"وقف إطلاق النار طال انتظاره" منظمات أممية تحذر من الأوضاع في غزة
يعيش آلاف المدنيين بقطاع غزة في مخيمات مؤقتة دون توفر الاحتياجات الأساسية، حيث تمنع القوات الإسرائيلية، المنظمات الدولية والإنسانية من الوصول للمدنيين لتقديم المساعدات لهم.
مركز الأخبار ـ تستمر القوات الإسرائيلية منذ أكثر من عام في استهداف المستشفيات في قطاع غزة، حيث أصبحت معظمها خارج الخدمة بسبب تصاعد الهجمات عليها، ونقصاً حاداً في الإمدادات، كما يعاني المدنيين هناك نقصاً حاداً بالغذاء والماء والدواء رغم تحذيرات دولية وأممية منذ أشهر.
أفادت مصادر طبية في قطاع غزة اليوم الخميس التاسع من كانون الثاني/يناير، بمقتل 18 مدنياً وإصابة عشرات أخرين جراء استهداف غارات إسرائيلية القطاع.
وفي وقت سابق قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن المستشفيات في غزة أصبحت مصائد للموت، مؤكدةً أن الأطفال يموتون من البرد وأن الجوع يفتك بالأرواح في البلاد.
ومن جانبها أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" أن 74 طفلاً قتلوا منذ الأسبوع الأول من عام 2025 بسبب الاستهدافات المستمرة على القطاع، محذرةً مجدداً من الأوضاع الكارثية التي يعيشها المدنيين هناك، خاصة الأطفال.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل أن وقف إطلاق النار طال انتظاره "لقد قتل بالفعل عدد كبير جداً من الأطفال أو فقدوا ذويهم"، مشيرةً إلى أن ثمانية أطفال رضع وحديثي الولادة توفوا منذ 26 كانون الأول/ديسمبر، نتيجة انخفاض درجة حرارة أجسامهم، في حين يعيش أكثر من مليون طفل في خيام مؤقتة غير قادرة على تحمل درجات الحرارة المنخفضة.
ونوهت إلى أنهم حذروا منذ فترة طويلة من أن المأوى غير الكافي وانعدام القدرة على الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والوضع الصحي والطقس البارد يعرض حياة جميع الأطفال في القطاع للخطر.
وشددت كاثرين راسل على أنه "يجب على أطرف الحرب والمجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لإنهاء العنف وتخفيف معاناة المدنيين في البلاد"، مضيفةً "تحتاج العائلات لوضع حد لهذه المعاناة التي لا يمكن تصورها".
ووفقاً لبيان صادر عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر فأن الأمطار الغزيرة والسيول أدت لإغراق الملاجئ المؤقتة التي يقيم فيها مئات الآلاف من النازحين، مع بلوغ مستوى المياه لـ 30 سم داخل الخيام.
وحذر الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، من تجمد الأطفال حتى الموت، وتتضور العائلات جوعاً دون الوصول الآمن، وأنه بدون ذلك لا يستطيع عمال الإغاثة إنقاذ أرواح المدنيين "ندائي العاجل إلى جميع الأطراف هو أنهاء هذه المعاناة الإنسانية على الفور".
وأوضح أن تقارير الأمم المتحدة الأخيرة عن وفاة ثمانية أطفال بسبب انخفاض حرارة الجسم في القطاع، تؤكد على خطورة الأزمة الإنسانية، مكرراً دعوته الملحة لمنح العاملين في المجال الإنساني إمكانية الوصول الآمن، دون عوائق حتى يتمكنوا من تقديم المساعدة للمدنيين، حيث أنه تم قتل 333 عاملاً في المجال الإنساني بقطاع غزة منذ بداية الحرب وفقاً لتعداد التي قامت به الأمم المتحدة.
وبدورها احتجت منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها على القيود التي تفرضها القوات الإسرائيلية على القطاع، حيث قالت إنها اضطرت لتعليق أنشطتها في البلاد، منذ عدة أشهر، مشيرةً إلى أن الوصول إلى الرعاية الصحية مهدد بشكل خطير، وأن صحة المدنيين هناك في خطر ويشهد تدهوراً.
ولا تزال الحرب بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس مستمر منذ أكثر من عام وسط دمار هائل ومجاعة إنسانية تسببت بمقتل مئات المدنيين في القطاع.