سباق المدينة في بيروت... أعاد نبض الحياة رغم الأزمات وشبح الحرب

أقامت جمعية "بيروت ماراثون" سباق المدينة لمسافة 10 كيلومتر في العاصمة اللبنانية بيروت، من الجنسين مع إشراك ذوي/ات الإعاقة، بهدف تعزيز نبض الحياة، وشكل فرصة لاستذكار ضحايا حرب غزة والغارات على لبنان.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ نظمت جمعية "بيروت ماراثون"، "سباق المدينة"، لكلا الجنسين من عمر 12 سنة وما فوق لمسافة 10 كيلومتر، ضمن نشاطات متعددة للجمعية لتشجيع ممارسة الرياضة وتعزيز الروح الجماعية، وبمشاركة ذوي/ات الاحتياجات الخاصة بمختلف الإعاقات.

بمشاركة 1050 عداء/ة نظمت اليوم الأحد 7 تموز/يوليو جمعية "بيروت ماراثون"، "سباق المدينة" على مسافة عشر كيلومتر، وكان اللافت مشاركة جمعية "Blind with vision" للمكفوفين فضلاً عن مشاركة ذوي/ات الإعاقة السمعية ومتلازمة داون وغيرهم.

حيث أحرزت العداءة اللبنانية جوان مكاري المرتبة الأولى في لقب "سباق المدينة" بزمن قدره 37.17 دقيقة، تلتها أمل صباح بزمن 41.11 دقيقة وتلتها سيرينا حايك بزمن قدره 41.16 دقيقة، وبذلك لم يتمكن العدائين/ات من كسر الرقم المسجل العام الماضي 32.02 للرجال و32.59 للنساء الذي حققته الأثيوبية بانتو ريبيتو.

وقالت رئيسة ومؤسسة "ماراثون بيروت" مي الخليل لوكالتنا "بدأت رحلتنا في الركض منذ العام 2003، ومنذ انطلاقتنا كان شعارنا "سلام، محبة، ركض"، ومن خلال الركض نتطلع إلى كيفية توحيد صفوفنا، ونركض من أجل قضايا معينة، ولكن الأهم من ذلك هو أننا نشجع ما بات يُعرف بثقافة الركض، ومن خلال برنامج 542، يتمرن العداؤون قبل خمسة أشهر، ليركضوا مسافة 42 كيلومتراً، واليوم نرى نتائج هذه التمارين التي بدأنا بها، في هذا السباق التحضيري ليجتازوا مسافة الماراثون الكلي".

وأضافت "المشاركون/ات اليوم يركضون في وسط بيروت، هذه المدينة التي تستفيق اليوم على وقع أقدام العدائين/ات، يقولون مع كل خبطة بأقدامهم أن في قلوبنا سلام لهذه المدينة، واليوم نؤكد أنه ليس مهماً عدد المشاركين، فسباقنا سباق تنافسي، وجميع العدائين/ات من المحترفين، ولكن الأهم أن لدينا تواجداً من كل المرجعيات والقوميات ومن كل المناطق اللبنانية، وفي الوقت عينه لدينا ضمن البرنامج التدريبي 542، تدريبات على مدى 5 أشهر للمشاركة في ماراثون 42 كلم، بهدف تشجيع القدرات خصوصاً مع فريق Blind With Vision للعدائين الذي يعانون من إعاقة بصرية، واليوم هم متواجدون معنا".

 

 

من جهتها قالت المدربة ماري قليعاني "أنا المؤسسة والمدربة لفريق Blind With Vision، وهذا الفريق يختص بتمرين الأشخاص الذين لديهم إعاقة بصرية، ليتمكنوا من الركض أو ممارسة أي رياضة وإدماجهم في المجتمع، منذ عام 2017 لغاية اليوم قمت بتدريب تسعة من فاقدي البصر ليجتازوا خط البداية في أي سباق، وفي العام التالي ركضنا مع أول فتاة كفيفة في الماراثون مسافته 42 كيلومتر، كما ركضنا مع فتاتين ضريرتين مسافة 21 كيلومتر، ولغاية اليوم شاركنا في عدد من السباقات (10 كلم و21 كلم)".

وأضافت "فريق Blind With Vision أول من ساعد امرأة عربية كفيفة في الركض مسافة 42 كيلومتراً، وهناك شاب وشابة ركضا أيضا لمسافة 42 كيلومتر، وأيضاً قمنا بما يعرف بالـ (ترياثلون) أو السباق الثلاثي، الذي يبدأ بالسباحة ومن ثم على دراجة هوائية وينتهي بالركض".

 

 

وقالت المشاركة مريم موسى من منطقة الزهراني جنوب لبنان "نحن مجموعة من الشباب نركض في صيدا ضمن فرق عدة، بدأنا التمرين السنة الماضية من خلال برنامج 542 مع جمعية "بيروت ماراثون" شاركنا في أغلب سباقات الماراثون".

وأضافت "أشجع كل النساء والفتيات على المشاركة في هكذا نشاطات، وبالتأكيد كل منهن حسب قدرتها، الكل في مقدور الركض، من كل الأعمار ومن كل مستويات اللياقة البدنية، خصوصاً من خلال برنامج "بيروت ماراثون" الذي يشجع الجميع ويبدأ مع الجميع من الصفر، وهذا الأمر يخلق ترابطاً بين العدائين/ات".

 

 

وقالت المشاركة زويا حمّيد "أركض منذ عام 2017 مع فريق We Lead، وهذا بالتأكيد أمر مهم جداً بالنسبة لي كامرأة، وأشجع عائلتي وأولادي لأن الركض يساعد على التخلص من التوتر، ونحن عائلة واحدة في الفريق، إن كان من الفتيات أو من الشباب، فضلاً عن تشجيع أولادي وزوجي وأيضاً المدرب".

 

 

وقالت المتسابقة سامية داغر، من عاصمة الشمال طرابلس "جئنا من شمال لبنان ضمن فريق " We Lead" أركض منذ سنتين وأجد نفسي في هذه الأنشطة، والتنظيم اليوم كان رائعاً وكل شيء كان مؤمناً".

 

 

من جانبها قالت المشاركة تمام منذر "جئت من إبل السقي في جنوب لبنان، رغم القصف الذي يتعرض له الجنوب لأشارك في هذا اليوم المميز، ولنثبت أننا نستمر رغم كل شيء".

 

 

فيما قالت فاديا العنز "نحن من حاصبيا جنوبي لبنان ودائماً نشارك في الماراثون منذ نحو عشر سنوات، لأننا نحب الحياة ونحب الرياضة، وأيضاً لدينا هدف أكبر، وهو أن يعود لبنان كما كان بلد السلام والأمان والمحبة، ونتمنى أن يأتي الجميع إلى لبنان للمشاركة في هذه النشاطات المهمة، ونحن دائماً نشارك في السباقات ومن بينها سباق "بيروت ماراثون" فضلاً عن "ماراثون حاصبيا" و"ماراثون راشيا"، كما شاركنا مؤخراً في ماراثون أقيم في عنجر".

 

 

وقالت نظيرة جنبلاط الآتية من عاصمة الجنوب صيدا "أركض منذ سنة مع مجموعة 542، وقد شاركت السنة الماضية في سباق الـ 21 كيلومتراً، وهذه السنة نتدرب مع الفريق لنشارك في ماراثون الـ 42 كيلومترا، وقد شاركت اليوم في السباق التحضيري مسافته 10 كم تحت عنوان سباق المدينة Run the city، وكانت تجربة رائعة للغاية، ولكن الطقس لم يساعدنا بسبب شدة أشعة الشمس".

وتابعت "أمارس الرياضة منذ أربع سنوات، وأشجع الجميع على ذلك، كما أن أولادي يشاركوني في هذه الهواية، وقد شاركوا سابقاً في مسابقات ركض حيث وصلت ابنتي إلى المركز الثاني وابني للمركز الرابع، وقد حققت اليوم رقم 56 دقيقة، وأطمح لتحقيق رقم دون خمسين دقيقة، كما أطمح لتحقيق رقم 4 ساعات وربع الساعة في سباق الماراثون الذي يمتد على مسافة 42,195 متر، حيث ستكون أول تجربة لي في هذا النوع من السباقات".