من إيطاليا إلى شمال وشرق سوريا... توثق الإيطالية مارتينا دي روزي تجربتها في رسالة

اختلاف مفهوم الحرية والتّعليم عند المرأة في أوروبا وشمال وشرق سوريا، ومشكلة الشرق أوسطيات، ومدى تأثير تجربة قرية المرأة على العالم، مواضيع تناقشها المعلمة الإيطالية مارتينا دي روزي في رسالتها

نسرين كلش 
قامشلو - .
شهد يوم 25 تشرين الثّاني/نوفمبر 2015، افتتاح أول قرية للمرأة باسم "JINWAR"، كتجربة حقيقية لمناهضة العنف ضد المرأة وايجاد مكان يحتويها ويهتم بها، ولعل هذا المشروع استقطب اهتمام الرأي العام بشكل كبير، ومنذ ذلك اليوم تستقبل هذه القرية النّساء من كل مكان، إضافة للوفود النّسوية والباحثات الرّاغبات بالاطلاع وتوثيق وضع النساء فيها ونقلها إلى بلادهنّ.
مارتينا دي روزي (30) عاماً، معلمة إيطالية وتهتم بعلم المرأة والحداثة، تبين لوكالتنا سبب قدومها إلى مناطق شمال وشرق سوريا بالقول "أتاح لي عملي لأربع سنوات متواصلة المعرفة باندلاع ثورة المرأة الحرة، ولعل الاختلاط بالكرديات في إيطاليا، اللواتي شجعنني لزيارة روج آفا، كان السّبب في وجودي هنا". 
وتصف تجربتها بأنها تصل لمستوى تطلعاتها وتخيلاتها التي رسمتها في ذهنها، "أحببت الثّورة النّسوية هنا واحترمتها أكثر، وأعتقد أنها تسير نحو التّطور".
وترى أن قرية المرأة "جينوار" مشروع عظيم، باعتبارها ليست مكاناً للسكن فقط "إنها تحمل أفكاراً جوهرية تمس حقيقة المرأة وقضاياها، فهي تعمل هنا بقوة، وتنظيم، وإرادة صلبة". وأضافت "هنَّ يُسيرنّ أمور التّعليم بأنفسهنّ، وهذه نقطة هامة، يجب التّركيز عليها ونشرها على نطاق واسع".   
ولتكون قادرة على لمس القوة الحقيقة لنساء بلدها، تأمل أنّ يكون فيها قرية خاصة بالمرأة، "بهذه التّجربة أكون شاهدة على قدرة النساء للحفاظ على مبادئهنّ".
وحول حرية المرأة في أوروبا، تقول "هناك يتم اتباع الأنظمة وتعليم الأساليب، ورغم أننا نملك الاستقلالية والرأسماليّة، إلا أن ذلك بنظري لا يخدم الحرية الحقيقية للمرأة".
وكونها عملت في مجال التّعليم تلخص ذلك بقولها "في أوروبا يركز التّعليم على أنظمة خاطئة، بينما هنا يمكنني تمييز روح العمل الجماعي، والصّداقة، والأهداف الموحدة، التي تناهض الرأسمالية، وتمنع التّشتت".
"المرأة هنا تملك حرية أكثر من الأوروبيات، رغم اعتقادهنّ أنهن وصلنّ لها فعلاً، إلا أنها ليست حقيقة مُطلقة"، هكذا تعبر مارتينا دي روزي، عن نظرتها الخاصة لمفهوم الحرية في بلدها.
وعن مشكلة المرأة الشّرق أوسطية، تقول إنها تتلخص في "الذَّهنيّة الذّكوريّة ما تزال مُتحكمة، ولعل ثورة المرأة هنا، تكون مساعدة لإيجاد الطّريق نحو عمق الحرية، سواء على مستوى قرارات المرأة، أو حقها في الدّفاع عن نفسها".
وربما تكون ثورة المرأة، مُساعدة لجميع نساء العالم وليس على مستوى محلي فقط، لأن المرأة في أوروبا بحاجة لهذا الأمل، الذي شعرت به مارتينا دي روزي، نظراً لأن الحرية الحقيقية يجب أن تكون في "العمل، والتّعليم، واتخاذ القرارات، والمعتقدات، والتّفكير الموضوعي، حسبما أكدت.
وفيما يتعلق بمشاهداتها، تقول "أكتب الرّسالة التي استخلصتها من زيارتي، وفور عودتي لبلادي سأعمل على الأخذ بمضمونها، وإيصالها للعالم".