ناشطتان من مؤتمر ندى: يجب مواجهة الأنظمة القمعية من خلال الوحدة والحوار
على هامش مؤتمر تحالف ندى، أكدت ناشطتان من إيران وأفغانستان، على أن النقاشات خلال المؤتمر ركزت على واقع المرأة في ظل الأنظمة الاستبدادية، حيث تم تسليط الضوء على المعاناة اليومية التي تواجهها النساء.

السليمانية ـ تحت شعار "نحو مجتمع ديمقراطي قائم على الثورة النسائية" يستمر تحالف ندى أعمال مؤتمره الأول ما بعد التأسيسي في مدينة السليمانية بإقليم كردستان بمشاركة 200 امرأة من 19 دولة إقليمية وإفريقية وآسيوية.
في مؤتمر تحالف ندى الذي يعقد في مدينة السلمانية، تمت مناقشة القضايا والمعاناة المشتركة للنساء من أفغانستان وإيران وكردستان وفلسطين وأجزاء أخرى من العالم، وتحدثت الناشطات عن الوضع المضطهد الذي تعيشه المرأة في ظل الأنظمة الاستبدادية، وأكدن على أهمية التنظيم الجماعي من أجل مستقبل مستدام وحر، وفي الوقت نفسه، كان لأصوات النساء من إيران وأفغانستان صدى أكبر.
وعن وضع المرأة في أفغانستان قالت الناشطة في مجال حقوق المرأة من أفغانستان وتدعى زويا. أ "منذ عام 2021، أصبحت الحياة في أفغانستان أشبه بالإقامة الجبرية بالنسبة للنساء، لا يُسمح للفتيات بالدراسة بعد الصف الخامس لا تتمتع المرأة بالحق في العمل، أو ممارسة الرياضة، أو السفر، أو الذهاب إلى الحديقة مع أطفالها، أو حتى التمتع بأبسط الحريات الشخصية".
وأشارت إلى أن "السجينات في ظل حكم طالبان تعشن ظروفاً مروعة، لكن المجتمع الدولي لا يبالي بهذه المأساة، أصواتنا تخضع للرقابة ويتم تجاهلها، إن وجودنا في هذا المؤتمر يحمل رسالة مفادها، إن المرأة الأفغانية ليست وحدها، وإن العنف المرتكب ضد النساء الكرديات والفلسطينيات والأفغانيات وغيرهن من النساء في جميع أنحاء العالم له بنية مشتركة، لذلك يجب مواجهة هذه الأنظمة القمعية من خلال الوحدة والحوار".
من جانبها أوضحت روزرين كمانجار، مسؤولة العلاقات الدبلوماسية في جمعية المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR)، عن القضايا التي تم مناقشتها في المؤتمر "انطلق المؤتمر قبل يومين ورافقه كلمة افتتاحية ألقاها المنظمون، ثم جلسات نقاشية مثمرة، شاركت فيه أكثر من مائتي ناشطة من تسع عشرة دولة، كان التركيز الرئيسي للمناقشات على بنية العقلية الأبوية، سواءً في القانون، أو السياسة، أو المجتمع، أو التقاليد العائلية، ولكن ما كان مختلفاً هذه المرة هو نظرة الجنولوجيا للقضايا، كمنظور علمي فلسفي من قلب نضالات المرأة يمكن أن يمهد الطريق لمستقبل مختلف".
وأوضحت أنه "من خلال اجتماعنا في المؤتمر ركزنا على إيجاد الحلول، والتنظيم الجماعي، وتطوير آليات الدفاع عن القيم والثورات"، مشيرةً إلى أنه كان هناك أيضاً نساء مشاركات من إيران، وناقشن خلال المؤتمر القضايا التي تتعلق بالناشطات الإيرانيات المعتقلات داخل السجون أمثال وريشة مرادي، وبخشان عزيزي، وزينب جلاليان، اللواتي قضين سنوات في السجن بسبب نشاطهن "تساءلنا، إذا لم يكن العمل من أجل المساواة جريمة، فلماذا يتم الحكم على هؤلاء النساء بالإعدام؟ لماذا يجب إسكات صوت المرأة الإيرانية؟".
وشددت على أن جهدهن ينصب على ضمان عدم حصر قضية المعتقلات مثل وريشة مرادي وبخشان عزيزي وزينب جلاليان في حدود إيران فحسب، بل إثارتها على المستوى الإقليمي.
وأكدت أن تحالف ندى تنفذ أنشطتها، إلى جانب تقديم رؤية لإنشاء مؤسسة إقليمية تربط بين مختلف الأطراف "يجب تشكيل تحالف نسائي في الشرق الأوسط، يسعى إلى توسيع نطاق التعاون المشترك عبر الحدود، وقيادة الجهود نحو مستقبل أكثر انسجامًا وتكاتف".