لجنة المرأة ومشاريعها ساهمت في ارتقاء واقع النساء

لعبت لجنة المرأة في الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها بشمال وشرق سوريا، دوراً كبير في إتاحة الظروف الملائمة لتخوض المرأة دورها في مختلف مجالات العمل وتغيير نظرة المجتمع النمطية

سيلفا الإبراهيم   
منبج - .  
رئيسة لجنة المرأة في الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها اكسار أحمد تحدثت عن مهام لجنة المرأة والدور الذي تلعبه في هيكلية الإدارة المدنية الديمقراطية. وقالت "عمل لجنة المرأة هو تنظيم المرأة ضمن الإدارة واللجان التي تتبع لها وجميع المؤسسات، وإيجاد الحلول للمشاكل التي تواجهها وتلبية متطلباتها، وتسيير أمورها؛ لكي تعمل المرأة في مكانها وهي مطمئنة، ولتنتج أكثر ضمن فريق العمل".  
 
دعم العاملات والمعنفات
وعن الدور الذي خاضته لجنة المرأة لتكون العون للنساء العاملات ضمن المؤسسات ولتخطي المعوقات التي واجهتهن بينت أن "النساء في منبج عانين إبان سيطرة مرتزقة داعش على المدينة والإدارة المدنية الديمقراطية بدورها فتحت الآفاق لهن ليلعبن الدور الريادي في عملهن من خلال المكانة التي منحتها كالرئاسة المشتركة، بدءاً من الكومين الذي يعد أصغر خلية في هيكلية الإدارة إلى المجالس التنفيذية والتشريعية". لافتةً إلى أنه بفضل هذه الجهود كان للجنة المرأة الدور الأكبر في قيادة المرأة إلى مكان صنع القرار. 
وعن الواقع الذي تسعى لجنة المرأة للوصول إليه بينت أن "لجنة المرأة دائماً تسعى للارتقاء بواقع المرأة"، مستذكرة الدور الريادي الذي كانت تضطلع به في المجتمع الطبيعي "كان للمرأة الدور الريادي في إدارة المجتمع في حقبة المجتمع الطبيعي، ونحن كلجنة المرأة نسعى إلى استعادة مكان المرأة في المجتمع وهذا الدور الذي كانت تقوم به"، مشيرةً إلى الخطوات المفصلية في تاريخ المرأة وما وصلت إليه النساء في منبج "لا نكتفي بذلك بل نسعى إلى إبراز دورها بشكل أكبر وإيصال المجتمع إلى قناعة بأنه باستطاعة المرأة العمل في أي مجال والتميز فيه".  
تقول عن أعمال لجنة المرأة لدعم النساء "افتتحنا عدة مشاريع للنساء الأميات اللواتي لا يجدن فرص عمل، كمشغل الخياطة، حيث أن أكثر النساء اللواتي قصدن هذا المشروع هن اللواتي حملن على عاتقهن إعالة أسرهن كالمطلقات والأرامل"، مضيفةً "في عام 2017 افتتحنا مشروع بيت المونة الذي وفر فرص العمل للعديد من النساء ومن خلال نحضر المونة ونسوقها، إضافةً إلى ذلك لدينا مشروع الحضانة والروضة". مبينةً أن "الروضة والحضانة افتتحتا بناءً على طلب نساء المؤسسات لكن في نفس الوقت تستقبل جميع الأطفال". 
أما عن المشاريع التي تخطط لتنفيذها لجنة المرأة للعام المقبل فبيت أنه "خطة عملنا لعام 2022 تشمل افتتاح مشتل زراعي، بهدف توفير فرص عمل أكثر للنساء، ونعمل أيضاً على افتتاح فرن تعمل فيه النساء فقط، وروضة وحضانة أخرى كون الإقبال فاق استيعاب الحضانة"، مضيفةً "هذه المشاريع ستشمل المرأة الريفية أيضاً".
لا تقتصر مشاريع المرأة على الناحية الاقتصادية فالحماية جزء أساسي من عمل لجنة المرأة "نسعى لافتتاح مركز حماية المرأة والذي يهدف إلى حماية المرأة المعنفة التي تفتقد لملاذ آمن، وسيحمل هذا المركز في جعبته الكثير من الخطط لتدريب المرأة وتطويرها لتغيير نظرة المجتمع".
 
الدعم الاقتصادي 
النائبة في لجنة المرأة والمشرفة على مشروع مشغل الخياطة يازا المحمد قالت عن أهداف افتتاح المشغل في عام 2018 "افتتح المشغل باسم الشهيدة ساكينا العسلية ليكون المشروع الرائد من حيث فكرته التي وفرت فرص عمل للنساء في ظل وضع اقتصادي صعب". مبينةً أنه ساهم في تشغيل أكثر من 15 عاملة "العاملات لديهن مهارة في الخياطة وذلك في مكان مؤهل بكافة الاحتياجات من ماكينات درزة وحبكة وفتح ازرار، وجميع الماكينات من النوعيات الحديثة القادرة على إنجاز العمل بشكل احترافي".  
وعن طبيعة العمل واستيراد الأقمشة بينت يازا المحمد أن "المشغل يتعاقد مع بعض التجار في السوق، ويقومون بدورهم بتأمين الأقمشة والقصات المطلوبة ودور المشغل هو تنفيذ العمل المطلوب للتاجر بكل دقة واحترافية ويعود أغلب الربح للعاملات في المشغل". موضحةً أن التجار لا يتعاملون بجدية مع مشغل الخياطة لذلك تعتمد النساء على أنفسهن في تأمين الأقمشة في حال وجود ميزانية جيدة "تواجهنا عدة صعوبات أبرزها عدم التعامل الفعال والجدي من قبل التجار مع مشغل تديره وتعمل فيه النساء"، مبينةً أن السبب هو كون التجربة حديثة "مجتمعنا اعتاد أن يكون الرجل محور العمل".
عن دور المشغل خلال انتشار فيروس كورونا في شمال وشرق سوريا وبالتحديد في عام 2020 قالت "قام المشغل بالدور الملقى على عاتقه من تفصيل الكمامات ذات نوعية جيدة ومطابقة للمواصفات المطلوبة في الفترة التي قل فيها عدد الكمامات، وذلك بالتنسيق مع لجنة الصحة التي كانت تعقمها وتوزعها على الناس".
كما ذكّرت أيضاً بدور المشغل في توحيد اللباس المدرسي في مدينة منبج "عمل المشغل على تأمين أقمشة ذات نوعية جيدة وتفصيل اللباس اللائق وفق ما تم تنسيقه مع لجنة التربية، وبيعه بأسعار رمزية لا تتجاوز سعر التكلفة"، مؤكدةً على ضرورة توحيد اللباس المدرسي "يعتبر توحيد اللباس المدرسي مطلب اجتماعي بعد ظهور فروق بين الطلاب الفقراء والأغنياء والتمييز الذي كان يحدث بسبب اللباس". 
وعن النتائج المرجوة من مشروع مشغل الخياطة قالت "إن الفائدة المرجوة من هذا المشروع بالدرجة الأولى هي كسر المفاهيم الاجتماعية المغلوطة عن المرأة، فالمجتمع يعتبر المرأة درجة ثانية وغير قادرة على الخوض في سوق العمل، كذلك الهدف منه هو تشغيل النساء اللواتي بحاجة للعمل واللواتي أغلبهن معيلات لأسرهن". 
 
دار الحضانة تساهم في إقبال النساء على العمل
نائبة لجنة المرأة والمشرفة على مشروع الحضانات هبة الدادا قالت عن أهداف افتتاح الحضانات "افتتحنا مشاريع تخدم الطفل والمرأة في الوقت ذاته كافتتاح الروضات والحضانات الذي تساهم في تهيئة الطفل للحياة الاجتماعية والمدرسة".
وعن سبب افتتاح هذه المشاريع في الوقت الذي توجد فيه نسبة كبير منها في المدينة أوضحت "نعمل على مساعدة الأمهات العاملات في المؤسسات وذلك تلبية لطبلهن، وأيضاً يتم استقبال جميع الأطفال بأسعار رمزية، فالغاية ليست الربح، مع العلم أن دور الحضانة مجهزة بكافة أشكال الرعاية من مربيات ومعلمات، في حين تأخذ الروضات والحضانات الأخرى رسوم مرتفعة، وهو ما يزيد الإقبال على روضتنا". 
وافتتحت أول حضانتين في عام 2017، ثم افتتحت روضة شمس الأمل في 2018، وافتتحت حضانة ازهار الربيع في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.