دون دور يذكر أو حياة كريمة تعيش النساء في المخيمات

تكف المنظمات الإنسانية يدها عن مساعدة النازحين في مخيمات دير الزور بشمال وشرق سوريا، ولا تتمكن الإدارة الذاتية هناك من تقديم كافة الخدمات، في حين تتعرض النساء لعنف مضاعف أحد أطرافه ظروف النزوح وطرفه الآخر سيطرة الرجال على كل شيء

إملي سلوم 
دير الزور ـ .
في الأماكن التي لا تعاني من ظروف استثنائية النساء يواجهن مختلف أشكال العنف وتزداد هذه المعاناة في الحروب والنزوح ففي خيم منتشرة على مساحة صحراوية لا حقوق للمرأة، وهي لا تملك عملاً ولا فرصة لتغيير الحال.
 
 
الإدارية في تجمع نساء زنوبيا بمخيم أبو خشب، زهرة التاية أوضحت أن المرأة تعاني في المخيم من مختلف أشكال العنف الأسري واللفظي والمجتمعي وهي مهمشة بشكل كبير "رغم حرص نظام الكومينات على تمكين المرأة لإدارة المخيم بالشراكة مع الرجل إلا أن وجودها يبقى شكلياً في مخيمات دير الزور".
وأضافت "هذا العمل الذي كلفت به ليس سوى اسم، ففي الحقيقة الرجل هو من يسيطر على الكومين، وجميع الأعمال تمر بموافقته فقط".
أما عن الفقر في المخيم وضرورة إيجاد فرص عمل للنساء فأكدت أن "المرأة تقود المجتمع إلا أنها مهمشة تعليمياً وعملياً واقتصادياً لذلك فإنها بحاجة للعمل لتقوية شخصيتها، وتمكينها من إبداء رأيها والإصرار على مواقفها".
في المخيم عدد كبير من النساء المسؤولات عن أطفالهنَّ لكن لا أحد يقدم لهن المساعدة "في مخيم أبو خشب أكثر من 30 امرأة يربين أبنائهن من دون آباء، ولديهن عبء كبير في مواجهة الحياة والمجتمع الذي يعشن فيه كما يعانين من القمع".
عن دورهم في النهوض بالمرأة رغم كل هذه الصعوبات بينت أنه "عملنا بجد من خلال التوعية الفكرية والمجتمعية، ومستمرون في تكثيف الاجتماعات لأهالي المخيم فقد لاحظنا تطوراً في فكر المرأة".
 
 
فاطمة العلي هي إحدى القاطنات في مخيم أبو خشب الذي تأسس منذ عام 2017 لاحتضان الفارين من العمليات العسكرية وبطش مرتزقة داعش قالت "الفتيات في المخيم لا يمكنهن التعلم، وما إن تصل الفتاة لعمر الـ 15 عاماً حتى تزوجها عائلتها فهي عبء عليهم في ظل ما تعانيه الأسر هنا".
وأضافت "لا نجد نحن النازحات فرصة عمل لنعيل بها أسرنا". مبينةً أنه "منذ نزوحنا من قرانا عانينا كثيراً، فوضعنا يختلف عن باقي المخيمات نحن بحاجة إلى دورات تدريبية ومهنية لنكتسب صنعة نعيل بها أنفسنا وأطفالنا". مطالبةً بدعم المرأة وتوعيتها وافتتاح فرص عمل لها من دورات خياطة وتمريض وغيرها.
 
 
مريم محمد أرملة تعيل أطفالها وتعمل في الأراضي الزراعية لتكسب بعض المال، تقول إن مخيم أبو خشب يفتقد للخدمات "جميع المخيمات مدعومة من المنظمات الإنسانية، وتقدم لهم المساعدات حتى لو كانت قليلة لكن مخيم أبو خشب يفتقر للاحتياجات الضرورية مثل الصيدليات والمدارس لتعليم الأطفال، كذلك لا توجد فرص عمل سواء للنساء أو للرجال". 
ويزيد الشتاء من معاناة النازحين وهو ما تؤكده مريم محمد لذلك تطالب بتأمين وسائل التدفئة "أقبل علينا فصل الشتاء وليس لدينا من يساعدنا على تحمل شهوره الباردة وتقلبات الطقس، نحن بحاجة لتدفئة ومواد صحية وغذائية أيضاً". 
 
 
جورية العلي من مخيم الحوايج الذي أفتتح عام 2018، هجرت منذ خمس سنوات تقول "خرجنا من منازلنا بسبب الحرب والدمار وتيتم أطفالنا وترملت نساءنا"، مضيفةً "نعاني هنا من نقص كبير في أساسيات الحياة، فلا يوجد ماء أو خبز يكفي كذلك العديد من الضروريات غير متوفرة".
وطالبت بدعم المرأة من كل الجوانب والأطفال من خلال تقديم خدمات التعليم لهم، مؤكدةً على ضرورة تدخل المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة خاصة مع حلول شتاءٍ يبدو قارصاً.