المؤتمر الأول لمجلس المرأة خطوة نحو ترسيخ الديمقراطية

يعد انعقاد المؤتمر الأول لمجلس المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي، محطة تاريخية في مسيرة نضال النساء، حيث يعكس الدور الريادي الذي تلعبنه في بناء مجتمع ديمقراطي، على الرغم من التحديات السياسية والاجتماعية الراهنة.

آفرين نافدار

الحسكة ـ أكدت عضوات حركة المجتمع الديمقراطي "TEV-Dem"، على أهمية لعب النساء دورهن في المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا، واستمرار النضال النسوي نحو مجتمع أكثر عدالة ومساواة.

تحت شعار "المرأة المُنظمة ضمانة المجتمع الديمقراطي"، انطلق أمس الخميس 8 أيار/مايو، المؤتمر الأول لمجلس المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي "TEV-Dem" بمدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا، ناقش قضايا جوهرية تهم المرأة، ودورها الريادي في بناء المجتمع الديمقراطي ومؤسسات الإدارة الذاتية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات المستمرة التي تواجه النساء في ظل المتغيرات السياسية.

 

دور النساء في تفعيل المؤسسات التنظيمية

حيث أوضحت الرئيسة المشاركة لحركة المجتمع الديمقراطي رمزية محمد، أن تقييمات المشاركات والكلمات التي ألقيت، ركزت على مدى لعب المرأة دورها داخل مؤسسات واتحادات المجتمع الديمقراطي، منذ بداية ثورة روج آفا وحتى اليوم، وكيف شاركن في تأسيس وإنشاء مؤسسات الإدارة الذاتية، وكيف بإمكان كل مؤسسة أن تنهض بالمجتمع.

ولفتت إلى أن المؤتمر تطرق كذلك إلى "دور النساء القياديات اللواتي قدمن حياتهن فداءً لأرضهن وتأسيس حركة المجتمع الديمقراطي "TEV-Dem"، كالشهيدة أفين كويي التي ناضلت لسنوات طويلة ضمن حركة المجتمع الديمقراطي، بالإضافة إلى المشاركين والمشاركات في مقاومة سد تشرين وارتقوا إلى مرتبة الشهادة، بالنسبة لنا يعد ذا قيمة كبيرة، وكنساء في مجلس المرأة ضمن حركة المجتمع الديمقراطي سنستمر في العمل والنضال على خطاهم".

 

"الحكومة السورية المؤقت لم تلبي ما كانت تطمح له ثورة المرأة"

وفيما يتعلق بالتغييرات التي شهدتها سوريا وتشكيل حكومة مؤقتة قالت إن الحكومة لم تتخذ بعد إجراءات وخطوات للنهوض بسوريا وشعبها، ولم تلبي ما كانت تطمح له ثورة المرأة "لقد سلط المؤتمر الضوء على العقلية المتطرفة التي تتبعها الحكومة السورية المؤقتة ضد النساء، حيث أقدمت مؤخراً على تعيين أحد العناصر الذين لطخت أيديهم بدماء الأبرياء والمناضلين كالسياسية هفرين خلف؛ قائداً عسكرياً من قبل وزارة الدفاع، وهو ما استنكرته المشاركات خلال المؤتمر".

وشددت على ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم "يجب محاسبة كل من لُطخت أيديهم بدماء النساء ومحاكمتهم دولياً"، منوهةً إلى أنه تم خلال أعمال المؤتمر عرض سنفزيون لأعمال ونشاطات مجلس المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي، واختتم المؤتمر بقراءة النظام الداخلي للمجلس، وانتخاب شعاراً له، وانتخاب عضوات مجلس المرأة لحركة المجتمع الديمقراطي والذي يتكون من 50 امرأة.

وقالت في ختام حديثها "يقع على عاتقنا كمجلس المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي، أن نعمل جاهدين لبناء مجتمع ديمقراطي وحل المشاكل التي نواجهها، وأن يكون هناك عمل مشترك بجهود مشتركة ما بين الجنسين لتحقيق المساواة والديمقراطية بحيث تمارس المرأة كافة حقوقها".

 

 

تطلعات النساء للمستقبل

من جانبها اعتبرت عضوة منسقية حركة المجتمع الديمقراطي جيهان حسين، انعقاد المؤتمر الأول لمجلس المرأة، بمثابة احتفال ومهرجان للنساء خاصة عضوات الحركة، فأخيراً قد توج نضالهن على مدى سنوات طويلة بهذا المؤتمر الذي عقد تحت شعار "المرأة المُنظمة ضمانة المجتمع الديمقراطي".

ولفتت إلى أن المؤتمر عقد في يوم تاريخي، حيث جاء في وقت تحاك فيه سياسات ممنهجة ضد النساء وتتعرضن لهجمات وانتهاكات بكافة أشكالها "هذا المؤتمر رد على دعوة القائد عبد الله أوجلان للسلام والمجتمع الديمقراطي".

وقالت جيهان حسين في ختام حديثها "لدينا آمال كبيرة بأن المرأة سيكون بإمكانها أن تصل إلى ما تسعى إليه، ننادي جميع النساء في سوريا، أن تُنظمن أنفسهن ليكون بإمكانهن الرد على ممارسات وسياسات الحكومة السورية المؤقتة ولكل من يسعى إلى طمسهن وإنكار ما قدمنه وإقصائهن، وبالمقابل يكون بإمكانهن لعب دور أكبر في كافة المجالات وتشاركن في إعداد الدستور وإقرار القوانين واتخاذ القرارات".

 

 

"النساء في إقليم شمال وشرق سوريا متوّجات بالحرية والديمقراطية"

وبينت ناريشان عفرين الناطقة باسم حركة المجتمع الديمقراطي في كركلكي بأن المؤتمر سيكون الوسيلة لتطوير المرأة نحو مستقبل أفضل "المرأة دائماَ كانت الضحية الأولى لويلات الحروب والانتهاكات التي تمارس بحق المجتمع، واليوم تسعى النساء في إقليم شمال وشرق سوريا لتكن سباقات للحرية وتبني مجتمع أخلاقي وديمقراطي يحمي حقوق كافة النساء والمكونات الموجودة في المنطقة".

وعن المخاوف التي تواجهها سوريا نتيجة للعقلية المتطرفة التي تتبعها هيئة تحرير الشام قالت "نندد بتعيين الحكومة السورية المؤقتة قتلى النساء في مراكز إدارية للحكومة مثل تعيين حاتم ابو شقرا قائداً للفرقة 86 الذي تلطخت يداه بقتل القيادية هفرين خلف"، مؤكدة على إصرارهن لتحقيق حياة حرة "نحن دائماً نريد الحرية والسلام للشعوب التوّاقة للحرية، وحركة المجتمع الديمقراطي يناضل من أجل تحقيق السلام والديمقراطية في المجتمع".

 

المرأة المؤمنة بالمقاومة... تنتصر

وسلطت الضوء على مدى إيمان نساء إقليم شمال وشرق سوريا بالنضال ضد كافة الممارسات التي ترفض العبودية عليهن، مؤكدة "نحن نعرف جيداً حقيقة العدو والانتهاكات التي يفرضها على النساء والمجتمع، لأننا نساء متوّجات بايدلوجية القائد عبد الله أوجلان ومؤمنين بطريق النصر والمقاومة. مكونات إقليم شمال وشرق سوريا أحيت تاريخ المقاومة في سد تشرين وانتصرت ضد كافة الممارسات الوحشية".

واختتمت ناريشان عفرين حديثها بالكلمات التالية "ينعقد هذا المؤتمر بروح انتصار مقاومة سد تشرين، فالمحاور التي تمت مناقشتها والقرارات التي سيتخذها هذا المؤتمر سيتوّج النساء بانتصارات وسيرفع وتيرة نضالهن  بشكل أوسع وسيكون النصر للنساء في سوريا حرة ديمقراطية".

 

 

حركة المجتمع الديمقراطي كان له تأثير قوي على حماية مكتسبات الثورة

وهنأت فاطمة لاكتو عضوة حزب الاتحاد الديمقراطي، شعب إقليم شمال وشرق سوريا بشكل خاص وسوريا بشكل عام بانعقاد المؤتمر الأول لمجلس المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي "ينعقد هذا المؤتمر في فترة حسّاسة للغاية، حيث تشهد سوريا بشكل عام وإقليم شمال وشرق سوريا بشكل خاص الكثير من الضغوطات، وكانت مكونات إقليم شمال وشرق سوريا منذ فترة طويلة في صراع مع داعش ومرتزقة الاحتلال التركي، وفي ظل تلك الظروف كانت لحركة المجتمع الديمقراطي تأثير كبير على تنظيم الشعب وحمايته من ويلات الحروب".

وتابعت "حركة المجتمع الديمقراطي الركيزة الأساسية لتطوير النساء وتنظيمهم على أساس مشروع الأمة الديمقراطية، ومن خلال التجربة التي اكتسبتها النساء منذ بداية تأسيس ثورة روج آفا تعمل على حماية مكتسبات الشعب، وانخراط النساء في كافة ميادين الحياة".

كما وعبرت عن رفضها الشديد لتعيين الإرهابي حاتم أبو شقرا، مؤكدةً أن مجلس المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي سوف تسعى إلى تنظيم كافة النساء في المحافظات السورية "سنكون عوناً لكافة النساء المضطهدات في سوريا وخاصة المرأة العلوية والدرزية التي عانت الكثير من الانتهاكات من قبل المجموعات المسلحة التابعة لهيئة تحرير الشام والعقلية المتطرفة والوحشية التي يتبعونها ضد النساء والأطفال".

وفي ختام حديثها قالت فاطمة لاكتو "بتوحيد النساء وإرادتهن القوية، وبحبهن الكبير وسعيهن لعملية السلام سوف تكون المرأة قيادية في تحقيق السلام في كافة سوريا".