تقرير: النزوح وتفشي الكوليرا يفاقمان الأزمة الإنسانية في السودان

أكدت الأمم المتحدة أن تفشي وباء الكوليرا في السودان، والنزوح جراء استمرار الاشتباكات في العديد من مناطق البلاد يفاقمان من الأزمة الإنسانية.

مركز الأخبار ـ يواجه السودان أزمة إنسانية متفاقمة إذ يعاني السكان من النزوح المستمر نتيجة النزاع الدائر، إضافة إلى تفشي وباء الكوليرا الذي يهدد حياة آلاف الأشخاص، مما يزيد من الضغط على النظام الصحي الهش ويعزز الحاجة إلى استجابة عاجلة، والتي تتطلب تضافر الجهود لضمان حماية المدنيين وتأمين المساعدات.

في تقرير جديد لها، حذرت الأمم المتحدة أمس الأربعاء الرابع من حزيران/يونيو، من أن النزوح المرتبط بالنزاع وتفشي وباء الكوليرا فاقما الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء السودان.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة، أن قرابة 9.700 شخص نزحوا من منطقة الصالحة في أم درمان بسبب النزاع وبقي العديد منهم داخل أم درمان، بينما انتقل آخرون شمالاً إلى منطقة كرري التي لا يزال فيها الوضع غير مستقر.

وقالت المنظمة، إن أكثر من تسعة آلاف شخص فروا من بلدة الدبيبات في محلية القوز جنوب كردفان الأسبوع الماضي بسبب الاشتباكات العنيفة، حيث لا يزال الوضع متقلبا للغاية.

وأشارت إلى أن قرابة 600 شخص نزحوا من مخيم "أبو الشوك" ومدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، خلال الأسبوع الماضي فقط، نزح معظمهم داخل الفاشر، بينما انتقل آخرون إلى محليات أخرى في شمال دارفور، بما فيها طويلة.

وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، أنهم وسعوا نطاق المساعدة للوافدين الجدد، على الرغم من وجود فجوات كبيرة بسبب نقص الموارد والتحديات في توفير عدد كافٍ من الشركاء على الأرض.

 

تفشي الكوليرا

وأثار تفشي الكوليرا في السودان قلقاً متزايداً، حيث سجلت السلطات الصحية مئات الإصابات وعشرات الوفيات في عدة ولايات، بما في ذلك الخرطوم، الجزيرة، سنار، وشمال كردفان، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن حالات الإصابة اليومية في ولاية الخرطوم آخذة في التناقص لكنها تتزايد في ولاية نهر النيل، ففي الأسبوعين الماضيين وحدهما تم الإبلاغ عن أكثر من 180 حالة إصابة بالوباء وأربع وفيات.

وأشارت المصادر الطبية في السودان إلى إن معظم حالات تفشي وباء الكوليرا تركزت في محليات عطبرة، وبربر، والدامر، ومن بين إجمالي الحالات، 55 حالة وصلت من ولايات أخرى بما فيها 45 حالة إصابة من الخرطوم، وأم درمان، الأمر الذي يؤكد انتشار المرض عبر المناطق.

وحذر الشركاء في المجال الإنساني، من أن النزوح المستمر والبنية التحتية المتضررة ومحدودية الوصول إلى المياه الآمنة كلها عوامل تسرع من انتقال العدوى، خاصةً مع عودة آلاف النازحين إلى ولاية النيل الأزرق وافتقارهم إلى الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية والمأوى والتعليم.

وطالب المتحدث بوقف فوري للأعمال العدائية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق عبر الحدود وخطوط النزاع، وحماية المدنيين، بالإضافة إلى زيادة التمويل حتى يتسنى توسيع نطاق المساعدة.