مؤتمر ستار ينعى هيفي سليمان شهيدة الحرية والتنظيم

نعى مؤتمر ستار بإقليم شمال وشرق سوريا هيفي سليمان، عضوة منسقيته، التي ناضلت لأكثر من ثلاثين عاماً من أجل حرية المرأة وتنظيمها، وواجهت ظروف النزوح بإصرار وتفانٍ حتى رحيلها، مخلداً إياها كـ "شهيدة المؤتمر".

مركز الأخبار ـ ودّعت مدينة قامشلو هيفي سليمان، عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة عفرين-شهباء، التي فارقت الحياة بعد صراع مع مرض عضال.

توفيت أمس الثلاثاء 28تشرين الأول/أكتوبر المناضلة هيفي سليمان بعد صراع طويل مع مرض السرطان. وتُعد الراحلة من أوائل الأساتذة الذين درّسوا اللغة الكردية في مدينة حلب خلال عامي 2010 و2011، كما كانت من الكوادر البارزة في تأسيس مؤسسة اللغة الكردية.

وأصدرت منسقية مؤتمر ستار في إقليم شمال وشرق سوريا بياناً نعت فيه عضوتها هيفي سليمان "ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ استشهاد رفيقتنا هيفي سليمان، عضوة منسقية مؤتمر ستار، إن رحيلها يُعد خسارة كبيرة لشعب إقليم شمال وشرق سوريا ولنضالنا من أجل حرية المرأة، كما أنه يمثل فراغاً مؤلماً لشعبنا في عفرين وحلب، لقد خاضت مسيرة نضالية تجاوزت الثلاثين عاماً، اتسمت بالإصرار والتفاني، دون تردد أو كلل".

وأكد بيان مؤتمر أن هيفي سليمان كرّست حياتها لتحقيق حلمها بألا تبقى أي امرأة في العالم خاضعة أو بلا تنظيم، مشيراً إلى أنها سخّرت كل طاقتها في سبيل الحرية الجسدية للقائد أوجلان، حيث شاركت بشكل مباشر في لجنة الحرية الجسدية، وناضلت لسنوات من أجل هذا الهدف.

وأضاف البيان أن "هيفي سليمان بقيت إلى جانب القائد عبد الله أوجلان، وشاركت في تدريباته، وكانت مناضلة لا تعرف الكلل في سبيل حرية شعبها وقائدها، كما جسّدت في حياتها مثالاً للمرأة المناضلة، العاملة، والأم الفاضلة، لتصبح رمزاً تحتذي به كل النساء".

وأشار مؤتمر ستار إلى أن "هيفي سليمان كانت تتوجه دون تردد إلى أي موقع يتطلب التنظيم، وتؤدي مهامها بكل إخلاص وتفانٍ، ورغم كل الظروف الصعبة، كانت تحقق نتائج ملموسة في عملها، كما أنها كانت معلمة للغة الكردية، وأسهمت في تعليم العديد من الأطفال وغرس روح الوطنية فيهم".

كما أنه كانت شخصية مثقفة، تمتلك معرفة واسعة في مجالات البحث والدراسة وفهم السياسة، وقدّمت دروساً في العديد من الأكاديميات، حيث ساهمت في تعليم المئات، لتصبح نموذجاً يُحتذى به في النضال، التعليم، والوطنية.

وأكد مؤتمر ستار أن "هيفي سليمان كانت مثالاً للمرأة المناضلة التي لا تتردد في تلبية نداء التنظيم، حيث كانت تبادر بكل إخلاص وإبداع إلى العمل في أي موقع يُطلب منها، وجسّدت إرث النساء المناضلات في إقليم شمال وشرق سوريا، خاصة في عفرين، وظلت ثابتة في مواقفها رغم كل الظروف والتحديات".

نشأت هيفي سليمان في بيئة النزوح، واجهت معاناة وطنها بعينين مفتوحتين، واستمدت من تلك التجربة قوة إضافية، لتواصل نضالها بعزيمة لا تلين في مواجهة الاحتلال، وتنتمي إلى عائلة وطنية قدّمت العديد من التضحيات في سبيل الحرية، ولا تزال تُعرف حتى اليوم بتفانيها وإخلاصها.

وأوضح المؤتمر أن هيفي سليمان، التي تنتمي إلى الطائفة العلوية، كانت تؤمن بضرورة تنظيم النساء العلويات وتمكينهن من مقاومة أعدائهن والمشاركة الفاعلة في النضال "كانت تشعر بآلام النساء بكل جوارحها، وكان نضالها موجهاً نحو بناء سوريا ديمقراطية تعيش فيها المرأة بحرية واستقلالية، بإيمان راسخ، واصلت رفيقتنا نضالها حتى اللحظة الأخيرة، دون كلل، من أجل حرية المرأة وتحقيق تطلعاتها".

وأضاف البيان "نودّع اليوم رفيقتنا هيفي سليمان، المناضلة الكبيرة، المعلمة الفاضلة، الثورية المخلصة، والأم النبيلة، وعضوة منسقية مؤتمر ستار، بكل مشاعر الوفاء، ونوجّه تحية إجلال إلى القائد أوجلان، إلى شعب كردستان، إلى عائلتها المناضلة، وإلى شعبنا في إقليم شمال وشرق سوريا وعفرين وحلب".

وفي ختام البيان، أعلن مؤتمر ستار أن هيفي سليمان ستُخلّد كـ "شهيدة مؤتمر ستار"، مؤكداً "سنواصل نضال الشهيدة هيفي سليمان حتى تحقيق النصر، وسنضاعف جهودنا لتحقيق أحلامها".