قلق أممي من تدهور الأوضاع في السودان بعد ورود تقارير بمقتل مئات المدنيين
دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى اتخاذ جميع التدابير، لتجنب إيذاء المدنيين في السودان بعد ورود تقارير تفيد بمقتل مئات المدنيين شمال ولاية دارفور.

مركز الأخبار ـ اندلع النزاع في السودان في منتصف نيسان/أبريل 2023 والذي أسفر عن مقتل وإصابة آلاف المدنيين فضلاً عن نزوح الملايين خارج وداخل البلاد.
أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء 26 آذار/مارس، عن صدمته إزاء التقارير التي تفيد بمقتل مئات المدنيين وإصابة العشرات جراء سلسلة من الغارات الجوية شنها الجيش السوداني على سوق مزدحم في سوق طرة شمال ولاية دارفور.
وأوضح المفوض أن من بين الضحايا 13 شخص من عائلة، وفقدان عشرات المصابين حياتهم بسبب المحدودية البالغة للحصول على الرعاية الصحية، مشيراً إلى أنه تلقوا تقارير تفيد بأنه في أعقاب الهجوم، قام أفراد من قوات الدعم السريع باعتقال واحتجاز مدنيين تعسفياً في سوق طرة.
ونوه إلى أنه على الرغم من التحذيرات والمناشدات المتكررة لكل من قوات الدعم السريع والجيش السوداني لحماية المدنيين لا يزال السكان يتعرضون للقتل بطريقة عشوائية وللإصابة وسوء المعاملة بشكل شبه يومي، ولا يزالون حتى الآن هدفاً لهم.
ودعا المفوض طرفا النزاع إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة وفقاً للقانون، لتجنب إيذاء المدنيين وتفادي مهاجمة الأعيان المدنية، لافتاً إلى أن الهجمات العشوائية والهجمات على المدنيين مرفوضة وتشكل جرائم حرب، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك محاسبة كاملة للانتهاكات المُرتكبة في الهجوم الأخير.
من جانبها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أن الانتهاكات الجسمية ضد الأطفال في ولايات دارفور تصاعدت منذ بداية العام الجاري، حيث تم التحقق من 110انتهاك في شمال دارفور وحدها، وتسجيل زيادة كبيرة بنسبة 83% في عدد ضحايا الأطفال في السودان مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.
وأشارت إلى إنه في مدينة الفاشر شمال دارفور قُتل وشُوّه أكثر من 70 طفلاً في أقل من ثلاثة أشهر، لافتاً إلى أن هذه الأرقام لا تعكس سوى حوادث مُتحقق منها، لأنه من المتوقع أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير حيث يكافح الأطفال يومياً من أجل البقاء على قيد الحياة.
وحذر من أن الموت يمثل تهديداً للأطفال، سواءً بسبب القتال الدائر أو انهيار الخدمات الحيوية التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة.
وقالت المنظمة إن أكثر من 457 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد شمال دارفور بينهم 146 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم وهو الشكل الأكثر فتكاً، كما تواجه ستة مناطق داخل الولاية خطر المجاعة وجميعها من بين الأكثر تضرراً من العنف والأصعب في الوصول إليها.
ولفتت إلى أن 2300 طفل في مخيم زمزم للنازحين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم ويتلقون العلاج حالياً، مضيفةً أن مخزونات الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام ستنفد خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
وطالب ممثل اليونيسف في السودان طرفا النزاع والمنظمات الإنسانية إلى اتخاذ إجراءات جماعية الآن لوقف النزاع واحترام القانون الدولي بما في ذلك مرور المساعدات دون عوائق، لأن حياة الأطفال تعتمد على تلك المساعدات.