وسط جهود للحد من انتشارها... تفشٍ متسارع للكوليرا
تشهد ولاية الخرطوم في السودان تفشياً كبيراً لوباء الكوليرا، حيث تم تسجيل أكثر من 2500 حالة إصابة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مع 500 حالة في يوم واحد، وسط جهود شعبية ورسمية للحد من انتشار الوباء داخل البلاد.

السودان ـ تتفاقم الأزمة الصحية داخل السودان مع استمرار النزاع منذ ثلاثة سنوات، وسط انقطاع الكهرباء والمياه الصالحة للشرب، مما يجبر السكان على استخدام مصادر غير آمنة والذي يعرض حياتهم للخطر.
تشهد مدن العاصمة السودانية، تفشٍ متسارع لوباء الكوليرا، حيث تم تسجيل نحو 2500 حالة إصابة بالمرض خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بينها 500 حالة في يوم واحد، وحذرت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيانا لها التي تدعم جهود مكافحة الكوليرا، من أن ولاية الخرطوم شهد تفشي كبير لوباء الكوليرا وسط تفاقم انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه حيث تعاني مناطق واسعة بولاية الخرطوم من تفشي الأمراض الوبائية بما في ذلك الكوليرا، حيث يجبر السكان على استخدام مياه من مصادر غير آمنة، مثل الآبار السطحية أو المياه المسحوبة من النيل مباشرة.
وقالت المنظمة إن الكوليرا تنتشر بصورة كبيرة في ولاية الخرطوم، موضحةُ أنها تعمل مع وزارة الصحة السودانية لتعزيز جهودها والاستجابة لتفشي المرض، لافتة إلى وجود 13وحدة لعلاج الوباء تعمل في ولاية الخرطوم، في الوقت الذي تدعم فيه المنظّمة 7 منها لضمان عملها بكامل طاقتها وإمكانية توسيع قدراتها تبعاً للاحتياجات.
وأكد البيان أن وزارة الصحة السودانية، سجلت حوالي 2000 حالة اشتباه بالوباء خلال الأسابيع الثلاثة الماضية قبل أن يتفاقم الوضع الصحي بتسجيل قرابة 500 حالة إضافية في يوم واحد في 21 من أيار/مايو الجاري، أي ما يعادل ربع إجمالي الحالات المسجلة في الأسابيع الثلاثة السابقة.
نداء عاجل
وفي سياق متصل أطلقت شبكة أطباء السودان، نداءً لتدارك الوضع الصحي في السودان بولاية الخرطوم بسبب انتشار الكوليرا، حيث أفادت أن ولاية الخرطوم قد سجلت وفاة 9 حالات ووصول عدد الاصابة بمرض الكوليرا إلى 521 حالة لمستشفى النو بأم درمان.
وفي السياق ذاته أطلقت شبكة أطباء السودان نداءً عاجل للسلطات الصحية ممثلة في وزارة الصحة لتدارك الموقف عقب انتشار وباء الكوليرا وارتفاع حالات الإصابة بمستشفى "النو" فقط التي سجلت أكثر من 521 حالة توفيت منها 9 حالات، مما يؤكد أن هناك زيادة في الحالات بصورة كبيرة خلال يومين ينذر بكارثة صحية.
ونوهت الشبكة السلطات الصحية الاتحادية ووزارة الصحة بالخرطوم لأهمية إجراء حملة تطهير المناطق العامة وإغلاق الأسواق ومنع بيع الطعام في الطرقات العامة ومنع نقل المياه عبر الطرق البدائية دون مراعاة لأدنى الاشتراطات الصحية مما يضاعف من خطر انتشار الوباء.
ودعت المنظمات الإقليمية والدولية للاستجابة العاجلة وتوفير كافة المعينات الطبية لتقليل خطر انتشار وباء الكوليرا بالخرطوم والذي أدى لزيادة كبيرة في نسبة معدل الإصابة والوفيات خلال الأسبوع الماضي.
الدور الشعبي
وفي سياق ذاته قامت مجموعة مبادرة متطوعي مستشفى "النو" بمحلية أم درمان بتدشين حملات توعيه داخل المشفى وخارجها بمشاركة أطباء المشفى بهدف زيادة الوعي بمخاطر الكوليرا وطرق العدوى والوقاية للحد من انتشارها.
من جانبها قالت وزارة الصحة الاتحادية بولاية الخرطوم, إن عدد الاصابات بوباء الكوليرا بلغ 2323 إصابة بالكوليرا خلال ثلاثة أسابيع ومنها 51 حالة وفاة، مشيرةً إلى أن 90 ٪ من الإصابات الجديدة والوفيات بالكوليرا من ولاية الخرطوم خاصة حدثت في محليتي كرري وجبل أولياء.
وأكد تقرير إدارة الترصد والمعلومات في بيانها، أن الأخطار الصحية الحالية تشمل حمى الضنك، الملاريا، التهاب الكبد الوبائي، الحصبة، الدفتريا مع التفاوت في معدل الإصابة والوفاة في الأمراض في عدد من ولايات السودان.
وأوضحت وزارة الصحة السودانية في بيانها، أن أغلب الحالات قادمة من المناطق التي تتواجد فيها قوات الدعم السريع بجنوب أم درمان حيث تنعدم الخدمات الصحية ومياه الشرب النقية تشغيل الابار باعتبار أن المياه النقية هي أهم وسائل تلافي الإصابة بالإسهالات المائية كما تعهد والي ولاية الخرطوم بالعمل مع وزارة الصحة لتشغيل جميع المولدات الكهربائية بالمستشفيات في إطار جهود الولاية لمعالجة انقطاع الكهرباء.