تحذيرات خطيرة من المنظمات الإنسانية والدولية وسط استمرار الانتهاكات في السودان

في ظل استمرار انتهاكات قوات دعم السريع في السودان، المنظمات الإنسانية والدولية تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.

مركز الأخبار ـ معلومات وتقارير مروعة عن إعدامات وانتهاكات خطيرة من قوات الدعم السريع في السودان والمنظمات الإنسانية والدولية تعبر عن قلقها إزاء التقارير الواردة.

حذرت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل من أن ما يقدر بنحو 130 ألف طفل في الفاشر معرضون لخطر الانتهاكات الحقوقية الجسيمة، في ظل تقارير عن الاختطاف والقتل والتشويه والعنف جنسي، مشددةً بأنه "لا يوجد طفل في مأمن" في عاصمة شمال دارفور.

أعربت اليونيسف في بيان صدر اليوم الأربعاء 29 تشرين الأول/أكتوبر عن قلقها إزاء الصور والتقارير الواردة، من سودان، مضيفة أن الأطفال، الذين حُصروا بالفعل لأكثر من 500 يوم، يُحاصرون أكثر "وسط قصف مستمر، وقتال عنيف، ونقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية"، فضلاً عن تقارير الاعتقال وقتل عاملين في المجال الإنساني الواردة لها.

وكررت اليونيسف دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول إنساني آمن ودون عوائق، وحماية المدنيين، وخاصة الأطفال، وضمان ممر آمن للعائلات للمغادرة، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني، مؤكداً على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات".

 

قرارات تعسفية تلقي بظلالها على الملايين السودانيين

ومن جانب آخر أكد برنامج الأغذية العالمي إبلاغه بقرار الخارجية السودانية طرد كل من مديره القطري ومنسقه للطوارئ واعتبارهما شخصين غير مرغوب فيهما، حيث طلب منهما مغادرة البلاد خلال 72 ساعة "دون تقديم أي تفسير للقرار"، مضيفاً أن "قرار طرد المسؤولين الأمميين يأتي في ظل الأزمة الإنسانية الأكبر والأكثر تعقيدا في العالم"، وفي وقت يحتاج فيه البرنامج وشركاؤه إلى توسيع نطاق عملهم.

وحذر برنامج الأغذية العالمية من مخاطر وتداعيات ذلك "هذا القرار يجبر البرنامج على القيام بتغييرات في القيادة لم يكن مخططاً لها، الأمر الذي يعرض العمليات التي تدعم الملايين من السودانيين المستضعفين للخطر، الذين يواجهون الجوع الشديد وسوء التغذية، بل ويتعرضون لخطر الموت جوعاً".

وقال البرنامج إنه وكبار المسؤولين الأمميين يتواصلون مع السلطات المعنية للاحتجاج على القرار والسعي للحصول على توضيحات، مناشداً جميع الأطراف إعطاء الأولوية لحياة وسلامة الملايين الذين يعتمدون على المساعدات الغذائية والتغذوية الطارئة للبقاء على قيد الحياة.

وأكد برنامج الأغذية العالمي على التزامه الراسخ بدعم الشعب السوداني لضمان وصوله إلى المساعدات الحيوية في ظل ما تشهده البلاد من مستويات غير مسبوقة من الجوع وانعدام الأمن والاحتياجات الإنسانية.

 

معلومات وتقارير مروعة عن إعدامات وانتهاكات لقوات الدعم السريع

ومن جهة أخرى أفادت هيئة حقوق الإنسان بشرق السودان عبر موقعها الرسمي على منصة الفيس بوك اليوم 29 الأربعاء تشرين الأول/اكتوبر أنها تتلقى معلومات وتقارير مروعة عن إعدامات وانتهاكات خطيرة من قوات الدعم السريع في الفاشر وبارا بشمال كردفان.

وعبرت الهيئة عن قلقها إزاء ما تشهده المناطق الخاضعة لسيطرة قوات دعم السريع "نتابع بقلق عميق معلومات مؤكدة وموثقة بالصورة والصوت تقوم بها قوات الدعم السريع من انتهاكات وفظائع متعمدة متمثلة في عمليات إعدام بإجراءات خارج القانون وبانتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بعد دخولها مدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور ومدينة بارا بولاية شمال كردفان".

وأكدت بأن "الأوضاع تشير الى ضلوع قوات الدعم السريع المسنودة بمقاتلين أجانب في ارتكاب الكثير من الجرائم ضد الإنسانية، باستهدافها للمدنيين العزل وجرائم التعذيب والقتل بوحشية للأطفال والنساء، والإخلاء القسري، وقتل واغتصاب النساء والفتيات والاعتقالات والاختفاء القسري والتصفية الجسدية للأسرى على أساس قبلي وأثنى، والذي يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان".

ودعت هيئة حقوق الإنسان بشرق السودان المنظمات الحقوقية المحلية والإقليمية والدولية بالتدخل العاجل والمساعدة لتوثيق الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع عبر كافة الوسائل التقنية والرقمية واستخدام الأقمار الصناعية.

وكما ناشدت المجتمع الدولي ومجلس الأمن على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لضمان حماية المدنيين في الفاشر وتأمين ممر آمن لمن يحاولون الوصول إلى أماكن آمنة نسبياً.