نساء شرق كردستان ترفضن التصويت في الانتخابات الرئاسية الإيرانية
أكدت الناشطة في مجال حقوق المرأة سناء. م، أنها ترفض التصويت لحكومة مناهضة للنسوية والديمقراطية والعدالة.
سارة قادر زاده
مهاباد ـ أجريت أمس الجمعة 28 حزيران/يونيو، الانتخابات الرئاسية في عموم إيران بين 4 مرشحين، لكن ما يتحدى الجمهورية الإسلامية وشرعيتها للمرة الثانية هو انخفاض مشاركة الشعب في هذه الانتخابات.
الانتخابات الرئاسية هي الانتخابات الثانية التي ستجرى بعد الانتفاضة الشعبية الأخيرة، حيث سبق أن أجريت الانتخابات البرلمانية في آذار/مارس الماضي، لكن ما أثار قلق الحكومة الإيرانية هو عدم مشاركة الشعب في هذه الانتخابات.
مهاباد ومقاطعة الانتخابات
وعلى الرغم من الجهود المكثفة التي بذلتها الحكومة ومرشحو الرئاسة خلال حملاتهم الانتخابية، إلا أن مقراتهم في إيران، وخاصة في شرق كردستان، كانت فارغة للغاية، وفي يوم الانتخابات في مدن مثل مهاباد، انخفضت مشاركة الناس بشكل كبير مقارنة بالانتخابات السابقة.
وبحسب التقارير لمدينة مهاباد، فقد سجلت أدنى نسبة مشاركة في جميع مناطق المدينة والقرية، حيث تضم 77 فرعاً في مدينة مهاباد، و40 صندوقاً في مركز المدينة، و27 صندوقاً في منطقة خليفان.
وفي مدينة مهاباد، كان أغلب الناخبين من غير المواطنين، ومن قوات الجيش والأمن وعائلاتهم، ورفض العديد من السجناء والموظفين والطلاب التصويت رغم التهديدات والوعود التي واجهوها.
المساحة الأمنية لمهاباد
ورغم أنه قبل أيام قليلة من بدء الانتخابات وفي نفس الوقت الذي كان فيه المرشحون الرئاسيون يقومون بحملاتهم الانتخابية، كانت أجواء هذه المدينة خاضعة لرقابة أمنية صارمة، ولكن في يوم الانتخابات أصبحت الأجواء أكثر تشديداً.
وكانت بعض المناطق الحساسة للحكومة، مثل الإذاعة والتلفزيون وقواعد الجيش والحرس الثوري الإيراني، وكذلك مبنى المحافظ، تخضع لحراسة مشددة. وبحسب المواطنين، فإن المنطقة المحيطة بمبنى المحافظ كانت محاطة بقوات الشرطة وأشخاص يرتدون الزي الرسمي، وتم إغلاق مسارات السيارات المؤدية إلى هذا المبنى بشكل كبير.
إعلان حكومي لمشاركة الشعب في الانتخابات
وبعد ساعات قليلة من بدء الانتخابات، تلقى العديد من الأشخاص في إيران رسائل ترويجية للتشجيع والمشاركة في الانتخابات، وبأمر من الحكومة تم توزيع الأموال على المواطنين.
وبعد صلاة الجمعة في مسجد مهاباد الكبير، حاول مؤيدي الحكومة إجبار الناس على التصويت، الأمر الذي قوبل باحتجاجات واسعة من الأهالي، بل ويقال إن بعض المواطنين غادروا المساجد.
وبحسب شهود عيان، فإن الحكومة أجبرت الناس على المشاركة في الانتخابات عبر مسؤوليها المختلفين في لجنة الإغاثة والسجون والصفحات الإلكترونية في مجال التوظيف، فضلاً عن المراكز الحكومية التي يتعامل معها الموظفون، تحت ذرائع مختلفة والتهديد ولكن لا يزال الكثيرون يرفضون القيام بذلك.
نساء رائدات تبحثن عن العدالة
لعبت المرأة دوراً هاماً في مقاطعة واسعة النطاق للانتخابات في مدينة مهاباد، وتقول شرمين جلالي إحدى نساء المدينة "قلنا لا لهذه الانتخابات لأننا لن ننسى الجرائم التي ارتكبها النظام بحق الشعب أبداً. لن أصوت ولن أؤيد هذه الانتخابات الاستعراضية، وكان من المثير للاهتمام بالنسبة لي أن الكثيرين وافقوا على ذلك وانضموا إلي. لقد فقدنا العديد من الشباب والشابات خلال الانتفاضة الأخيرة، لذلك لن نشارك في إراقة الدماء لأننا نعلم أن الانتخابات ستتحول إلى رصاص وقوانين مناهضة للمرأة".
من جانبها قالت سناء. م، ناشطة في مجال حقوق المرأة وباحثة في العلاقات الدولية "كامرأة في هذا المجتمع، أشعر دائماً بالتمييز والتهميش كوني كردية، فأنا محرومة من الوظائف الرئيسية في إيران، ولهذا السبب فإن الفجوات الاجتماعية والسياسية والثقافية واسعة في إيران، لذلك أقول لا للحكومة المناهضة للنسوية والديمقراطية والعدالة. لا أستطيع أن أؤمن بالإصلاحية في حكومة لا تقوم على الديمقراطية، الإصلاحية خيانة حيث لا توجد مساواة، كما أننا محرومون من التعليم باللغة الأم".
وانتهت الانتخابات الرئاسية في مهاباد، رغم أن الدوائر الانتخابية، حتى بعد تمديد ساعات التصويت عدة مرات، لا تزال تشهد أدنى معدل مشاركة، وكانت مسألة الانتخابات غير مهمة على الإطلاق في نظر الناس.