ديانا جبور: النساء أكثر عرضة لاستعراض القوة في المجتمعات المتأزمة

هناك ضرورة لإعادة صياغة العلاقة بين السلطة والمجتمع الثقافي، نحو فضاء لا يُقمع فيه الصوت المختلف، بل يُحتضن كجزء من التنوع الذي تحتاجه سوريا المستقبل.

لميس ناصر

دمشق ـ سوريا على مفترق طرق فمنذ سقوط نظام الأسد، والجميع يتخبط بين انتهاكات بحق الطوائف تهدد السلم الأهلي، وقوانين لا يمكن إلا اعتبارها محاولة لتغيير طبيعة المجتمع السوري، ونظرة قاصرة عن دور المرأة في الارتقاء بمجتمعها.

في ظل الانتقال السياسي الذي تشهده سوريا تبرز أسئلة جوهرية حول واقع الكاتبات والروائيات السوريات، وموقعهن من السلطة الحالية، وطموحاتهن في مرحلة ما بعد التغيير.

الكاتبة والإعلامية ديانا جبور قدمت رؤية عميقة من واقع معايشة يومية، تعكس حجم التحديات التي تواجهها العاملات في الحقل الثقافي والإعلامي.

 

الخوف والترقب واقع يطوق النساء

قالت ديانا جبور "في الحياة اليومية والتفاصيل غير الرسمية، هناك حالة واضحة من الترقب والخوف. النساء، بطبيعتهن، أكثر هشاشة وعرضة لاستعراض القوة في المجتمعات المتأزمة. ونسمع كثيراً عن وقائع تتعلق بالخطف، والقتل، والتسخيف، ومرور القضايا دون اهتمام، وخصوصاً عند الحديث عن المطالب النسوية".

وأشارت إلى أن النساء سواء كاتبات أو ناشطات يتعرضن لحملات منظمة من قبل جيوش إلكترونية تهدف إلى إسكات أصواتهن والتشكيك في توقيت مطالبهن "تحتاج النساء اليوم إلى الكثير من التكاتف والتشبيك، وإلى رفع الصوت عالياً في وجه محاولات التهميش".

 

الطموح... من هامش الحرية إلى فضاء الحرية

في الحديث عن الطموح، خصوصاً في مجال الدراما والكتابة، قالت ديانا جبور "كنت أكتب بهامش حرية ضيق، وغالباً ما اضطررنا للتعديل، لتخفيف النبرة، أو حتى تغيير الهوية الكاملة للعمل الفني حتى يمر من تحت سقف الرقابة. اليوم، أملي أن نعيش في فضاء حر فعلي، لا أن نتحدث عنه فقط".

وأكدت أن طموحها يتجاوز مجرد حرية التعبير، بل يمتد إلى القدرة على مناقشة المشكلات القانونية والشرعية والسياسية التي تواجه النساء، والتي غالباً ما تكون مضاعفة مقارنةً بالمشكلات العامة في المجتمع.

 

الحامي والمساحة الآمنة

عن دور القانون، ترى أنه حجر الأساس في بناء مجتمع يحترم التنوع ويصون الحريات "القانون هو الذي يصنع حالة الردع والتحفيز. بدون قانون رادع، لا أحد سيكون حريصاً على الفضاء العام. القانون يضمن أن لا تمتد قناعات الآخرين لتغزو مساحتي الخاصة".

وأضافت "كما أن الإرث الثقافي والديني محمي عبر آلاف السنين، من حقي أن أعبر عن نفسي، حتى لو كنت مختلفة، ضمن قانون يضمن هذا الحق لكل فرد".

في شهادة ديانا جبور، تتجلى معاناة الكاتبات السوريات بين الخوف والطموح، وبين الرغبة في التعبير والحاجة إلى الحماية القانونية، وهي دعوة واضحة لإعادة صياغة العلاقة بين السلطة والمجتمع الثقافي، نحو فضاء لا يُقمع فيه الصوت المختلف، بل يُحتضن كجزء من التنوع الذي تحتاجه سوريا الجديدة.