نساء مدينة سنه تنددن بالكارثة البيئية المميتة
في أعقاب وفاة الناشط البيئي حميد مرادي في كارثة الحريق الأخيرة، أصدرت مجموعة من الناشطات في مدينة سنه شرق كدستان، بياناً وصفت فيه الحادثة بأنها ليست مجرد مأساة بيئية، بل انعكاس مباشر لانعدام الكفاءة والمسؤولية لدى المؤسسات الحكومية.

ماريا قديمي
سنه ـ حول الكارثة البيئية التي أدت إلى وفاة أحد النشطاء البيئيين وإصابة ستة آخرين، أصدرت مجموعة من الناشطات بياناً اعتبرن فيه أن هذه الكارثة نتيجة مباشرة لإهمال المؤسسات الحكومية وعدم تحملها للمسؤولية.
دعت الناشطات من خلال بيان، المجتمع المدني والمعنيين بالبيئة إلى متابعة المطالب العادلة التي تمثل حق كل مواطن يشعر بالقلق تجاه الطبيعة والبشر، وقد قرأت البيان ثريا خدري ممثلة عن مجموعة الناشطات.
نص بيان الناشطات:
حميد مرادي، محامي وناشط لا يكلّ في حماية البيئة، لم يحترق فقط في نيران الطبيعة الملتهبة، بل أيضاً في نيران لا مبالاة المؤسسات التي يُفترض أنها مسؤولة عن حماية حياة وكرامة هذا الوطن، لكنها كانت تكتفي بالمراقبة، حتى رحل عنا. لم يكن مجرد محامٍ أو ناشط، بل كان صوت الطبيعة المجروحة، والخط الدفاعي الأخير للكائنات العاجزة، وصرخة حاولت أن توقظنا.
وفاة حميد مرادي وغيرهم من ضحايا البيئة يشكل دليلاً جديداً على فشل أخلاقي وتنفيذي ممنهج، أظهر مراراً أن حياة البشر والبيئة لا قيمة لها في حساباته. المسؤولون لا يكتفون بمشاهدة وفاة النشطاء بلا مبالاة، بل يضيقون على القلة المتبقية من الأصوات المستقلة والمخلصة. لقد نسوا أن حماية البيئة والطبيعة مسؤولية غير قابلة للنقاش للحكومة، وليست منّة أو خياراً.
كارثة الحرائق التي تلتهم الجبال والغابات والمراعي والكائنات الحية لم تعد كارثة طبيعية، بل نتيجة مباشرة لإدارة غير علمية وكارثية وفشل ممنهج. حينما لا يكون هناك من يتحمل المسؤولية، ولا تتوفر طائرات، ولا بدلات مقاومة للنيران، ولا معدات السلامة، ولا حتى دعم أساسي، فما معنى الحديث عن التنمية والمسؤولية؟
إلى متى سيظل الشعب يملأ الفراغ بأيديهم العارية وأرواحهم المعرضة للخطر؟ أليس لهذا البلد مؤسسات إدارة الأزمات؟ أين هيئة الغابات، البيئة، الأزمات، الجيش، الهلال الأحمر، الدفاع المدني والحكومة؟ أين هم حينما يجتاز شاب طرقاً وعرة بسلاح حبه لوطنه ويقدم روحه للّهب؟ ما فائدة كل هذه المؤسسات والهياكل والميزانيات إن كانت عاجزة عند الحاجة؟
حان الوقت لنتجاوز الشعارات ونطالب بإجابات عملية. مطلبنا واضح: على الحكومة أن توفر المعدات والقوى، محطات ثابتة، أنظمة إنذار، وفِرق متخصصة. عليها أن تتحمل مسؤولية كل التقصير والإهمال وفقدان أرواح مثل حميد وزملائه.
حتى تتم محاسبة المسؤولين عن لا مبالاتهم وهروبهم من المسؤولية، ستستمر هذه الكوارث في التكرار. الإنسان من تراب وإلى التراب يعود، لكن بين البداية والنهاية هناك مهمة مشتركة: حماية الأرض. وقد وقّع حميد وضحايا البيئة هذه المسؤولية بدمائهم.
الآن دورنا قد حان. لا يجب أن نسمح أن تُنسى أسماؤهم وذكراهم. يجب أن نتابع بالمطالبة بالتضامن، بنشر الثقافة، وبصوت لن يُكتم بعد الآن. الطبيعة تصرخ اليوم، إما أن نسمع ونغيّر، أو نُحرق جميعاً في النار التالية.
وفي نهاية البيان، دعت ناشطة نسائية الحضور والنشطاء وأهالي مدينة سنه إلى التوقيع على البيان لمن يوافق على هذه المطالب، واعتبرته واجباً على كل ناشط بيئي ومدني لأن البيئة هي الأم الجامعة للجميع، مطالبة الجمعيات اختيار ممثلين لعقد اجتماع لمتابعة المطالب مع المسؤولين خلال الأيام المقبلة.