انتهاك حقوق الصحفيين/ات سياسة ممنهجة في إيران وتركيا

تتعرض حرية التعبير لقمع مستمر ومتزايد في العديد من الدول، حيث أن أعداد هائلة من الصحفيين/ات يقبعون في سجون تركيا وإيران.

شيرين محمد

قامشلو ـ أكدت الإعلامية سوسن خلف أن اعتقال الصحفيين/ات في تركيا وإيران سياسة واضحة لمنع كشف الجرائم والانتهاكات التي تمارسها هذه الأنظمة القمعية بحق الشعوب المطالبة بحقوقها وحريتها.

يواجه الإعلام سياسات ممنهجة تستهدف رأيه وفكره، حيث يعاني الإعلاميون/ات والصحفيون/ات في تركيا وإيران من انتهاكات جمة منها الاعتقال والتعذيب وكذلك الاغتيال خلال إيصال الحقيقة لكل من يبحث عنها.

وفي هذا السياق نوهت الإعلامية في مؤتمر ستار بشمال وشرق سوريا سوسن خلف إلى غايات هذه الأنظمة "هناك أهداف عديدة كامنة خلف عمليات قمع الصحافة الحرة في تركيا وإيران وعلى وجه الخصوص الصحفيات اللواتي تتعرضن لانتهاكات تعسفية خالية من احترام مهنتهن وحقهن في ممارستها، بالمختصر هذه الأهداف ترمي بالمقام الأول لإسكات صوت المرأة والحقيقة في العالم عموماً والشرق الأوسط خصوصاً الذي نرى فيه ممارسة للكثير من الانتهاكات من قبل الحكومات والسلطات التي تسعى دائماً لفرض سيطرتها على الشعوب".

وأضافت "للإعلام دور بارز في نشر الفكر الوحدوي وإظهار الحقيقة في إطارها الصحيح، لذلك نجد أن معظم الدول أو السياسات الشوفينية والسلطوية تسعى للسيطرة على حريته من خلال اعتقال الصحفيين/ات والإعلاميين/ات وإصدار الأحكام التعسفية بحقهم، وفي أحيان كثيرة تصل عملية تكميم الأفواه إلى القتل، كل هذه الأساليب المجحفة تهدف أيضاً لترهيب وتخويف كل من يبحث عن الحقيقة".

وبينت أن المرأة لعبت دور رائداً في الساحة الإعلامية "المرأة في وسائل الإعلام لعبت دوراً مهماً في كشف الانتهاكات التي تحدث في العديد من المجتمعات وعلى رأسها ما تكابده المرأة وتعانيه، فعلى سبيل المثال الصحفيتان اللتان نشرتا خبر عن الوضع الصحي لجينا أميني قبل مقتلها على يد قوات الأمن في إيران، وكذلك الصحفيات اللواتي لا زلن تقمن بتغطية انتفاضة "jin jiyan azadi"، نرى أن هؤلاء الصحفيات استطعن فضح انتهاكات السلطة في إيران وكذلك إيصال صوت الحرية الذي ينادي به المحتجون في شرق كردستان وإيران إلى العالم بأسره".

وأشارت إلى أنه "بفضل المرأة ودورها في الإعلام انتشر شعار "jin jiyan azadî" على الرغم من الإمكانيات القليلة والضغوطات والانتهاكات التي تتعرض لها الصحفيات، فخلال بحثهن عن الحقيقة عملت السلطة في إيران بكل ما تملك من قوة على إسكاتهن ومصادرة كافة معداتهن واعتقالهن، كما أنه في كثير من الأحيان نحصل على الأخبار والمعلومات عما يحصل في إيران من خلال شبكات التواصل الاجتماعي التي لم تكن كافية بالشكل المطلوب بسبب التعتيم الإعلامي الذي فرضته السلطة الحاكمة على الإعلام في البلاد، لكن بالرغم من كل العقبات التي رسمتها السلطة إلا أن المرأة لا تزال مستمرة في فضح ما تعانيه منذ مئات السنين لتجعل من انتفاضة جينا أميني ثورة كبيرة تصل من خلالها إلى حريتها".

وأما عن حرية الصحافة في تركيا قالت سوسن خلف "عندما نتحدث عن انتهاك حرية الصحافة فيجب أن نتطرق لما يحدث لهذه الحرية في تركيا أيضاً، فوضع الصحافة الحرة هناك ليس أفضل من وضعها في إيران، فالسلطة الحاكمة في تركيا وبكل ما أوتيت من قوة خاصة قبل وبعد الانتخابات البرلمانية التركية والجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، تعرض الصحفيون/ات لانتهاكات بدنية وإهانات لفظية وتحرش جنسي ولا ننسى الأحكام التعسفية المتخذة بحقهم وكذلك الملاحقات الأمنية، وهذا كله فقط لأنهم كانوا يؤدون عملهم في متابعة تظاهرات خرجت للتنديد بأساليب القمع التي ينتهجها النظام الحاكم، تركيا بأفعالها هذه تريد أن توهم العالم بأنها دولة ديمقراطية".

وأضافت "من جانب آخر تركيا تستخدم وسائل إعلام خاصة بها لنشر الأكاذيب من خلال سيناريوهات مفبركة ترمي في صالح حزب العدالة والتنمية، واستبعاد الصحف الحرة الرافضة حتى لا تفضح ما تقوم به من ممارسات وانتهاكات بحق الشعوب التي تطالب بحريتها وحقوقها".

وفي ختام حديثها دعت الإعلامية سوسن خلف جميع الصحفيات والإعلاميات إلى المضي قدماً في طريق البحث عن الحقيقة ونشرها وتكذيب الأخبار المزيفة والمفبركة للأنظمة والسلطات الرأسمالية التي تسعى لسلب حقوق الشعوب "تهدف العديد من السلطات الحاكمة إلى فرض سياستها القمعية على الإعلام الذي هو صوت الحقيقة والذي يجب أن يكون دوماً واضحاً وصريحاً، يقع على عاتق الصحفيين/ات فضح الأخبار المزيفة وإظهار الحقيقة رغم كل الانتهاكات التي يتعرضون لها في سبيل إعلاء صوت الحق".