صوت التضامن يعلو من تونس دعماً للصحفيات السوريات
في ظل تصاعد الانتهاكات ضد الصحفيات في سوريا، تعلو أصوات التضامن من تونس، حيث تدرك الصحفيات التونسيات أن معركة زميلاتهن في سوريا ليست مجرد نضال فردي، بل هي معركة من أجل الحقيقة، تتطلب دعماً إقليمياً ودولياً.

زهور المشرقي
تونس ـ رغم اختلاف السياقات بين تونس وسوريا، يجمع الصحفيات في البلدين نضال مشترك من أجل حرية الصحافة وحق المرأة في ممارسة العمل الإعلامي دون قيود، كما أن رفع أصوات التضامن من تونس ليس مجرد دعم معنوي، بل هو تأكيد على أن معركة الصحفيات السوريات معنية بكل صحفي وصحفية يؤمن بحرية الكلمة واستقلالية الصحافة.
في ظل استمرار القمع ضد الصحفيات في سوريا، يظل التضامن الصحفي مسؤولية جماعية، لأن الصحافة الحرة لا يمكن أن تخنق بالترهيب، ولا يمكن أن تموت بالصمت.
فالصحفيات السوريات تواجهن قمعاً مضاعاً، فهن مستهدفات بسبب نوعهن الاجتماعي أولاً، ثم بسبب مهنتهن التي تجعلهن في مواجهة مباشرة مع الأنظمة الاستبدادية والجماعات المسلحة، ويضحين بأرواحهن في سبيل نقل الحقيقة وأن يكن صوت لمن لا صوت له.
وقد تعرضت مؤخراً مراسلة وكالتنا، إلى جانب النساء اللواتي أجرت معهن لقاءات، للتهديد والاعتداء الجسدي من قبل مجهولين، كما تلقت الوكالة رسائل تهديد مباشرة، في محاولة لإسكات الأصوات التي تنقل الحقيقة إلى العالم.
ورغم هذه المخاطر، تستمر الصحفيات السوريات في أداء عملهن، غير أبِهات بالتهديدات، ما يجعلهن رمزاً للصمود والمقاومة في وجه القمع والترهيب.
تقول عضوة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ريم سعودي، أن الصحفيات في سوريا يعشن واقعاً قاسياً يفرض عليهن تحديات مزدوجة، موضحةً أن الأنظمة القمعية، خاصة تلك التي تتخذ من الدين ستاراً لإحكام قبضتها، تستهدف النساء أولاً، وتسعى إلى تقييد حرياتهن، ليس فقط كمواطنات، بل أيضاً كصحفيات يحملن مسؤولية كشف الحقائق.
وأضافت "التضامن مع الصحفيات في سوريا ليس خياراً، بل واجب مهني وأخلاقي، نحن في تونس ورغم التحديات التي تواجهنا، نعلم أن ما تعيشه زميلاتنا في سوريا يفوق كل تصور"، لافتةً إلى أنهن "يعملن تحت التهديد المستمر، ومن واجبنا أن نرفع أصواتنا دعماً لهن، لأن حرية الصحافة لا تتجزأ، وأي انتهاك ضد صحفية في أي مكان هو اعتداء على المهنة بأكملها".
وأشادت الصحفية ريم سعودي بصمود الصحفيات السوريات، معتبرةً أن نضالهن في وجه القمع والتضييق هو جزء من معركة أوسع تخوضها الصحفيات في العالم العربي من أجل حرية التعبير واستقلالية الصحافة.
ومن جهتها، شددت الصحفية التونسية حنان العريض على أهمية دعم الصحفيات السوريات، ليس فقط عبر البيانات والتصريحات، بل أيضاً من خلال تسليط الضوء على تضحياتهن عبر التغطيات الصحفية والتقارير الاستقصائية، قائلةً "نحن لا نريد أن يتحول الصحفي إلى خبر، بل أن يظل ناقلاً له، ومن واجبنا أن نستخدم أقلامنا ومنابرنا الإعلامية لنكشف ما يتعرضن له، وأن نكتب عن قصص صمودهن، حتى لا تبقى معاناتهن في الظل".
وأكدت أن الصحفيات في مناطق النزاع يكابدن ظروفاً صعبة، ومع ذلك مصرات على الاستمرار في العمل الصحفي النزيه، معبرةً عن تضامنها مع الصحفيات السوريات "التضامن معهن لا يجب أن يكون مجرد شعارات، بل التزاماً فعلياً يظهر من خلال الكتابة عن معاناتهن، ودعمهن في مختلف المنصات الإعلامية".