من الاتحاد إلى قيادة ثورة المرأة (9)

سيطر الرجال المهيمنون على الاقتصاد الذي بنته المرأة بيديها منذ آلاف السنين. اليوم، اكتسبت النساء مرة أخرى مكانة اقتصادية مع ثورة روج آفا وأصبحن بناة الحياة

أرمانج محمد: اقتصاد المرأة يُبنى بيدها وجهدها

حول عمل ونشاط لجنة اقتصاد المرأة قالت أرمانج محمد مديرة لجنة اقتصاد المرأة في مؤتمر ستار "هدفنا من المشاريع هو تنظيم وبناء اقتصاد المرأة بيدها وعملها".
 
روناهي نودا
قامشلو - . تعد لجنة اقتصاد المرأة من أهم اللجان في مؤتمر ستار حيث أقامت العديد من المشاريع الكبيرة للنساء. كما أنها تدير عملها بشكل جماعي على أساس نظام تعاوني. نظم اقتصاد المرأة نفسه على مستوى شمال وشرق سوريا، وأقام العديد من المشاريع المهمة من أجل المرأة. تعمل المرأة اليوم في التجارة والزراعة والصناعة والورشات وتجني الفائدة من العمل الذي تقوم به. فيما يتعلق بعمل وأنشطة اقتصاد المرأة، شاركتنا أرمانج محمد مديرة اقتصاد المرأة في مؤتمر ستار آرائها.
 
"تم بناء الاقتصاد على يد المرأة"
قيمت أرمانج أهمية اقتصاد المرأة "قبل آلاف السنين، خلق الاقتصاد على يد المرأة. واكتشفت الزراعة والصناعة من قبل النساء العاملات. لكن الرجل السلطوي المهيمن انتزع بذكاء جميع القيم الاقتصادية للمرأة من يديها. عندما أصبح الاقتصاد في يد الرجل المهيمن، سيطر نظام الدولة على المجتمع. فعندما كان الاقتصاد في أيدي النساء، كن يعملن على إدارة اقتصادٍ جماعي. فكرت النساء عموماً بالمجتمع بأسره وقسمت الاقتصاد القائم عليهم. بعد أن انتزع الرجل المهيمن الاقتصاد من أيدي النساء، بقيت النساء في المنازل كعبيد، وقد مرت آلاف السنين منذ ذلك الحين، لكن ثقافة هيمنة الذكور على الاقتصاد ما زالت قائمة ومستمرة حتى الآن. حتى في نظام الدولة أيضاً، بغض النظر عن مدى تعليم المرأة وعملها الدؤوب، تمت إقامة العديد من العقبات الكبيرة أمام النساء. حتى الآن لا يريدون وجود اقتصاد خاص بالمرأة".
 
"تركت المرأة بصمتها على تاريخ الاقتصاد"
بينت أرمانج محمد أنه أثناء ثورة روج آفا شهد اقتصاد المرأة أيضاً ثورة "حدثت ثورة اقتصادية نسائية أيضاً ضمن ثورة روج آفا. حيث تركت المرأة بصمتها على التاريخ من الناحية الاقتصادية أيضاً. كما لعبت دوراً في العديد من المجالات كالسياسة والمجتمع والثقافة. وقد تم اتخاذ خطوات كبيرة وتاريخية في هذه الثورة. فثورة روج افا هي ثورة المرأة وبخطوات تاريخية حولت ثورتها إلى إنجازات عظيمة وتاريخية". 
 
"تأسس اقتصاد المرأة في عام 2015"
تحدثت أرمانج محمد عن تشكيل اقتصاد المرأة "نظمت لجنة اقتصاد المرأة نفسها في عام 2014، وقمنا بعمل ميداني في روج افا وافتتحت رسمياً في عام 2015. نقوم بعمل خاص بالمرأة في المجال الاقتصادي. وفي الخطوة الأولى قمنا بإنشاء التعاونيات. وكان هدفنا عدم احتياج المرأة للرجل وأن تدير نفسها ذاتياً. في البداية قامت المرأة بأعمال الزراعة وبالطبع كانت هناك صعوبات في البداية. دربنا العديد من الأعضاء في عام 2015. وأنشأنا مؤسستنا في إقليم الجزيرة. وفي ذلك العام عرفت النساء اقتصاد المرأة. على الرغم من أن عادات وتقاليد المجتمع قد انقلبت ضدها، إلا أنها لم تتوقف واتخذت خطوات كبيرة".
 
"النساء تبنين المشاريع بأنفسهن"
وقيمت أرمانج محمد مشاريع اقتصاد المرأة في شمال وشرق سوريا "لقد أنشأنا العديد من المشاريع مثل الصناعة والتجارة في الجانب التعاوني. كما تم افتتاح العديد من التعاونيات للاختبار. ورغم الصعوبات لم نتوقف أبداً. عرّفنا المرأة بالنظام التعاوني من خلال التعليم والاجتماعات. لقد أنشأنا أقساماً لاقتصاد المرأة في جميع أنحاء شمال وشرق سوريا وقمنا بتدريب الأعضاء. ومع مرور الوقت تغلبنا على العقبات التي واجهتها المرأة من خلال نضالنا. ومؤخراً شكلنا لجنة في المناطق العربية المحررة. حيث شاركت العديد من النساء العربيات في الاقتصاد. وقد أقيمت في تلك المناطق مشاريع مثل التنور وورش الخياطة وتعمل فيها النساء بمفردهن. كما افتتحنا مشروعاً للزراعة في تربسبيه وبنينا 80 من البيوت البلاستيكية من أجل الزراعة. تعمل هناك حوالي 80 امرأة وتدير اقتصادها الخاص، وتقوم بزراعة أنواع مختلفة من الخضار. هدفنا من هذه المشاريع هو بناء منظمة واقتصاد المرأة بيد وجهد النساء. كما أقمنا مشروعاً زراعياً في ديريك ونزرع الخضار حسب حاجة المنازل ونبيعها في الأسواق".
 
"تعمل 3300 امرأة في التعاونيات"
ولفتت أرمانج محمد إلى مشروع الألبسة "لدينا أيضاً مشروع ورشات لخياطة الألبسة. تقع ورشات الخياطة التابعة لهذا المشروع في مناطق الفرات والشهباء والجزيرة ودير الزور. حيث قامت النساء بخياطة العديد من الملابس بأيديهن وبيعها في متجر لافين. أيضاً لدينا مشروع لصناعة الكونسروا (المونة الشتوية). حيث تقوم النساء بإعداد وصناعة المونة وتعليبها هناك وبيعها في الأسواق. هدفنا كاقتصاد المرأة هو بناء منظمتنا وتثقيف النساء اقتصادياً. هناك العديد من النساء اللائي اكتسبن الخبرة في الشؤون الاقتصادية ويقمن بتدريب الوافدين الجدد الراغبين في المشاركة في العمل الاقتصادي. تعمل حوالي 3300 امرأة في التعاونيات. ومشروع التنور الخاص بنا ناجح جداً في جميع المناطق. وقد لعب مشروع التنور درواً كبيراً في حرب سري كانيه، فلم يترك الناس جياعاً وصنع الخبز تحت صوت قذائف الدبابات والمدافع. لقد تم اتخاذ العديد من الخطوات الكبيرة. وتشارك النساء بحب كبير في الاقتصاد. نحن أيضاً نريد إنشاء مشاريع للمرأة وإشراك النساء في عملنا حسب رغبتهن". 
 
"في الثورة عادت المرأة إلى اقتصادها المستقل"
وفي ختام حديثها تحدثت أرمانج محمد عن المشاريع المستقبلية "تعرف ثورة روج افا بثورة المرأة وكان للمرأة اقتصاد منذ آلاف السنين، لذا مع هذه الثورة عادت مرة أخرى إلى اقتصادها. لقد خطت المرأة خطوات كبيرة في الاقتصاد. وجميع منتجات المشاريع التي يتم إنتاجها، يتم بيعها من قبل النساء حيث يجنين الفائدة على هذا النحو. تشارك المرأة في اقتصادها برغبة وحب كبيرين، فاقتصاد المرأة يبنى بيديها. نريد إنشاء مشاريع متنوعة للمرأة في المستقبل. هذا العام سنفتتح أكاديمية خاصة ونقدم تدريبات فكرية فيها. نريد إنشاء مشاريع لتربية الحيوانات وتطوير المزيد من مشاريع التنور وإعادة الناس إلى الثقافة القديمة. كما نريد تطوير المشاريع الزراعية أكثر. نريد أن نعرف ما إذا كان هناك مشروع اقتصادي للمرأة وأن ونطور مشاريع أكثر ثراءً وفقًا لذلك".
 
غداً: حركة الهلال الذهبي للثقافة والفن
 
https://www.youtube.com/watch?v=1ZRavBQ7h1I
 
https://www.youtube.com/watch?v=msIPxqvfswM