نساء إقليم شمال وشرق سوريا: الهوية البصرية تجاهل للتعدد الجغرافي السوري

أكدت نساء إقليم شمال وشرق سوريا من مختلف المكونات، أن الهوية البصرية التي أعلنت عنها الحكومة السورية المؤقتة لا تمثلهن "حان الوقت لإرساء الأمن والاستقرار في سوريا".

رونيدا حاجي

الحسكة ـ أثار إعلان الحكومة السورية المؤقتة عن الهوية البصرية الجديدة باسم الجمهورية العربية السورية وذلك خلال حفل أقيم في العاصمة السورية دمشق، تفاعلاً واسعاً بين السوريين، وتفاوتت الآراء حولها بين التأييد والتحفظ.

اعتبر كثيرون أن الهوية البصرية الجديدة التي أعلنت عنها الحكومة السورية المؤقتة، تحديثاً شكلياً لا يحقق قطيعة حقيقية مع رموز الماضي، خاصة أن العُقاب يشبه رموزاً استخدمتها جهات ذات طابع ديني أو عسكري مثير للجدل.

 

"لم تقدم أي حل حتى الآن"

وفي هذا السياق، اعتبرت يلماز محمد إحدى مهجرات عفرين أن إعادة النازحين إلى ديارهم ومناطقهم أولى من إطلاق الهوية البصرية التي رأت فيها تجاهلاً للتعدد الجغرافي والسياسي في البلاد "عندما تمت الإطاحة بنظام البعث اعتقدنا إن سوريا ستتجه نحو عهد جديد، لكن للأسف اليوم لم تستطع الحكومة المؤقتة معاناة الشعب السوري، بل تعمل وفقاً لمصالحها الخاصة ونظامها الديني".

وأضافت "حتى الآن، لم يتم تُقدّم أي حل، وبالإضافة إلى ذلك تُنفذ مخططات لقتل وإبادة الشعوب، معاناة النزوح مستمرة في سوريا، وتظهر صرخات الأمهات والأطفال على الساحل السوري صدىً لجرائم ومخططات ضد الشعب".

وشددت على أن "الحرب الدائرة في سوريا منذ عام ٢٠١١ لم تنتهِ، نريد حلاً الآن، إنه ليس الوقت المناسب للإعلان عن الهوية البصرية، كما أنها مرفوضة، إنه الوقت المناسب لإرساء الأمن والاستقرار وعودة النازحين".

وأعربت يلماز محمد عن تمسكها بهويتها وقوميتها "نحن كرد، وهويتنا كردية، ولا نقبل العيش بهوية أخرى، في الوقت نفسه، ينطبق هذا أيضاً على المكونات الأخرى، مشروع الأمة الديمقراطية وحده كفيل بضمان الحل للقضايا العالقة في سوريا، لذلك، لم تعد الأنظمة الأحادية والدينية والعنصرية مقبولة، وندعو جميع المكونات إلى رفض هذه الهوية كونها لا تمثل وجودنا، وعلينا الدفاع عن هويتنا الأم".

 

"وحدة الشعب السوري تكمن في تقبّل أطيافه وأعراقه وأديانه"

من جانبها، أكدت نائبة رئيسة الاتحاد النسائي السرياني ستير مراد على أن وحدة الشعب السوري تتحقق بقبول هوية جميع مكوناته "المطلب الرئيسي للشعب السوري هو العيش بأمان والعودة إلى دياره وأراضيه، وإن إعلان الهوية البصرية مرفوض، فالأولية لإيجاد حل لمعاناة سوريا، ومن ثم اختيار الهوية البصرية بما يتوافق مع آراء مكوناتها".

وشددت "لا نقبل التقسيم، بل نريد وحدة الشعب السوري، إلا أن الحكومة السورية المؤقتة سواء في الدستور أو في إعلان الهوية البصرية لا تريد ذلك، فوحدة الشعب السوري تتحقق بقبول أطيافه وهوياته وأديانه ومذاهبه"، مضيفةً "لا يعيش في سوريا المكون العربي فقط، فسوريا مهد الحضارات، لذلك يجب أن يكون هناك توازن بين مكوناتها".

واختتمت حديثها بالقول "لم تعد المرأة مجرد أم وزوجة، بل تولت زمام القيادة في كل مجالات الحياة خلال ثورة روج آفا وأخذت مكانها، واليوم، النظام الذي تُديره الحكومة السورية المؤقتة هو نظام ينكر وجود المرأة، ولذلك فهو ليس نظاماً عادلاً، ونحن لا نقبل هذا، لأن نظام البعث أُسقط بنضال المرأة ومقاومتها".

 

"الهوية البصرية تمثل مكوناً واحداً"

بدورها أفادت الرئيسة المشتركة لحركة الشباب الأرمني لوسناك كافوريان، بأن سوريا تنتقل من نظام ديكتاتوري إلى نظام إرهابي ديني "شعوب إقليم شمال وشرق سوريا التي قامت بثورة روج آفا، حاربت داعش ودفعت ثمناً باهظاً وقدمت تضحيات كثيرة، واليوم، لم تراع الحكومة السورية المؤقتة رأي الشعب في وضع الدستور ولا في الهوية البصرية".

وأضافت "هذه الهوية لا تمثلنا، فمن يقتل إخوتنا العلويين والدروز والسريان في الأماكن المقدسة لا يمثلنا، لن تُبنى سوريا على أيدي الأجانب الذين يريدون فرض ثقافة سفك الدماء على الشعب السوري، بل ستُبنى بسواعد الشباب والنساء وعلى أساس التنوع الثقافي والديني، لا نقبل الهوية التي تحمل اسم الجمهورية العربية السورية، وسنخوض نضالنا ضدها".