نضال كلارا زتكين وصل إلى ذروته مع نضال المرأة (5)

قبل أن نتحدث عن فرحة الثامن من آذار/مارس، علينا أن نتذكر فضل الأمهات وكفاحهن الدؤوب في الوصول إلى هذا اليوم

نرجس داوود: على مدى 15 عاماً كانت المجموعات الفنية تستعد للاحتفال بـ 8 آذار في منزلي

نرجس داوود هي إحدى المناضلات على نهج تحرير المرأة، وعلى مدى 15 عاماً كانت الفرق الفنية تتدرب في منزلها استعداداً للاحتفال بالـ 8 من آذار/مارس يوم المرأة العالمي. تقول نرجس حول طبيعة الاحتفالات السابقة في فترات القمع والاضطهاد أن "الأشخاص الذين يحبون الحرية سيدفعون بالتأكيد ثمن حياة الحرية ونيل الحقوق الدائمة. من خلال العمل الذي قمت به في النضال الجبهوي، تم تكليفي بالتحضير لاحتفالات الثامن من آذار. اعتدت على جمع النساء في منزلي والاحتفال بيوم 8 آذار. ومع تزايد عدد النساء، أصبحنا بحاجة للاحتفال بيوم 8 آذار بشكل مختلف وبهمة أقوى".
 
روج هوزان
قامشلو ـ . وبفضل هؤلاء الأمهات، نحتفل اليوم بيوم الثامن من آذار/مارس بفرح وسعادة. الثامن من آذار هو يوم نضال ومقاومة المرأة ضد انتهاك الحقوق والظلم، وهو بمثابة شرارة الحرية بالنسبة لجميع النساء. نرجس داوود البالغة من العمر 60 عاماً، من سكان حي الهليلة في مدينة قامشلو شمال وشرق سوريا، واحدة من الأمهات الرائدات اللواتي حافظن على إرث 8 آذار/مارس حتى وصل إلى يومنا هذا. في السابق وفي ظل المصاعب والمعاناة، وكذلك في ظل حكم النظام السوري، احتفلت النساء باليوم العالمي للمرأة، ووضعن بشجاعة بصماتهن على تاريخ 8 آذار/مارس، وكانت نرجس واحدة من هؤلاء النساء. منذ ما يقرب من 15 عاماً كانت المجموعات الفنية تتدرب في منزلها للاحتفال بيوم 8 آذار وعيد النوروز، وقد أقيمت العديد من الاحتفالات في منزلها. تحدثت نرجس داوود لوكالتنا بالتفصيل عن كفاحها وعملها الجاد حتى وصلت احتفالات 8 آذار إلى يومنا هذا. 
 
"الأشخاص الذين يحبون الحرية لا يمكنهم التراجع عن مسيرتهم"
نرجس داوود تحدثت عن كفاحها وحياتها في خضم نضال حركة الحرية "تعرفت على حركة حرية كوردستان منذ أكثر من 30 عاماً وقمت بالكثير من النضال وأصبحت أماً للشهداء. لا يمكن للأشخاص الذين يحبون الحرية أن يتراجعوا عن مسيرتهم، طبعاً إن الأشخاص الذين يحبون الحرية سيدفعون بالتأكيد ثمن حياة الحرية ونيل الحقوق الدائمة. كنت معجبة بأفكار القائد عبد الله أوجلان، وحتى الآن التزمت بهذا الفكر ونشرته سواء في منزلي أو في المجتمع. كما قمت بتعليم أطفالي وتربيتهم على هذا الأساس. رأيت القائد عبد الله أوجلان في الاحتفال الجماهيري في 15 آب 1999، من اجتماعاته وخطاباته تلقيت روحاً معنوية قوية. مثل كل الأمهات اللاتي كن رائدات منذ بداية هذه الثورة، ناضلت بلا كلل. ما زلت أعيش على أمل تحقيق النصر والحرية وما زلت أناضل على نفس الوتيرة".
 
"أقمت احتفالات 8 آذار في منزلي"
نرجس داوود لفتت الانتباه إلى عملها في التحضير للاحتفالات في الماضي، في عهد النظام السوري قائلةً "في السابق كنا نعلم فقط أن لدينا 3 أعياد في كل عام وهي النوروز وأعيادنا العامة الأخرى، لكن لم نكن ندرك أو نتخيل أن يكون هناك عيد خاص للمرأة، لم نعرف ذلك حتى انضممنا إلى حركة الحرية. في البداية في عهد النظام السوري، احتفلنا بسرية بيوم 8 آذار، وكانت معظم الاحتفالات في منازل الوطنيين. من خلال عملي الجبهوي، تم تكليفي بإقامة احتفالات الثامن من مارس. جمعت النساء في بيتي وهكذا قمنا بتقديم برنامج الاحتفال. ومنذ تلك الفترة كنا نرتدي ملابسنا الكردية وهكذا كنا نغني في مجموعات صغيرة أغانينا الثورية ونحتفل بالعيد. كنا نحتفل بهذه الطريقة بهذه المناسبة على مدى 10 سنوات لأن النظام السوري كان مسيطراً للغاية في ذلك الوقت. بعد سنوات عديدة أردنا الخروج والاحتفال بشكل أوسع لأن قضيتنا كانت تتوسع، ومع تزايد عدد النساء المشاركات، أصبحنا بحاجة للاحتفال بيوم 8 آذار بشكل مختلف وبهمة أقوى. على مدى ما يقرب من 15 عاماً، كانت المجموعات الفنية تتدرب في منزلي للاحتفال بيوم 8 آذار وعيد نوروز. كنا سعداء ومتحمسين جداً للاحتفال وإقامة الأنشطة".
 
"الأمهات المقاومات هن اللواتي أوصلن احتفالات 8 آذار إلى هذا اليوم"
وعن المصاعب والمعاناة التي تعرضن لها من قبل النظام السوري خلال الاحتفالات والنشاطات تقول "النظام السوري لم يسمح لنا بإقامة أنشطتنا بحرية، وعندما كانوا يعلمون بمكان أنشطتنا، كانوا يقومون بمحاصرة مكان الاحتفال ويباشرون بالاعتقالات. في إحدى السنوات، قمنا بالاحتفال في إحدى الحدائق، وفجأة داهمتنا قوات النظام وبدأت بالاعتقالات والضرب. تم القبض علي أنا وعدد من رفيقاتي، تعرضنا للكثير من الإهانة والضرب من قبل النظام، تم إطلاق سراحنا بعد عدة ساعات من الاعتقال. رغم كل المشاق والصعوبات احتفلنا بيوم الثامن من آذار من جديد، فالدولة كانت تخشى من إرادة وقوة المرأة ولم تسمح لنا بتوسيع نشاطاتنا وتحقيق حريتنا وحقوقنا كنساء. لم نكن خائفين وواصلنا الاحتفال بيوم الثامن من مارس بكل حماسة. أردنا الاحتفال وإقامة النشاطات بطرق أخرى، لذلك قررنا عدم تحديد موقع أنشطتنا حتى يوم إقامة النشاط، ولكن للأسف كان هناك عملاء للنظام في كل مكان حولنا وقاموا بإبلاغهم بأماكن الاحتفال. كانت تلك سنوات صعبة وشاقة للغاية، ولكن كان لها وقعها الخاص في نفوسنا. كنا ندرك أننا نبني هذا المجتمع. حتى الآن لا زلنا نواصل نضالنا ونقيم أنشطتنا بكل حرية، كنا نتطلع إلى مثل هذه الأيام. الأمهات المقاومات هن اللواتي أوصلن احتفالات 8 آذار إلى هذا اليوم".
 
https://www.youtube.com/watch?v=qVk64aTxa0Q