السكان في غزة يعيشون أقسى مراحل الصراع الوحشي

قُتل أكثر من 70 مدنياً وأصيب العشرات في قطاع غزة، جراء غارات إسرائيلية على خيام النازحين ومدينة خان يونس وأماكن مختلفة من القطاع المحاصر.

مركز الأخبار ـ تستمر الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ أكثر من 19 شهر أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، حيث أسفرت الحرب بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس عن مقتل أكثر من 50 ألف مدني فضلاً عن آلاف المفقودين وكارثة إنسانية.

مع استمرار الحرب وتفاقم الأزمة، قال الدفاع المدني في غزة اليوم السبت 24 أيار/مايو، أن القوات الإسرائيلية شنت خلال ساعات الليل سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على المناطق المأهولة بالسكان في مدينة خان يونس جنوب غزة وخيام النازحين في بلدة جباليا البلد شمالي القطاع، مما أسفر عن مقتل 79 مدنياً خلال الساعات الماضية، في حين تم الإبلاغ عن عشرات الإصابات وعدد كبير من المفقودين تحت أنقاض المنازل، وفقاً لما أفادت به مصادر إعلامية.

وطالت غارات القوات الإسرائيلية غرب مخيم النصيرات وسط القطاع وأماكن متفرقة أخرى، وملاجئ النازحين في حي الصفطاوي، حي السلاطين، تل الزعتر، ومحيط مشفى "الإندونيسي"، ومشفى "العودة" شمالي القطاع، حيث فرضت حصاراً على المصابين والمرضى لليوم الرابع على التوالي مما يؤدي إلى إعاقة تقديم الرعاية الصحية.

 

توسع التوغل شمالاً

وخلال الأيام الماضية وسعت القوات الإسرائيلية من عملياتها البرية شمال غزة، داعياً سكان كل من منطقة الصفطاوي شمال غرب غزة بالإخلاء الفوري، في خطوة تشير إلى التمهيد لإنشاء محور عسكري جديد مشابه لما يُعرف بـ "محور موراج"، الذي أنشئ في جنوب القطاع في وقت سابق.

وبعد أن فرضت القوات الإسرائيلية حصاراً مطبقاً استمر لأكثر من شهرين، سمحت بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم، في وقت تتزايد فيه النداءات الدولية والأممية بضرورة فتح المعبر بشكل كامل لتسهيل إدخال الإمدادات الإغاثية.

 

 "السكان في غزة يعيشون أقسى مراحل الحرب"

وفي سياق متصل قال الأمين العام للأمم المتحدة، إن السكان في غزة "يعيشون ما قد يكون أقسى مراحل الصراع الوحشي"، مشدداً على ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية وتسهيلها من قبل القوات الإسرائيلية.

وأكد الأمين العام أنه في هذه الأثناء يشتد الهجوم العسكري الذي تشنه القوات الإسرائيلية "بمستويات مروعة من الموت والدمار"، مشيراً إلى أنه من بين نحو 400 شاحنة سُمح لها بالدخول إلى غزة في الأيام الأخيرة، لم تتمكن سوى 115 شاحنة من دخول القطاع.

 

"مأساة هائلة"

وأفادت مقررة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ساسكيا كلويت، أن هناك حاجة ملحة لإنهاء الأزمة الإنسانية المتعلقة بالنساء والأطفال والرهائن في غزة، مؤكدةً أنها "مأساة هائلة تَسبّب فيها الإنسان والبشرية جمعاء، لأننا تركناها تجري على مرأى منا من دون أن نتدخل".

ولفتت الانتباه إلى الحصار التام المرتبط بمنع دخول المساعدات الإنسانية منذ الثاني من آذار/مارس واحتجاز السكان في قطاع غزة في مساحة تتقلص باستمرار وانعدام الأمن فيما يسمى بالمناطق الآمنة، مؤكدةً أن التصريحات التي أدلى بها أعضاء "الحكومة الإسرائيلية" بشأن سكان غزة، يجعل من الصعب جداً تجاهل حقيقة أن هذه الإجراءات قد ترقى إلى مستوى تطهير عرقي وإبادة جماعية.

وشددت ساسكيا كلويت على أن العقاب الجماعي وتجريد المدنيين من الطابع الإنساني يجب أن ينتهي على الفور، لافتةً إلى أن القوات الإسرائيلية لا تحترم القانون الإنساني الدولي الذي ينص على تقديم المساعدات الإنسانية من دون قيود وعوائق، وبكميات كافية لضمان صحة السكان.

ودعت المجتمع الدولي للقيام بواجبه واحترام التزاماته القانونية بموجب اتفاقيات جنيف، وبينها اتفاقية الإبادة الجماعية والسعي لضمان وقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي.