فلك يوسف: ما يحدث اليوم في سوريا ليس إلا امتداد لمجزرة كوباني
التاريخ يعيد نفسه وتكمن أهميته في أنه درس لا يجوز نسيانه في مناطق كتبت عليها الحرب وما يزال أملها بالسلام حاضراً لا يموت.

نورشان عبدي
كوباني ـ بدلاً من إنشاء محكمة دولية يتم فيها الاقتصاص للضحايا الأبرياء في الحرب السورية التي سرقت من عمر الشعب السوري 15 عاماً تقريباً، تمر الذكرى العاشرة لمجزرة كوباني ومن ارتكبوا المجازر باسم داعش وفكره يستلمون مناصب قيادية في سوريا.
تمر ذكرى مجزرة كوباني التي ارتكبت في 25 حزيران/يونيو 2015 هذا العام وصدور من فقدوا أحبتهم تغلي وتشتاط غضباً بعد أن تم تكريم من ارتكبوا المجزرة، وإعادة تدوير فكرهم ليحكموا سوريا كلها بعد أن كانوا على لوائح الإرهاب.
قبل سنوات أستيقظ أهالي مدينة كوباني وقرية برخبوطان بمقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا وتحديداً في 25 حزيران/يونيو عام 2015 على رائحة الدماء وأصوات المدافع والقذائف والقتل، حملة ممنهجة قام بها داعش ومشروعه إبادتهم.
وكانت قد تعرضت مدينة كوباني التي انطلقت منها ثورة التاسع عشر من تموز/يوليو 2012 لهجوم وحشي من قبل مرتزقة داعش في 15 أيلول/سبتمبر من عام 2014، تصدى لها أهالي المدينة وثوريون من مختلف أجزاء كردستان ليتحقق النصر في 26 كانون الثاني/يناير عام 2015.
وشكلت هذه المعركة وهذا النصر نقطة مفصلية في الحرب على داعش وانتقاماً لهذه الهزيمة، وبدعم مباشر من قبل الاحتلال التركي هاجم المرتزقة مدينة كوباني وقرية برخبوطان مجدداً وارتكبوا هذه المجزرة المروعة بحق سكانها، والتي راح ضحيتها 233 مدنياً.
وعن المجزرة قالت الرئيسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في كوباني فلك يوسف "انتقمت تركيا وداعش من النساء والأطفال والكبار في السن بقتل المدنيين والأبرياء. المرتزقة والاحتلال التركي مارسوا أبشع أشكال العنف بحق الشعب الكردي في ذلك اليوم كانت رائحة الدماء والقتل تفوح من أحياء المدينة، وجرحانا وشهداءنا في الشوارع، فالثمن الذي دفعه أهالي كوباني باهظ للقضاء على داعش، وهذا الثمن أرواحهم".
وأضافت "بعد مرور عشر أعوام على المجزرة ها نحن نتحدث عما عاشه الشعب السوري من قبل النظام السابق في سوريا والفصائل والمجموعات المسلحة والمرتزقة التابعة للدولة التركية التي تسيطر على عدة مناطق من سوريا كإدلب وعفرين ورأس العين وتل أبيض وغيرها، فعلى مدار أعوام حلم الشعب السوري بالتخلص من النظام الاستبدادي والعيش بحرية وكرامة، وهذا هو هدف الثورة السورية، ولكن الحكومة المؤقتة ليست أكثر من عدة فصائل ومرتزقة بمختلف المسميات، تحمل فكر جهادي وذهنية داعش".
وأكدت أنه يجب الربط بين الأحداث، وأن ما يحدث اليوم في سوريا ليس إلا امتداد لمجزرة كوباني وما حدث للشعب السوري خلال سنوات الحرب "اليوم نشهد على ما يحصل في الساحل السوري وما عاشه الشعب هنالك من مجازر وقتل وعنف وتعذيب وغيرها من الانتهاكات التي تشبه وليست ببعيدة عن المجزرة التي ارتكب بحق الشعب الكردي في كوباني، لذلك كل هذه النقاط التي تحدثنا عنها تؤكد أن ذهنية داعش مستمرة وتغيير الأسماء لن يغير الذهنية والفكر والمبدأ، ونحن الشعب السوري ما نزال نعاني من هذه الذهنية الجهادية والعدوانية تحت مسميات مختلفة".
وأوضحت أن "ما يعيشه الشعب السوري بعد سقوط النظام يثبت أن سوريا تدار بفكر جهادي وهذا سيساعد بشكل كبير في إعادة تشكيل وتنشيط داعش لكي يرتكب مجازر أخرى بحق مختلف الطوائف والقوميات السورية، كما ارتكب المجزرة بحق الشعب الكردي في مدينة كوباني".
"باتحاد شعوب ومكونات سوريا سنقضي على ذهنية داعش"
وترى فلك يوسف ضرورة بالغة لاتحاد كافة الشعوب والمكونات في سوريا من أجل القضاء على ذهنية وفكر داعش "ما يجب أن نفعله كشعب سوري في هذه المرحلة الحالية والأحداث التي تحصل في الشرق الأوسط بشكل عام هو أن نتحد بصوت واحد ورأي وإرادة واحدة وهذا ما تم إثباته في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية وتشكيل الإدارة الذاتية، وتوحيد الصف السوري والعيش معاً بكرامة وحرية وتعايش مشترك وهذا ما سيخلص كافة الشعوب والمكونات السورية من هذه الفصائل وفكر وذهنية داعش".
واختتمت الرئيسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين فلك يوسف حديثها بالتأكيد على أن "الشعب السوري متنوع ويشكل لوحة فسيفسائية لذلك علينا العمل سوياً والنضال من أجل محاربة هذه الذهنية والقضاء عليها، هذه الذهنية التي لا تعرف للإنسانية طريق وتقتل النساء والأطفال، من أجل هذا بالنضال وتآخي الشعب السوري سنقضي على أي فكر يعادي الشعب السوري وكما استطعنا القضاء على داعش وإنهاء وجوده عسكرياً من مناطقنا في معركة الباغوز سنتمكن من القضاء عليه فكرياً وذهنياً لأن النضال الأساسي هو نضال فكري وذلك سيكون عن طريق التدريبات والتوعية والعيش المشترك، وبذلك سنبني سوريا من جديد".