نقابة الصحفيين الفلسطينيين تنظم وقفة احتجاجية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة
طالب المشاركون والمشاركات في الوقفة الاحتجاجية التي نظمت بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة بوقف استهداف الصحفيين الفلسطينيين، وتوفير حماية دولية عاجلة لهم، ومحاسبة القوات الإسرائيلية.

نغم كراجة
غزة ـ في اليوم الثالث من أيار/مايو، الذي يُحتفل فيه باليوم العالمي لحرية الصحافة، نظّمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين وقفةً تضامنية في غزة، شهدت حضوراً واسعاً من الصحفيين والصحفيات والإعلاميين والإعلاميات وممثلي المؤسسات الحقوقية والإعلامية المحلية والدولية.
رفع المشاركون والمشاركات شعارات تُعبر عن غضبهم ورفضهم لاستهداف الصحفيين الفلسطينيين، مؤكدين على ضرورة توفير الحماية لهم في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة، كما أشاروا إلى أن الصحفيين الفلسطينيين لا يزالون يدفعون حياتهم ثمناً للحقيقة.
وكانت هذه الوقفة فرصة لتسليط الضوء على الجرائم المستمرة ضد الصحافة الفلسطينية حيث دُمرت العديد من المؤسسات الإعلامية، وقُتل العشرات من الصحفيين الفلسطينيين منذ بداية الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023. في هذا السياق، أكدت نقابة الصحفيين أنها ستواصل جهودها في فضح هذه الانتهاكات والعمل مع المؤسسات الدولية لضمان محاسبة مرتكبيها.
"حماية الصحفيين أولوية"
في كلمتها خلال الوقفة، أكدت بيداء معمر، أمين سر المجلس الإداري لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، على أن الصحفيين الفلسطينيين لا يزالون مستهدفين بشكل ممنهج من قبل القوات الإسرائيلية "نقف اليوم لنحيي أرواح زملائنا وزميلاتنا الشهداء الذين دفعوا دماءهم ثمناً للحقيقة، ونؤكد أن الصحفي الفلسطيني كان ناقلاً للحدث، وشاهداً على جرائم الاحتلال التي طالت البشر والحجر".
وأضافت أن النقابة وثّقت مقتل أكثر من 210 صحفيين منذ بداية الحرب، بينهم مراسلون ميدانيون ومصورون، في عمليات استهداف مباشر ومتعمد، مشيرةً إلى أن هذه الانتهاكات تمثل انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق الدولية التي تنص على حماية الصحفيين في النزاع.
كما أفادت أنه "لم يتوقف العدوان عند استهداف الأفراد بل طال المؤسسات الإعلامية حيث تم تدمير مقار عشرات الوسائل الإعلامية المحلية والدولية في محاولة ممنهجة لإسكات الصوت الفلسطيني وطمس الحقيقة"، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية الصحفيين الفلسطينيين ومحاسبة القوات الإسرائيلية إن "الصمت الدولي هو غطاءٌ لهذه الانتهاكات، وإن حرية الصحافة لا تُجزأ، ولا يمكن الحديث عنها ما دام الدم الفلسطيني ينزف والكاميرا تُستهدف".
"الصمت الدولي يُغطي الجرائم"
من جانبها، أشارت الصحفية صفاء الحسنات، عضو لجنة الجندر والنوع الاجتماعي في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إلى أن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة يجب أن يتجاوز الكلمات والاحتفالات الشكلية، ليركّز على واقع الصحفيين الفلسطينيين الذين يُقتلون يومياً بسبب عملهم، "نحن اليوم في غزة لا نحتفل بهذا اليوم بل جئنا لتوجيه صرخة ونداء للعالم الذي يحتفي بهذه الحرية ويستثني منها الصحفي الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة ممنهجة، ليس لدينا ذنب إلا أننا نحمل الكاميرا وننقل الحقيقة، الاحتلال الإسرائيلي يريد طمس الحقيقة وكل ما يحدث في غزة".
وبينت أن الصحافة الفلسطينية تُستهدف باعتبارها "آلة حربية"، حيث يُعامَل الصحفي الفلسطيني كهدف مباشر للقتل، مطالبة المؤسسات الدولية بأن تضغط لحماية الصحفيين في غزة، معتبرة أن الصمت الدولي وعدم وجود حماية حقيقية للصحفيين يُشجّع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم، "قُتل 210 صحفيين بدم بارد، لا يحميهم درع ولا مهنة ولا مواثيق دولية".
وشددت على ضرورة محاسبة كل من اعتدى على الطواقم الصحفية، بدءاً من الذين قُتلوا بدم بارد وصولاً إلى من أصيبوا أو تم اعتقالهم، ولا يجب الاكتفاء بالتنديد والاستنكار فقط.
ووجهت رسالة دعم لزميلاتها الصحفيات الفلسطينيات اللواتي يواصلن العمل في ظروف قاسية، قائلةً "إن الصحفيات الفلسطينيات يواصلن أداء مهامهن في الميدان رغم المخاطر، وتحملن المصاعب وخاطرن بأرواحهن من أجل إيصال الرسالة".
"الصحافة الفلسطينية تحت النار"
أما الصحفية منى بكر، فقد تطرّقت إلى الوضع الكارثي الذي يعيشه الصحفيون الفلسطينيون في ظل التصعيد الإسرائيلي، مؤكدة أن نقل الحقيقة أصبح يشكل "مخاطرة يومية"، وقالت "في اليوم العالمي لحرية الصحافة، يتفنن الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الصحفيين، منذ بداية حرب السابع من أكتوبر 2023 قُتل أكثر من 200 صحفي باستهداف مباشرة".
وبينت أن "استهداف الاحتلال لعوائل الصحفيين هو انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تلزم بحماية الصحفيين في أوقات النزاع، أصبح نقل الحقيقة ليس مجرد واجب مهني، بل مخاطرة حقيقية تهدد حياة الصحفيين في كل لحظة".
وأضافت "حتى سترة الصحافة أصبحت تشكل خطراً على الصحفيين حيث يتم استهدافهم دون تمييز بل إن الكاميرا أصبحت هدفاً مرصوداً، نحن هنا لرصد وتوثيق الانتهاكات، وبحاجة إلى دعم حقوقي ومعنوي لكي يكون لدينا المساحة الآمنة على الأرض لنقل الحقيقة".
"العالم مطالب بالتحرك الفوري"
من جهتها طالبت شيرين الكيالي، عضو الاتحاد الدولي للصحفيين بإيقاف استهداف الصحفيين "في اليوم العالمي لحرية الصحافة، أريد أن أقول للعالم الصامت الذي يرانا: أوقفوا هذه المقتلة... أوقفوا قتل الصحفيين، أصبحت الصورة قاتمة وداكنة ليس فيها سوى لون الدم الفلسطيني". مبينةً أن القوات الإسرائيلية تستهدف الطواقم الصحفية بشكل ممنهج يومياً على مرأى العالم دون أن يتحرك أحد لوقف هذا الإجرام.
وناشدت المؤسسات الدولية والعالم الحر للتحرك الفوري لمحاسبة القوات الإسرائيلية على انتهاكاتها بحق الصحفيين الفلسطينيين، مؤكدةً على أن ما يحدث في غزة هو جريمة موثقة، وصورة قاتمة في سجل الإنسانية، ويجب أن تتحمّل المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية، "لا نطلب تعاطفاً بل نطالب بحماية حقيقية، ومحاسبة جادّة، لئلا يتحوّل الصحفي إلى ضحية صامتة لا تجد من يروي قصتها."
واختتمت شيرين الكيالي حديثها بتوجيه نداءٍ مباشر "نحن لا نطلب امتيازات إنما نطالب بأبسط الحقوق التي تكفلها كل المواثيق الدولية وهي أن نعمل في بيئة آمنة، أن نحيا بعد أن ننقل الحقيقة، أن لا يُصبح نقل الخبر طريقاً إلى القبر ما لم يتحرّك العالم لوقف هذه المجزرة بحق الصحفيين الفلسطينيين، فسيُكتب التاريخ بلغة الدم، وسيبقى عاراً على جبين الصامتين".