تقرير: طالبان تواصل قمع الحريات وفرض القيود على النساء

أصدرت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان تقريراً صادماً كشف فيه عن تصاعد الانتهاكات الحقوقية من قبل حركة طالبان، شملت الاعتقالات التعسفية والتعذيب الممنهج واستمرار قمع النساء وحرمانهن من التعليم والعمل وسط تضييق متزايد على الحريات العامة والإعلام.

مركز الأخبار ـ منذ سيطرت حركة طالبان على الحكم في أفغانستان في آب/أغسطس 2021 ، فرضت سلسلة من القيود الصارمة على مختلف جوانب الحياة العامة، شملت تقييد حقوق النساء في التعليم والعمل، كما شهدت البلاد تصاعداً في الانتهاكات الحقوقية، وسط قلق دولي متزايد بشأن مستقبل الحريات الأساسية.

وثقت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (يوناما) انتهاكات حقوق المرأة، وقمع حرية الدين والمعتقد، والقيود على الأنشطة الإعلامية، والضغط على حرية التعبير في أفغانستان في الفترة ما بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر الماضيين في تقريرها ربع السنوي عن حقوق الإنسان الذي نشر أمس الثلاثاء 28 تشرين الأول/أكتوبر.

وكشف التقرير أن طالبان تنتهك حقوق المواطنين بشكل ممنهج، بمنع النساء من العودة إلى أماكن عملهن، وحرمانهن من التعليم والرعاية الصحية، وفرض قيود صارمة على حركتهن، مشيراً إلى تعرض وسائل الإعلام الخاصة والعاملين فيها للتهديد.

 

المجازر والانتهاكات الموثقة

وسلّط التقرير الضوء على قمع طالبان للجماعات العرقية والدينية، بما في ذلك تقييدها للكتب والمحتوى الثقافي والتعليمي، مؤكداً على سعي حركة طالبان للسيطرة الشاملة على حياة المواطنين من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية بالكامل.

وتناول التقرير الاعتقالات التعسفية وعمليات القتل التي طالت جنوداً سابقين ومُرحّلين من إيران وباكستان، مُوثّقاً ما لا يقل عن 14 مذبحة و21 حالة اعتقال تعسفي وتعذيب وسوء معاملة.

 

لا يوجد تصريح عمل أو دراسة

وأفادت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما) أن حركة طالبان منعت الموظفات الأفغانيات من دخول مكاتب الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، مما أجبرهن على العمل من المنزل ولم يُسمح لهن بالعودة إلى المكاتب.

ولفت التقرير إلى أن الفتيات فوق الصف السادس الابتدائي ممنوعات من دخول المدارس والجامعات في جميع أنحاء البلاد، كما يشير إلى إغلاق المدارس الدينية للبنات في بعض المدن الأفغانية، مع فرض قيود على الطالبات فوق الصف السادس الابتدائي.

 

أكثر من 60 امرأة قيد الاعتقال

وأفادت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان أن قوات طالبان تُجبر النساء في كابول وهرات على الالتزام بقواعد الحجاب التي تفرضها، والتي تشمل الاعتقالات التعسفية والتحذيرات اللفظية والتهديدات، ووفقاً للتقرير احتُجزت أكثر من 60 امرأة في كابول تعسفياً لمخالفتهن قواعد الحجاب، مع اشتراط إطلاق سراحهن بكفالة أقاربهن الذكور.

وأوضح مسؤولي طالبان يمنعون النساء من استخدام وسائل النقل العام والخدمات دون ولي أمر، حيث لوحظت هذه الحظر في مقاطعات فاره، وأورجينك، وقندهار.

 

لا يجوز للمرأة الذهاب إلى المستشفى

وشددت البعثة على أن سياسات طالبان تُقيّد الوصول إلى الرعاية الصحية، حيث صدرت تعليمات للكوادر الطبية في أورجينتش وقندهار بعدم تقديم الخدمات للنساء دون مرافقين من الرجال، وفي قندهار، يُحظر على النساء دخول المستشفيات دون مرافق، مضيفاً أن النساء مُنعن من الالتحاق بالجامعات الطبية منذ كانون الأول/ديسمبر من عام 2022.

 

استمرار الجلد العلني

وقال العاملون في البعثة إن ممارسات الجلد العلني التي تمارسها طالبان مستمرة أسبوعياً، مع تعرض 242 شخصاً 193 رجلاً و49 امرأة، للعقاب البدني على يد طالبان خلال هذه الفترة.

 

حرية التعبير والضغط الإعلامي

وأشار التقرير إلى أن مسؤولي طالبان في كابول اعتقلوا ثلاثة موظفين من مؤسسة إعلامية أفغانية كانت تستضيف ورشة عمل للصحفيات، وُجهت إليهم تهم الترويج لتعليم الإناث، ونشر الفجور، والتجسس، وهم محتجزون لدى استخبارات طالبان.

 ويشير التقرير إلى أن الصحفيات تواجهن قيوداً أشد صرامة، حيث لم يتمكن سوى عدد قليل منهن من مواصلة عملهن، مضيفاً أنه في مؤتمر صحفي لطالبان، قُطع ميكروفون إحدى الصحفيات عمداً عندما حاولت طرح سؤال.