تفشي الكوليرا في اليمن يصل إلى مراحل خطيرة

أوضحت منظمة الصحة العالمية أن اليمن تُعد ثالث أكبر دولة في تفشي وباء الكوليرا على مستوى العالم، بعد كل من جنوب السودان وأفغانستان، حيث كشفت إحصائيات أممية عن تسجيل ما يقارب من 10 آلاف حالة إصابة خلال شهرين.

اليمن ـ حذرت منظمة الصحة العالمية من استمرار تفشي الكوليرا في اليمن التي قد تؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الوضع الصحي وتوفير الدعم اللازم للقطاع الصحي في البلاد.

كشفت منظمة الصحة العالمية في تقرير حديث لها عن تسجيل 9,784 إصابة جديدة بمرض الكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن خلال الفترة من 1 كانون الثاني/يناير وحتى 23 شباط/فبراير 2025، بالإضافة إلى تسجيل 9 وفيات مرتبطة بالوباء، وتضع هذه الأرقام اليمن في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث تفشي المرض، بعد جنوب السودان وأفغانستان.

وأشار التقرير إلى أن شهر شباط شهد انخفاضاً في عدد الإصابات الجديدة مقارنة بشهر كانون الثاني، حيث تم تسجيل 3,557 إصابة جديدة في شباط، بانخفاض قدره 42% عن شهر كانون الثاني الذي سجل 6,110 إصابة. ومع ذلك، ارتفع عدد الوفيات بحالة واحدة ليصل إلى 5 وفيات في شباط مقابل 4 وفيات في كانون الثاني.

وأوضح التقرير أن اليمن يواجه تفشياً واسعاً لوباء الكوليرا في ظل انهيار القطاع الصحي بسبب النزاع المستمر "هذا الانهيار في البنية التحتية الصحية يزيد من صعوبة احتواء انتشار المرض وتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين".

وعلى الصعيد العالمي، تم تسجيل أكثر من 70,488 إصابة جديدة بالكوليرا في 23 دولة، مع 808 وفيات مرتبطة بالمرض. هذه الأرقام تعكس تزايد المخاطر الوبائية في مناطق النزاع والهشاشة الصحية، حيث تعاني هذه المناطق من ضعف الأنظمة الصحية وعدم القدرة على مواجهة الأوبئة.

ويأتي هذا التصاعد في انتشار الكوليرا في اليمن في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة إنسانية حادة، حيث تعجز البنية التحتية الصحية عن التعامل مع تفشي الأوبئة. وتشير التقارير إلى أن أكثر من 80% من السكان في اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك الرعاية الصحية الأساسية.

وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن استمرار تفشي الكوليرا في اليمن قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الوضع الصحي وتوفير الدعم اللازم للقطاع الصحي في البلاد، وتدعو المنظمة المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المالي والفني لليمن لمواجهة هذه الأزمة الصحية المتفاقمة.

ويبقى الوضع الصحي في اليمن على حافة الهاوية، مع استمرار تفشي الأمراض والأوبئة في ظل ظروف إنسانية وصحية بالغة الصعوبة.