"سأكتب عن كل امرأة شعرت بنفس الألم"... فتاة توجه نداء لحماية النساء

شهدت العديد من المدن في موريتانيا احتجاجات شعبية للمطالبة بإنزال أقسى العقوبات، بحق الأشخاص الذين اغتصبوا فتاة جامعية، بالإضافة إلى سن تشريعات متعلقة بمكافحة الجرائم الجنسية، ومواجهة الإفلات من العقاب.

مركز الأخبار ـ وجهت الفتاة التي تم اغتصابها قبل عدة أيام رسالة عبر وكالتنا إلى الرأي العام عقب الجريمة البشعة التي تعرضت لها وهي جالسة إلى جانب والدها المصاب بمرض عصبي، حيث قاموا بالاعتداء عليها واغتصابها بشكل جماعي، تحت تهديد السلاح.

بعد الجريمة البشعة التي تعرضت لها الفتاة من قبل مجموعة من الأشخاص حيث تم اغتصابها بشكل جماعي بحضور والدها المقعد، ووجهت الفتاة رسالة عبر وكالتنا إلى الرأي العام قالت فيها "كانت ليلة عادية ككل الليالي في الحي، كنت أجلس قرب أبي أرتب كتبي الجامعية، وأفكر في محاضراتي وضجيج زملائي، والأحلام الصغيرة التي أزرعها في خيالي، كان أبي يراقبني بعينين أثقلتهما السنين والمرض، كأنه كان يحاول أن يخبرني بشيء ما لكن صمته الطويل بقي سيد الموقف كعادته، ربما يخبر به أمي التي غادرت المنزل للتو، فهي الوحيدة التي تقرأ لغة عيناه، فجأة شعرت بشيء لا أعرف تفسيره بالضبط ربما كانت الرياح التي أصبحت أكثر برودة فجأة، شعور غريب راودني فجأة لكنني تجاهلته، ولأن الباب نصف مغلق أردت أغلقه تماماً، وهنا كانت المفاجأة المؤلمة ثلاثة شياطين في صورة بشر انقضوا علي دفعة واحدة، ولم أتمكن حتى من أن أسألهم من هم أو ماذا يريدون، اندفعوا إلى الداخل بقوة، حاولت أن أصرخ لكنهم وضعوا سكيناً على رقبتي.

قلت لهم خذوا كل شيء المال، الهاتف فقط دعونا، أعطيتهم هاتفي بيدي المرتجفة، كانوا يهمون بالمغادرة وكأن رغبتي البسيطة قد لامست فيهم بقايا إنسانية لكن فجأة توقف أحدهم والتفت ببطء، ثم نظر إلى أبي وكانت نظرته تلك بداية النهاية.

قال بصوت جاد إذا صرختي سنذبحه، تحولت اللحظة إلى مشهد سينمائي مشوه رأيت أبي طريح الفراش، يحاول أن يتحرك يحاول أن ينطق، لكن المرض كان أسرع من أي رغبة في المقاومة، عيناه كانت تتحدث كل شيء عن توسلاته الصامتة، أخذوني إلى المطبخ كان المكان ضيقاً، مكتفاً بأشيائنا البسيطة هناك مزقوا حجاب الإنسانية من وجوههم، وأصبحوا وحوشاً لا تعرف الرحمة، فعلوا فعلتهم، تباعاً، وأنا أحاول أن أهرب إلى داخلي، أن أختبئ في زاوية مظلمة من روحي، بعيداً عن هذا الجسد الذي لم يعد ملكي، كان والدي هناك لم يتحرك لم يصدر صوتاً لكنني شعرت بدموعه التي لم تنزل على خديه، بل انسكبت داخله، كان يبكي دون أن يبكي وأنا أموت دون أن أصرخ.

وعندما انتهوا غادروا وهم يضحكون، كأنهم أبطال عادوا منتصرين من حرب لم يكن فيها سوى الضحية بقيت أنا في ذلك المطبخ، قطعة مكسورة من شيء كان يوماً ما إنساناً، كنت هناك وحيدة أحتضن ظلي المكسور، وأحاول أن أجد في داخلي ما تبقى مني.

اغتصبوني نعم، لكنهم لم يغتصبوا حقي في الحلم سأكتب عنهم، عن هذه الليلة، عن أبي الذي لم يستطع أن يحرك ساكناً، سأكتب عن كل امرأة شعرت بنفس الألم، بنفس المرارة، بنفس الضياع، سأكتب لرئيس الجمهورية، أنا فتاة ضاعت وانتهى أمري، فهل تضيع أخرى؟".

وفي أعقاب حادثة الاغتصاب الجماعي التي تعرضت لها فتاة جامعية في منزل عائلتها بأحد أحياء العاصمة نواكشوط، خرجت مظاهرات في العديد من المدن أمس الاثنين الثاني من كانون الأول/ديسمبر، للتنديد بجريمة الاغتصاب، وتم رفع شعارات تدعو بإنزال أشد العقوبات على الجناة، وتحسين التشريعات المتعلقة بمكافحة الجرائم الجنسية، ومواجهة الإفلات من العقاب.

 كما أن عدد من المنظمات الحقوقية استنكروا الحادثة وما تعرضت له الفتاة، على الرغم من إعلان السلطات القبض على الفاعلين وإحالتهم للتحقيق.

وأكد المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان في بيان له بشأن الحادثة، على ضرورة أن ينال مرتكبو هذا الجريمة عقوبة رادعة من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي تؤثر نفسياً واجتماعياً ولديها تأثيرات خطيرة على المجتمع.

كما تفاعل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع الفتاة وطالبوا بإجراء تحقيقات لضمان العدالة، مشددين على أن هذه الجريمة تستوجب محاسبة صارمة وعادلة لكل من تورط بها.

وخلال السنوات القليلة الماضية تعرضت العديد من الفتيات للاغتصاب، وتم قتل العديد ضحايا تلك الجرائم البشعة، وعلى الرغم من المطالبات الشعبية بمراجعة الترسانة القانونية الخاصة بحماية النساء في موريتانيا، ووضع خطط أمنية لحماية النساء والفتيات للقضاء على الجريمة المنظمة.