خلال شهر قُتلت 46 امرأة و5 أطفال بإيران
خلال الشهر الماضي، قُتلت 40 امرأة و5 أطفال، واعدمت 6 نساء حُكم عليهن سابقاً بالإعدام بتهم القتل والمخدرات.

مركز الأخبار ـ جرائم قتل النساء على يد أزواجهن أو آبائهن أو أبنائهن أو إخوانهن، عادت لتتصدر عناوين الصحف في الأشهر الأخيرة، وهذه ليست مجرد حوادث فردية أو عائلية، بل مظهر خارجي لنوع من العنف الهيكلي المتجذر بعمق في طبقات القانون والثقافة والتفسير الديني في إيران.
من أهم العوائق أمام الحماية القانونية للمرأة في إيران التفسيرات الأبوية للنصوص الدينية، لطالما فُسِّرت آيات وأحاديث مثل "الرجال قوامون على النساء" أو "واضربوهن" في التفسيرات الفقهية التقليدية على نحو يجعل الرجال أوصياء على النساء وحكامهن، بل ومعاقبيهن أحياناً، غالباً ما تُصاحب هذه التفسيرات أحاديث تُشرعن تكوين بُنى غير متكافئة في الأسرة؛ أحاديث تُصوّر المرأة على أنها ناقصة العقل، عاجزة عن اتخاذ القرار، وتابعة.
وتتفاقم المشكلة عندما يعتمد النظام القانوني في إيران، بدلاً من الاستعانة بنتائج العلوم الإنسانية الحديثة كعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم الإجرام في صياغة القوانين، على هذه التفسيرات التقليدية فقط، ففي إيران، لا تحمي القوانين المرأة من العنف فحسب، بل تُعفي الأب أو الزوج أيضاً من المسؤولية الجنائية من خلال دورهما "الديني" و"القانوني"، واستمرار هذا الوضع يعني إضفاء طابع مؤسسي للعنف على مستوى القانون والعرف؛ عنف لا تُعتبر فيه المرأة ضحية، بل تُتهم أحياناً.
تقرير يوثق جرائم قتل النساء في إيران
وفي التقرير الشهري لوكالتنا عن جرائم القتل والانتحار وأسبابها في إيران، قُتلت 40 امرأة و5 أطفال الشهر الماضي، واعدمت 6 نساء أخريات حُكم عليهن سابقاً بالإعدام بتهم القتل والمخدرات.
ففي يوم الاثنين الموافق 21 نيسان/أبريل الماضي، قُتلت ستاره موسابور، ذات الـ 18 عاماً، من قرية جوكرد التابعة لمنطقة قاطور بمقاطعة خوي، على يد شقيق زوجها في جريمة شرف.
وفي يوم الخميس الموافق 24 نيسان/مايو، قُتلت شابة مجهولة الهوية تسكن في مقاطعة بهارستان على يد طليقها لأسباب مجهولة، وفي اليوم التالي وفي ذات المقاطعة قُتلت شابة على يد زوجها بسبب ما وُصف بأنه خلافات عائلية.
وفي يوم السبت 26 نيسان، قُتلت شابة تُدعى سميرة عبد الرحمني، من سكان بوكان، على يد أحد أقاربها لأسباب مجهولة، وفي ذات اليوم، حاولت فتاة مراهقة تبلغ من العمر 16 عاماً تُدعى ماريا شريفي، من سكان مدينة بانه، الانتحار لأسباب مجهولة وفقدت حياتها، وفي اليوم التالي، قُتلت امرأة في منتصف العمر تُدعى غلاب فرامارزي، من سكان دالاهو، على يد صهرها بذريعة ما قيل إنها خلافات عائلية، كما عُثر على جثة امرأة شابة مجهولة الهوية في منطقة طهران ـ بارس، توفيت في ظروف غامضة، في منزلها.
ووفقاً لتقرير جمعية حقوق الإنسان في شرق كردستان، في الفترة من الأحد 27 نيسان/أبريل إلى الأحد 4 أيار/مايو الجاري، انتحرت أربع نساء بهويات مهديس قاسمي، من سكان شازند، وسمية نوراللهي، من سكان خرم آباد، وشيرين قاسمي، من سكان مهاباد، وسوشين فتحي، من سكان سقز، وكلهن فقدن حياتهن لأسباب مجهولة.
وفي يوم الاثنين 28 نيسان/أبريل، تم إعدام امرأة شابة تحمل هوية مرجان سبزي، من سكان خرم آباد، لرستان، والتي حُكم عليها سابقاً بالإعدام بتهم تتعلق بالمخدرات، في سجن دستجرد في أصفهان.
وفي يوم الثلاثاء 29 نيسان/أبريل، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 38 عاماً تحمل هوية مهناز كاشيرلو، من سكان مدينة خدابنده، محافظة زنجان، بوحشية على يد زوجها بذريعة ما وصف بأنه نزاعات عائلية.
وفي يوم الأربعاء 30 نيسان/أبريل، قُتلت ست نساء، واحدة منهن تُدعى طاهرة خدامي، من سكان قضاء سيرجان بمحافظة كرمان، على يد ابنها لأسباب مجهولة، كما قُتلت شابة مجهولة الهوية، من سكان طهران، بوحشية على يد زوجها باسم الشرف، وقُتلت أخرى تبلغ من العمر 25 عاماً تُدعى ماهور تندبور أمام جامعة ياسوج للعلوم الطبية بعد أن رفض خطيبها طلب زواجها، كما أقدم رجل يبلغ من العمر 50 عاماً، من سكان خرمشهر، على قتل زوجته وابنه البالغ من العمر 24 عاماً بوحشية باسم الشرف.
وقُتلت امرأة تُدعى فاطمة برخودري، من سكان سبزوار، بوحشية على يد زوجها لطلبها الطلاق، كما حاول رجل مقيم في مهرشهر، كرج، قتل زوجته وابنته البالغة من العمر 5 سنوات بذريعة الشرف، نُقلت المرأة إلى المستشفى وأُنقذت، بينما فقد الطفلة حياتها.
وفي يوم الخميس 1 أيار/مايو الجاري، قتلت ثلاث نساء، حيث أطلق رجل في حي فرهنجيان بكرمشان النار على زوجته، تُدعى بتول محمدي، ووالدتها، تُدعى فاطمة محمدي، وابنه البالغ من العمر 30 عاماً، مما أدى إلى مقتلهما، كما أُعدمت امرأة حُكم عليها سابقاً بالإعدام لقتلها زوجها، في سجن قزل حصار، كرج، وقُتلت امرأة شابة تُدعى مهدية بارساتاران، من سكان مدينة آمل، على يد امرأة أخرى.
كما قتلت ثلاث نساء في يوم السبت 3 أيار/مايو، واحدة منهن بمحافظة خراسان رضوي، حيث أقدم رجل في مدينة غلبهار، على قتل زوجته بوحشية، على خلفية ما وصفه بخلافات عائلية، وقُتلت أخرى تبلغ من العمر 49 عاماً، من سكان مدينة كلاتة، قضاء دامغان، بعد مشادة كلامية مع رجل كان يمر أمام منزلها، كما قُتلت امرأة مجهولة الهوية، تبلغ من العمر 50 عاماً، من سكان مدينة غلبهار، على يد زوجها، على خلفية ما وصفه بخلافات عائلية.
وفي يوم الأحد 4 أيار/مايو، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 40 عاماً تُدعى سميرة نوربخش، من سكان كرماشان، بعد أن رفض خطيبها طلب زواجها، وفي اليوم التالي أُعدمت في سجن عادل آباد بمدينة شيراز، امرأة شابة تُدعى مهتاب أميري، حُكم عليها سابقًا بالإعدام بتهمة القتل.
وفي يوم الثلاثاء 6 أيار/مايو، قُتلت ثلاث نساء، واحدة منهن تُدعى زهرة ميرزائي، مذيعة في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، بوحشية على يد ابن عمها بتهمة سرقة مجوهرات، وأخرى تبلغ من العمر 21 عاماً تُدعى مائدة خطيبيان، من سكان مشهد، بوحشية على يد زوجها في جريمة قتل شرف، بينما حاولت امرأة تبلغ من العمر 40 عاماً تدعى مرضية نورائي، من سكان قرية دوشميان في محافظة قهورة، الانتحار وفقدت حياتها بحجة ما وصف بنزاعات عائلية.
كما قتلت خمس نساء يوم الأربعاء 7 أيار/مايو، حيث حاولت فتاة مراهقة تبلغ من العمر 14 عاماً، تسكن في منطقة ذوالفقاري بمدينة عبادان، الانتحار وفقدت حياتها لأسباب مجهولة، كما قُتلت امرأة مجهولة الهوية تسكن في شارع قزوين بطهران على يد زوجها لأسباب مجهولة، وقُتلت شابة تُدعى موبينا كوندابي، أم لطفلين، على يد زوجها بذريعة ما قيل إنها خلافات عائلية.
وفي ذات اليوم، حاولت شيوا أريستوي، وهي راوية قصص وشاعرة ومعلمة كتابة قصص تعيش في طهران، الانتحار وفقدت حياتها لأسباب مجهولة، كما أُعدمت امرأة تُدعى أشرف شهبازي، والتي حُكم عليها سابقاً بالإعدام بتهم تتعلق بالمخدرات، شنقاً في سجن ياسوج.
وفي يوم السبت 10 أيار/مايو، قُتلت امرأة تُدعى "درويشي ديوان مراد" من قرية تشاه حاجي بقضاء كهنوج على يد زوجها بذريعة ما قيل إنها خلافات عائلية، كما قُتلت طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات تُدعى راحا قنبري، من سكان ساري، على يد زوجة أبيها بسبب التسمم بالميثادون.
وفي يوم الأحد 11 أيار/مايو، حاولت شابة مجهولة الهوية، طالبة هندسة معمارية في جامعة بو علي سينا في همدان، الانتحار لأسباب مجهولة، وفقدت حياتها، كما قُتلت امرأة تبلغ من العمر 37 عاماً تسكن في شارع قزوين بطهران على يد زوجها بذريعة ما قيل إنها خلافات عائلية، إلى جانب تعرض امرأة تعيش في قرية في فارامين للقتل بوحشية على يد لصين.
وأُعدمت امرأة، يوم الاثنين 12 أيار/مايو، تُدعى محبوبة خسرونجاد، حُكم عليها سابقاً بالإعدام بتهمة قتل ابن عمها، في سجن جرجان، وفي اليوم التالي بمحافظة فارس، قُتلت امرأة مجهولة الهوية تبلغ من العمر 85 عاماً، من سكان مقاطعة داراب، على يد لص.
وفي يوم الأربعاء 14 أيار/مايو، حاولت شابة تُدعى إيفين ريحاني، من سكان مدينة بانه، الانتحار لأسباب مجهولة وفقدت حياتها، وفي اليوم التالي، أُعدمت امرأة تبلغ من العمر 24 عاماً تُدعى حفيظة بلوش زاهي، من سكان سراوان، والتي حُكم عليها سابقاً بالإعدام بتهمة "التعاون مع جماعات خارجية"، في سجن طهران.
وفي يوم الجمعة 16 أيار/مايو، توفيت صحفية تُدعى نزهت أمير آباديان، التي كانت تتابع قضية فساد بابك زنجاني، في ظروف غامضة.
وفي يوم السبت 17 أيار/مايو، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 20 عاماً تُدعى ياسمين نصرتي، من سكان مدينة شاهرود في محافظة سمنان، على يد زوجها في جريمة قتل شرف، كما قتل رجل في مدينة فيروز آباد بمحافظة فارس زوجته البالغة من العمر 23 عاماً، تُدعى إليانا كوهي، ووالدة زوجته، تُدعى فريدة باقري، لأنها طلبت الطلاق.
في يوم الثلاثاء الموافق 20 أيار/مايو، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 40 عاماً تسكن في شارع خرازي بطهران بوحشية على يد زوجها لأسباب مجهولة، وفي اليوم التالي قُتلت شابة تسكن في بلدة باغميشه في تبريز على يد زوجها بسبب ما قيل إنه خلافات عائلية، كما أصاب الرجل البالغ من العمر 45 عاماً ابنته، ونُقلت إلى المستشفى ووُضعت في العناية المشددة.
بعض جرائم القتل التي وقعت في أواخر أذار/مارس وتم الإبلاغ عنها في أبريل/نيسان، حيث يُظهر تقرير أعدته وكالتنا مقتل 29 امرأة و10 أطفال في أذار/مارس الماضي، وإعدام أربع نساء سبق الحكم عليهن بالإعدام بتهمة قتل أزواجهن أو تهم تتعلق بالمخدرات.
ووفقاً لإحصاءات حديثة، أقدم رجل يبلغ من العمر 44 عاماً في مدينة نهاوند، يوم الجمعة 21 أذار/مارس على قتل ابنته البالغة من العمر ثماني سنوات، وابنيه اللذين يبلغان من العمر 10 و12 عاماً، لأسباب مجهولة، وترك جثثهم في الجبال المحيطة بالمدينة.
وفي يوم السبت 19 نيسان/أبريل الماضي، حاولت شابة تُدعى آمنة داما، من سكان بيرانشهر، الانتحار لأسباب مجهولة، ففارقت الحياة.
والجدير بالذكر هو أن العديد من جرائم القتل لا تُبلّغ عنها، وبسبب القيود السياسية والثقافية السائدة في المجتمع، يستحيل الحصول على إحصاءات دقيقة، وتشمل الإحصاءات المُقدمة الحالات التي نُشرت عنها أخبار فقط.