زلزال تركيا وسوريا... أمطار غزيرة تعرقل جهود الإنقاذ

تستمر جهود البحث والإنقاذ وعلاج المصابين رغم صعوبة الأحوال الجوية وهطول الأمطار في الوقت الذي توقعت فيه منظمة الصحة العالمية تضاعف عدد القتلى.

مركز الأخبار ـ تصارع فرق الإنقاذ الأمطار الغزيرة والثلج في سباقها مع الزمن من أجل العثور على ناجين تحت الأنقاض بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا.

تخطى مجمل عدد الضحايا الذين سقطوا جراء الزلزال في سوريا وتركيا وخاصة مناطق شمال كردستان، الـ 5 آلاف قتيل و24 ألف جريح، في حصيلة غير نهائية.

وفي تركيا وحدها بلغ عدد قتلى الزلزال 3419 شخصاً، فيما أصيب 20 ألفاً و534 شخصاً بجروح متفاوتة، وفقا لأحدث إحصائية، وفي سوريا فقد حوالي 1600 شخص حياته إثر الزلزال، فيما أصيب قرابة 3700 شخص بإصابات متفاوتة، حتى إعداد هذا الخبر.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد الضحايا في كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا أمس الاثنين 6 شباط/فبراير، قد يرتفع إلى ثمانية أضعاف، وقال مدير مكتب المنظمة الإقليمية للطوارئ بشرق المتوسط "أعتقد أنه يمكننا توقع زيادة أعداد القتلى بشكل كبير، انهارت العديد من المباني وسيزداد ذلك بشكل ملحوظ في محيط مركز الزلزال".

وأوضح أن سوريا التي تعاني بالفعل من أزمة إنسانية منذ سنوات ومصاعب اقتصادية كبيرة وتفشي لوباء الكوليرا في "مهب الريح"، عقب الزلزال المميت "تجمع كل هذه الأزمات يؤدي إلى معاناة هائلة".

وذكر أن منظمة الصحة العالمية ستزيد من عدد موظفيها في مدينة غازي عنتاب قرب مركز الزلزال وتبحث خيارات إرسال فرق طوارئ طبية إلى المنطقة.

ولاتزال طواقم الإنقاذ تسابق الزمن للعثور على ناجين تحت الأنقاض، بالرغم من أن توابع الزلزال الأول وهطول الأمطار الغزيرة في العديد من المدن من بينها مدينة عثمانية التي تقع بالقرب من مركز الزلزال تعرقل جهود فرق الإنقاذ في الاستمرار بالبحث تحت الأنقاض عن ناجين.

 

إعلان الحداد على أرواح ضحايا الزلزال

وأعلن كل من مؤتمر المجتمع الديمقراطي الكردستاني في أوروبا وحركة المرأة الكردية في أوروبا، الحداد ثلاثة أيام على أرواح ضحايا الزلزال المدمر، وشكلوا مكاتب أزمات لمساعدة ضحايا الزلزال، وطالبوا التواصل مع الهلال الأحمر لوصول المساعدات إلى العائلات المحتاجة بشكل عاجل.

وطالبوا من خلال بيان "نريد من جميع مراكزنا المجتمعية أن تزور أقارب الأسر الذين فقدوا أرواحهم في كارثة الزلزال في مدنهم وأن نعلمهم أن جمعياتنا ستكون في خدمتهم لمشاركة آلامهم وتقديم التعازي. ندعو كل من يملك منازل في البلاد إلى فتح منازلهم أمام اللذين فقدوا منازلهم، وندعو شعبنا الذين يعيشون في أوروبا وكندا وأستراليا للتضامن مع مكاتب الأزمات التي شكلتها مؤسساتنا لمواجهة هذه الكارثة".

 

تضامن دولي مع ضحايا الزلزال

وفي ظل تضامن واسع مع البلدين، أطلقت جهود محلية، لإنقاذ العالقين تحت أنقاض الأبنية المدمرة التي هوت على أصحابها وهم نيام.

وأعلن البيت الأبيض إرسال فريقي بحث وإنقاذ بقوة 79 فرداً لكل منهما إلى تركيا وسوريا، فيما أعلنت بريطانيا إرسال فريق بحث وإنقاذ إلى تركيا فقط.

وبدأت الدول في جميع أنحاء العالم من إرسال دعم للمساعدة في جهود الإنقاذ، بما في ذلك فرق متخصصة وكلاب مدربة على تحديد أماكن الناجين، وغير ذلك من معدات، لكن الزلزال ألحق أضراراً بالغة بثلاثة مطارات في تركيا، مما يزيد من التحديات التي تواجه وصول المساعدات الدولية.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، باستجابة دولية قائلاً إن الكثير من الأسر المتضررة من هذه الكارثة كانوا "بالفعل في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية في مناطق ينطوي الوصول إليها على تحدي".

ويرسل الاتحاد الأوروبي فرق بحث وإنقاذ إلى تركيا، كما يتوجه منقذون من هولندا ورومانيا إلى المناطق المنكوبة وهم في طريقهم بالفعل إلى هناك.

وكشف خبراء جيولوجيين أن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، يعد غير مسبوق في تركيا منذ زلزال عام 1939 الذي ضرب منطقة مكتظة بالسكان، كان مدمراً إثر مجموعة من العوامل تتمثل في توقيته وموقعه وخط الصدع الهادئ نسبياً منذ قرنين ومبان مشيدة بشكل سيئ.

وأوضحت عالمة البراكين في جامعة بورتسموث البريطانية كارمن سولانا، أن تشييد المباني يشكل عاملاً رئيسياً عند حدوث الزلزال.

وتقع تركيا في منطقة زلازل هي الأكثر نشاطاً حول العالم، ففي عام 1999ضرب زلزال البلاد، ما أسفر عن مقتل 17 ألف شخصاً في المنطقة الشمالية الغربية، كما قتل 3300 شخصاً في تركيا جراء زلزال في ولاية أرزنجان الشرقية.