ندوة حوارية في قامشلو تؤكد على ضرورة العمل على تأمين عودة آمنة وكريمة للمهجرين

نظم مجلس المرأة في شهباء وعفرين، التابع لحزب سوريا المستقبل، ندوة حوارية في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، تناولت فيها معاناة المهجرين قسراً وبحثت سبل مواجهة التحديات الراهنة وآفاق العودة الكريمة إلى الديار.

قامشلو ـ أجمع المشارِكون والمشاركات في الندوة من ممثلات المؤسسات النسائية والأحزاب السياسية ونساء مهجّرات من عفرين على أن قضية التهجير القسري لا تُعد مجرد حدث من الماضي، بل يمثل واقعاً مستمراً يستدعي تضافر الجهود الوطنية وتوحيد المواقف لضمان العودة الكريمة وبناء مستقبل آمن ومستقر.

في ظل استمرار تداعيات التهجير القسري الذي فرضته ظروف الحرب والنزوح، نظم مجلس المرأة في مجلس شهباء وعفرين لحزب سوريا المستقبل ندوة حوارية في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا اليوم الأربعاء الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، تحت عنوان "التهجير القسري وتحديات الواقع وآفاق العودة"، جمعت بين أصوات نسائية وفعاليات مجتمعية وسياسية.

 

نساء عفرين ودورهم في بناء السلام

وناقش المشاركون، أبعاد هذه القضية الإنسانية وما يترتب عليها من آثار اجتماعية ونفسية واقتصادية، وتطرقت إلى سبل تعزيز الصمود وضرورة العمل على تأمين عودة آمنة وكريمة للمهجرين، مع التأكيد على دور المرأة الفاعل في ترميم النسيج المجتمعي ومواجهة محاولات التغيير الديمغرافي التي تستهدف هوية المنطقة وذاكرتها.

وتضمنت الندوة محوراً اساسياً عن آثار النزوح وتداعياته على المرأة والمجتمع، وتطرق المحور الذي قدمته نوروز حسين الناطقة باسم مجلس المرأة بمشاركة نائبتها نهال اسماعيل، إلى التداعيات الإنسانية والاجتماعية والنفسية للنزوح على نساء عفرين والمجتمع المحيط بها، مؤكدات أن النزوح يعد من أبرز الظواهر الإنسانية والاجتماعية التي ترافق الحروب والصراعات، حيث تجبر العائلات على ترك منازلها بحثاً عن الأمان داخل حدود بلادها أو خارجها، ولا يقتصر النزوح على كونه انتقالاً جغرافياً، بل يمثل تجربة قاسية تنطوي على فقدان المأوى والممتلكات، وانقطاع الخدمات الأساسية، وتفكك الروابط الأسرية، إلى جانب تفشي الفقر والبطالة.

وتتضاعف معاناة المرأة في المناطق المحتلة من قبل الدولة التركية مثل عفرين، رأس العين، وتل أبيض، حيث تتعرض النساء لانتهاكات متعددة تشمل الخطف، التعذيب، الاغتصاب، والضغط النفسي والاقتصادي، في بيئة تفتقر إلى القانون والعدالة، وفي مخيمات النزوح مثل الشهباء، رغم وجود دعم من المنظمات النسوية.

 

نساء عفرين... رمز للصمود والإرادة الحرة

وتواجه النازحات تحديات جسيمة، أبرزها فقدان الخصوصية وغياب الخدمات الأساسية، ما ينعكس سلباً على صحتهن الجسدية والنفسية ويزيد من صعوبة التكيف مع الواقع الجديد، ورغم هذه الظروف القاسية، برزت نساء عفرين كرمز للصمود والإرادة الحرة، متجاوزةً جميع المحن لتؤدي دوراً في مجتمعها.

وتحولت المرأة بذلك إلى المعيلة والحامية والمربية، وكانت صوتاً للحق في وجه المعاناة، لم تكتفِ بذلك بل بادرت إلى إطلاق مشاريع صغيرة، وإنشاء مدارس مؤقتة، والمشاركة في مبادرات تعليمية وتنظيمية تهدف إلى تمكين النساء والأطفال، وأثبتت من خلال ذلك قدرتها على تحويل الألم إلى طاقة نضالية وبناءة، وجعلت من الخيمة رمزاً للكرامة والأمل.

 

أبرز مخرجات الندوة

وتم فتح باب النقاشات بين الحضور لمشاركة الخبرات وطرح الأفكار والتوصيات، إلى أن انتهت الندوة بعدة مخرجات من أبرزها، إنشاء مظلة نسوية إنسانية لدعم نساء عفرين تضم جميع منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي لتنسيق الجهود وتحقيق الاستدامة في تقديم الدعم، رفع توصيات رسمية إلى المنظمات الدولية بضرورة إدراج الدعم النفسي والاجتماعي للنساء ضمن خطط الإغاثة الإنسانية الأساسية، لضمان معالجة الآثار النفسية الناتجة عن النزوح والصراعات، إضافة إلى تنظيم ندوات ومؤتمرات دورية مماثلة لتبادل الخبرات ومتابعة تنفيذ التوصيات ومراجعة الإنجازات لضمان فاعلية البرامج المقدمة للنساء المتضررات، والتأكيد على أن تحرير المرأة جزء لا يتجزأ من تحرير الوطن، وأن حمايتها ودعمها يشكلان حجر الأساس في إعادة بناء السلام وتعزيز الديمقراطية.

كما أكدت الندوة على الدور الريادي لنساء عفرين في صمود المجتمع، وضرورة استمرار دعمها نفسياً واجتماعياً واقتصادياً حتى العودة الكريمة إلى ديارهم، كما شددت على أن تجربة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا تعتبر مثال يحتذى به لكل نساء سوريا، وأن تمكينها من حقوقها ومواصلة دعمها هو السبيل لضمان إعادة بناء مجتمع متماسك وعادل، قادر على تجاوز الآثار السلبية للنزوح والصراع.