا الشعوب ومن يتاجر بحقوق الشعوب لا يمكنه ولا يريد تقديم الحلول وتحقيق السلام".

 

"تجربة شمال شرق سوريا ألهمت شعوب المنطقة"

واختتمت عضو مؤتمر ستار في إقليم عفرين هيفي سليمان حديثها بالتأكيد على أن "تجربة شمال وشرق سوريا أثرت بشعوب المنطقة"، مشيرةً إلى أن "الثورة في شمال وشرق سوريا تحققت من خلال تكاتف ووحدة شعوب المنطقة وتحريرهم سوياً دون تمييز على أساس الجنس أو القومية, وحققت نجاحاً لم يكن متوقعاً وسط الخراب الذي حل في سوريا".

وبينت أن على السوريين في المناطق الخاضعة سواء لسيطرة النظام أو المرتزقة وكافة شعوب المنطقة عدم الرضوخ للذهنية الرجعية ومحاربتها، وأن يتخذوا من مناطق شمال وشرق سوريا مثالاً يحتذى به للتحرر من العبودية، وعلى النساء تحرير أنفسهن عبر مشروع الأمة الديمقراطية لتتحقق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين.