'يجب محاكمة داعش وتحقيق العدالة للشهداء'

أهالي الشهداء الذين فقدوا أقاربهم في مدينة تل تمر بإقليم شمال وشرق سوريا عام 2015 يطالبون بمحاكمة داعش، لافتين إلى أنه "عندما ننظر إلى صور الشهداء وبقايا الانفجار، يصبح الحدث حياً أمام أعيننا وكأنه وقع اليوم".

سوركل شيخو

الحسكة ـ طالب أهالي الشهداء ضحايا الانفجارات 10 كانون الأول/ديسمبر 2015، التي نفذها مرتزقة داعش في ثلاثة أماكن متفرقة بمدينة تل تمر، بمحاسبة الجناة وإحلال العدالة.

فقد العشرات أرواحهم وأصيب أكثر من 100 شخص إثر تفجير داعش عام 2015 ثلاث سيارات مفخخة في سوق الهال وسوق فلسطين ومستشفى الهلال الأحمر الكردي، من بين الضحايا أطباء وممرضات وأصحاب المحال والأشخاص الذين كانوا متواجدين في الأماكن الثلاثة للشراء وتلبية احتياجات عوائلهم.

 

تل تمر... من التحرير إلى هجمات الإبادة الجماعية

مدينة تل تمر إحدى أصغر المدن في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، تتمتع المدينة بموقع استراتيجي مهم، كونها حلقة وصل بين مقاطعتي الفرات والجزيرة، وقد تعرضت على الرغم من صغر مساحتها الجغرافية، للعديد من هجمات الإبادة والمجازر.

تعتبر تل تمر مثالاً على وحدة الأمم والقوميات وإفشال هجمات القوى الإرهابية والدول التي تدعمها، لذلك تعرضت لهجمات مرتزقة جبهة النصرة وداعش في 13 شباط/فبراير 2013، وقد ازدادت وتيرتها في عام 2015 خاصة في الثالث والعشرين من شباط/فبراير والعاشر من كانون الأول/ديسمبر، ولا تزال هجمات الاحتلال التركي مستمرة من قبل الاحتلال التركي إلا أن الأهالي ما زالوا يقاومون دفاعاً عن قضيتهم.

 

ذهبوا لزيارة أختهم... أصبح الثلاثة ضيوفاً على الأرض المقدسة

في بداية حديثها أعربت شمسة سعيد التي فقدت اثنين من شقيقاتها وابنة عمها وزوجة شقيقها وشقيقتيها في انفجارات عام 2015، عن تعازيها لعوائل جميع الضحايا من الكرد والعرب والآشوريين الذين فقدوا أرواحهم في الانفجارات الثلاثة، وعن تفاصيل ذلك اليوم قالت "كانت أختي منيفة وابنة عمي ضيوفاً عند أختي الممرضة حميدة والتي كانت لا تزال عروساً، لكن الانفجار الذي حدث جعل الثلاثة ضيوفاً على الأرض المقدسة، لقد كان يوماً مؤلماً ومأساوياً بالنسبة لي، نحن أصحاب ألم ومعاناة كبيرة".

 

"تل تمر مكان صغير لكنه كبير بشهدائه"

وعن التضحيات التي قدمتها تل تمر قالت شمسة سعيد إنها "مدينة كبيرة بشهدائها بقدر ما هي صغيرة بمساحتها، لقد رسمت لوحة فسيفساء الشعوب بمكوناتها المختلفة، هنا كل القوميات متساوية لا فرق بين الكرد والعرب والآشوريون جميعهم يعيشون معاً على هذه الأرض وهذه البقعة ويحمونها معاً ويتشاركون معاناتهم، حمل الجميع السلاح دون أي تفرقة ودافعوا عن أحيائهم وشوارعهم ومدنهم. لقد تشاركنا آلامنا وانتصاراتنا معاً".

وأضافت "نحن نقترب من الذكرى التاسعة للمجزرة لكننا لم ولن ننسى ذلك الفعل الوحشي ولو لدقيقة، جرحنا لم يلتئم ولا يزال ينزف، طلبنا كعوائل للشهداء هو محاكمة داعش على جريمة قتل الكثير من بناتنا وابنائنا، فدمائهم ليست رخيصة، كلما نظرنا إلى صورهم أو رأينا أبنائهم وبيوتهم، وكلما مررنا بمكان الحادث ونرى المباني المدمرة يتجسد ذلك اليوم وتلك اللحظة أمام أعيننا وصدى أصوات الانفجارات كأنهم استشهدوا للتو".

 

"لن ندع أردوغان يفرح فنحن هنا وسنبقى هنا"

أكدت شمسة سعيد أن مخططات احتلال أراضيهم والمجازر مستمرة من قبل الاحتلال التركي، موجهةً رسالة مفادها أنه "لن ندع أردوغان يفرح! حتى لو بقيت نقطة دم واحدة تجري في أجسادنا سنسير على خطى شهدائنا وسنسعى وراء قضيتهم ونقاتل من أجلها حتى النهاية، القصف والتهجير لم يعودا كافيين لإخراجنا من أرضنا، نحن هنا وسنبقى هنا وسنعيش إلى الأبد، لأننا نصبح أقوى عندما نرى مدى ضعف عدونا".

 

"2015 كان من أصعب سنوات الهجمات"

من جانبها قالت شيخة شرموخ من المكون العربي إن الهجوم الأشد على مدينة تل تمر كان عام 2015، "إن أعنف هجوم أدمى قلوب شعب المنطقة ومكوناتها كان في عام 2015، حيث استهدفوا في الهجوم الأول أصدقائنا من المكون الآشوري حيث قاموا باختطافهم وفجروا كنائسهم وقتلوهم، وبعد ثلاثة أشهر شهدت المدينة ثلاث انفجارات عنيفة ودموية، حيث كانت السيارات المفخخة محملة بالسكر والشاي، لأن المنطقة كانت تعاني من أزمة فقدان لهذه المواد في ذلك الوقت".

 

"فُقد أخي في الانفجار ولم يتم العثور على جثته بعد"

فقدت شيخة شرموخ شقيقها الأكبر أحمد في الانفجار ولم يتم العثور على جثته منذ 9 سنوات، وقالت إنهم أيضاً لهم نصيب في المعاناة، مضيفةً "لقد فقدنا شقيقي الأكبر في هذا الهجوم، لقد كان ذاهباً ليقل أختي الممرضة من العيادة إلى المنزل ولكن في تلك اللحظات وقع الانفجار، لقد بحثنا عنه كثيراً، لكننا لم نجد له أي أثر ولا حتى قطع من ملابسه أو أي شيء يدل على أنه استشهد، بحثنا في العديد من المستشفيات ولكن لم نجد له أي أثر".

وأكدت على أن داعش هو المسؤول الأول عن ارتكاب هذا الهجوم وتطالب بمحاكمته في المحاكم الدولية، "يجب معاقبة المرتزقة على الجرائم التي ارتكبوها بحق شعبنا ومنطقتنا، لأن الهجوم الذي يحدث لا يستهدف جهة أو حزب أو مؤسسة واحدة فقط، بل يستهدف النساء والأطفال وكبار السن أيضاً، وفي هجوم عام 2015 استشهد العديد من الأطفال والشباب والنساء".