الطلبة المهجرين يستكملون تعليمهم تحت القصف

يستمر الاحتلال التركي بشن هجماته على نازحي عفرين في قرى ناحية شيراوا بشمال وشرق سوريا ويرد الأهالي والطلبة عليه باستمرار تعليمهم، بدعم من لجنة التدريب وتعليم المجتمع الديمقراطي

روبارين بكر
الشهباء ـ
مع شن الاحتلال التركي ومرتزقته هجماتهم بالأسلحة الثقيلة براً وجواً على مدار 58 يوماً دون توقف قابلها صمت دولي احتلت مقاطعة عفرين في 18 آذار/مارس 2018، لكن جزء من قرى ناحية شيراوا سلم من الاحتلال، ويعيش فيها اليوم سكانها الأصليين إضافةً لنازحي عفرين.  
الهجمات التركية على قرى ناحية شيراوا، تؤثر بشكلٍ مباشر على الوضع التعليمي في الناحية لما تفتقده من أمان واستقرار ويتعرض الطلبة في الكثير من الأحيان للاستهداف وهم في أوقات الدوام الرسمية.    
وتتواجد في ناحية شيراوا 14 مدرسة وفي كل قرية افتتحت لجنة التدريب وتعليم المجتمع الديمقراطي مدرسة بينها أيضاً مدرستي مخيمي العودة والشهباء، ويتوافد للمدارس أكثر من 1900 طالب/ة للمراحل الابتدائية، الإعدادية والثانوية، يلقي فيها 185 معلم/ة الدروس، وهناك مدارس ومعلمين يدرسون بالغة العربية للمكون العربي.  
ويستهدف الاحتلال التركي ومرتزقته المدارس بالقذائف والأسلحة الثقيلة وهذا له تأثير سلبي على الأطفال وفكر الطلبة من خوف وهلع في نفوسهم ونفوس ذويهم ورغماً عن ذلك فأنهم يواجهون جميع هذه الضغوطات والهجمات باستمرار تعليمهم. 
 
 
الإدارية في لجنة التدريب وتعليم المجتمع الديمقراطي بناحية شيراوا نورا حسن قالت عن متابعتهم وإدارتهم لشؤون التعليم في قرى شيراوا والعقبات التي يواجهونها "مما لا شك فيه أن هناك تغيرات جذرية في الوضع التعليمي بالناحية قبل وبعد الاحتلال التركي لعفرين، وتزداد الصعوبات ففي الكثير من الأحيان لا يسير النظام التعليمي كما هو مطلوب، إلى جانب الوضع النفسي للطلبة والتلاميذ".
وأشارت إلى أن قرى ناحية شيراوا تعرف بخطوط الجبهة للحرب في المنطقة "بالإمكان القول إن الحرب والتعليم يجريان في الواقع سوياً"، إذ أنهم رغماً عن جميع هذه الصعوبات التي تواجههم استطاعوا إعادة التعليم لمدارس الناحية ونظموهم بشكلٍ مناسب "العديد من الطلبة تخرجوا ويدرسون اليوم في جامعة روج آفا ومعاهد المقاطعة".    
عن التلاميذ وحبهم للعلم والمعرفة أكدت أن لديهم طاقة وحيوية أكثر من المعلمين "يكسب المعلمين من التلاميذ المعنويات والإرادة لمواصلة التعليم"، وخلال هذا العام وبطلب من التلاميذ والأهالي افتتحت مدرستين في كل من قرى زرنعيتة ومياسة وبكون قرية صوغانكة الأقرب لقرى عفرين المحتلة فأنهم اضطروا لنقل المدرسة من صوغانكة إلى قرية زيارة في الناحية ذاتها.   
وعن مساعي لجنة التدريب وتعليم المجتمع الديمقراطي في الناحية وخدماتها للطلبة قالت "قمنا بتأمين جميع الكتب للمراحل الثلاثة بالإضافة لتوزيع القرطاسية عليهم، وتأمين المواصلات بالمجان"، مؤكدةً أن الهجمات واستهداف الاحتلال التركي للمدارس ومحيطها لن يجبرهم على إغلاق أبواب المدارس.
وعن الصعوبات التي تواجههم ذكرت "نواجه بعض المصاعب في نقص عدد المعلمين في كل من قرى برج قاص، كلوتية، باشمرة وكوندي مازن المحاصرة من قبل النظام السوري ونرسل المعلمين من قرى شيراوا ومقاطعة الشهباء إليها بصعوبة"، مضيفةً "المعلمين أيضاً يضحون بأرواحهم ويواجهون الخطورة في سبيل عدم انقطاع الطلبة عن تعليمهم".
 
 
في حين قالت المعلمة ندى حنان "من خلال متابعتي لأوضاع التلاميذ فأنهم يملكون الطاقة والرغبة الكبيرة في تلقي تعليمهم والاستمرار به رغماً عن جميع المصاعب والهجمات".  
وعن مستوى الطلبة وسط ما يواجهونه من ضغوطات نفسية وعيشهم حياة مليئة بالمخاطر والتهديد على حياتهم بينت أن "مستواهم التعليمي جيد جداً ومصممون على الاستمرار، وبدورنا نساهم في دعمهم ومساندتهم من خلال تأمين الأماكن الآمنة وعدم إخراجهم في حال تعرضت القرى للقصف".
 
 
فيما قالت المعلمة سوزدار سليمان أنهم من خلال مواجهتهم للمصاعب والمخاطر جراء الهجمات على القرى ومحيط المدراس في أوقات الدوام الرسمية، يحرصون على الاستمرار لمنع تحقيق مطامع تركيا باحتلال المزيد من القرى وتأمين مستقبل الطلبة والأجيال القادمة.
الطالبة روليانا محمد (14) عاماً من قرية معرسكة في عفرين وهي نازحة في ناحية شيراوا قالت "ندرس بلغتنا الأم ونصمم على الاستمرار، "لغتنا ليست أحرف وكلمات فحسب إنما هي أصل وجودنا وحمايتنا من القمع والإبادة". 
وفي السياق قال الطالب آلان معمو (14) عاماً من أهالي قرية صوغانكة أنهم يواجهون الكثير من المصاعب في قريتهم على وجه الخصوص ويتعرضون في ساعات الليل المتأخرة ووضح النهار لقصف همجي وعنف من قبل الاحتلال التركي، ولكي يتعلموا لغتهم كل يوم يتوجهون من قريتهم إلى قرية زيارة.  
ومن جانبٍ أخر يستمر النظام السوري بإغلاق المدارس في وجه أطفال عفرين ففي عام 2019 أقدم على إغلاق المدارس في قريتي أقيبه وصوغانكه بناحية شيراوا بحجة توطين النازحين فيها إلا أن أهالي الناحية رفضوا واعتصموا بوجهه.