توعية المرأة والحد من العنف من أبرز أعمال منظمة سارا لعام 2021

في ظل انتشار العنف بكل أشكاله في كافة أنحاء العالم، تقدم منظمة سارا لمناهضة العنف في شمال وشرق سوريا الدعم بكافة أشكاله للنساء المعنفات لتكون خير مساند لهن

نسرين كلش 
قامشلو ـ ، وتستمر بملاحقة قضاياهن في المحاكم ليحصلن على حقوقهن حتى إذا اضطرت لاستخدام مبدأ الحزم لتطبيق العدالة الاجتماعية.
عملت منظمة سارا النسوية المدنية الاجتماعية منذ تأسيسها في الأول من تموز/يوليو عام 2013 في مقاطعة قامشلو بشمال وشرق سوريا، على مناهضة العنف ضد النساء، ومكافحة جميع أنواع التمييز ضدها وتحقيق العدالة الاجتماعية لها، والمساهمة في الحصول على حقوقها، وتوثيق حالات العنف، الانتحار والقتل، بالإضافة إلى تعريف المرأة بحقوقها وواجباتها من خلال تنظيم محاضرات وجلسات حوارية وحملات وندوات وزيارات إلى المخيمات، وكذلك متابعة قضايا القتل في محاكم الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا.
وفي لقاء خاص قالت الإدارية في منظمة سارا منال يوسف أن " منظمة سارا التي تناهض العنف ضد النساء بكافة أشكاله، تتخذ من المواثيق والمعاهدات الدولية التي تمنح النساء حقوقهن مرجعية لها، وتسعى لتحقيق العدالة للنساء"، مشيرةً إلى أنهم من خلال المحاضرات التوعوية والندوات الحوارية وإبراز قصص النساء اللواتي عانين من أحد أشكال العنف ونجحن في التخلص منه ومن تداعياته على حياتهن، استطاعوا توعية النساء الأخريات.
 
جملة من الأعمال خلال عام 2021
مع بداية عامٍ حاسم في ظل انتشار وباء كورونا في شمال وشرق سوريا والعالم أجمع، عملت منظمة سارا على إطلاق حملة توعوية صحية بالتعاون مع منظمة ديموس التي تدعم قضايا المرأة بمختلف أشكالها، تحت شعار "من سارا نبدأ" لتوعية المجتمع حول تداعيات الوباء وكيفية الوقاية منه، "بالتزامن مع جائحة كورونا وفرض الحظر الكلي في شمال وشرق سوريا، قمنا بإطلاق الحملة في مدينة قامشلو، والتي تضمنت فعالياتها توزيع بروشورات توعوية، وإطلاق خطوط ساخنة لأقرب نقط لمراكز الصحة في كل منطقة، بالإضافة إلى توزيع خمسون سلة وقاية للعائلات، بهدف تقديم يد العون للنساء المعيلات".
وحول مبادرة "أنتِ الأمل" التي أطلقتها المنظمة تقول "استهدفنا خلال هذه المبادرة التوعوية طالبات المدارس في مدينة قامشلو لتقديم الدعم النفسي لهن بعد ارتفاع نسبة الانتحار خاصةً بين الفتيات المراهقات"، لافتةً إلى أنهم وبالتنسيق مع منظمة جيان لحقوق الإنسان "أقمنا ورشة حول المساندة النفسية بالتعاون مع 12 امرأة معنفة من النازحات، كما أطلقنا حملة إلكترونية هاشتاغ 'هي لم تنتحر أنتم من قتلتموها'".
وبالتزامن مع شهر التوعية العالمي بسرطان الثدي والذي يصادف تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، قامت المنظمة بالتنسيق مع وقف المرأة الحرة في سوريا بعقد محاضرات لتوعية النساء بأهمية إجراء الفحوص الدورية وكذلك إجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
أما فيما يتعلق بالعنف ضد المرأة، فقد قامت منظمة سارا وبالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف الـ 25 من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، بإطلاق حملة "صوتي مع صوتك لا لقتل النساء"، وأشارت منال يوسف إلى أنهم قاموا ضمن الحملة بـ "توزيع حوالي 1000 بروشور يعرف بالمنظمة ويذكر النساء ويعرفهن بقصة الفتيات الثلاث اللواتي كن السبب في الإعلان عن اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، وتعريف العنف وأشكاله وكيفية مناهضته والتخلص من الآثار الناجمة عنه، بالإضافة إلى توزيع ملصقات وفلكسات على مداخل المدن بالتنسيق مع البلديات في كل من مقاطعة قامشلو، الحسكة، صرين وكوباني، كما تضمنت الحملة عقد 13 محاضرة توعوية في مخيمات النازحين ومراكز المدن".
وتابعت "أطلقنا أيضاً حملة مشتركة مع شبكة قائدات السلام وجمعية شاويشكا تحت شعار 'لأنكِ حرة" عملنا خلالها بإبراز قصة ستة نساء ناجحات عانين من العنف بأشكاله لكن تخطينها بكل قوة، كما عقدنا خلالها محاضرة حول العنف وقوانين المرأة في شمال وشرق سوريا، وختمنا الحملة بزيارة قرية المرأة "JINWAR" لإبراز مظاهر التحدي والتصدي للعنف بعيش المرأة حياة مستقلة حرة بعيدة عن كل ما يعرضها للعنف"، منوهةً إلى أنهم قاموا بالتنسيق مع إدارة المخيمات كمخيم نوروز، واشوكاني، الطلائع والهول، لمتابعة قضايا قتل النساء والعنف ضدهن والانتحار "لقد قمنا أيضاً بإصدار ثلاث بيانات في كل فروع المنظمة حول انتهاكات الدولة التركية بحق المرأة في عفرين، وبيان يندد باغتصاب فتاة قاصر في باطمان من قبل ضابط تركي، وبيان آخر حول تزايد حالات الانتحار في مدينة كوباني".
 
لجان منظمة سارا 
تضم منظمة سارا عدة لجان منها لجنة الإعلام والأرشيف، ولجنة تختص بمتابعة شؤون المعنَفات لتوثيق قضايا القتل، العنف، الجرائم، الانتحار والاغتصاب ومتابعتها في محاكم الإدارة الذاتية. والعمل على تحضير إحصاءات سنوية.
فبحسب ما وثقته المنظمة على مستوى شمال وشرق سوريا خلال عام 2021، بلغت عدد حالات العنف الجسدي ضد النساء من ضرب وإيذاء 92 حالة، و40 جريمة قتل، و12 حالة عنف لفظي من قدح وذم، و24 حالة تهديد بالقتل، وخمس حالات اغتصاب، و9 حالات تحرش جنسي، و39 حالة طلاق و34 حالة انتحار و34 حالة محاولة انتحار.
فقد سجلت المنظمة في مدينة قامشلو 27 حالة قتل، 16 حالة ضرب وإيذاء، 9 حالات عنف لفظي، 9 حالات تحرش جنسي، 19 حالة تهديد بالقتل، 3 حالات اغتصاب، 17 حالة انتحار، 12 محاولة انتحار، فيما وصل عدد حالات الطلاق إلى 39 حالة.
وفي مدينة الحسكة بلغ عدد حالات العنف الجسدي ضد النساء من ضرب وإيذاء حالتي عنف، و8 حالات قتل، و4 حالات انتحار، و7 حالات محاولة انتحار، أما في مدينة كوباني بلغ عدد حالات العنف الجسدي 58 حالة ضرب وإيذاء، و4 حالات قتل و3 حالات عنف لفظي، و5 حالات تهديد بالقتل و9 حالات انتحار و15 محاولة انتحار، بينما بلغ عدد حالات العنف الجسدي ضد النساء في صرين من ضرب وإيذاء 16 حالة، و4 حالات انتحار.
 
أهداف المنظمة لعام 2022
وأوضحت منال يوسف في ختام حديثها حول أهداف منظمة سارا للعام الجديد "سنسعى للوصول إلى كافة النساء اللواتي لم نستطع الوصول لهن هذه السنة، تقوية وتنمية قدرات عضوات منظمة سارا للاستمرار بحماس وبجهد، دعم المرأة وإرشادها نفسياً ومتابعة قضاياها عامةً وقضايا العنف خاصةً من خلال لجاننا ومستشارينا القانويين، بالإضافة إلى افتتاح أفرع للمنظمة في كلٍ من ديريك والرَقة، كما سنحاول بناء دار حماية للمرأة المعنفة في قامشلو".