ندوة الفريق النسوي في قمة الشعوب تعزز التضامن الإقليمي والدولي
طالبت المشاركات في ندوة رقمية بفتح مسارات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوداني وتحقيق العدالة للنساء مما يوفر لهن الأمن والاطمئنان وأكدن على اهمية بناء جبهة نقابية لوقف الحرب.
السودان ـ في إطار التعريف بما يحدث في السودان، نظم الفريق النسوي بالقمة العالمية للشعوب بالمنطقة أمس الثلاثاء 19آذار/مارس ندوة تحت عنوان "الحرب في السودان: الخلفيات السياسية وسبل التضامن"، التي ساهمت فيها ناشطات من الحزب الشيوعي السوداني.
لتسليط الضوء على الثورة الشعبية في السودان من حيث الأسباب المباشرة منها والعميقة والقوى الفاعلة فيها والتكتيكات المعتمدة والنتائج السياسية التي أفضت إليها حتى الآن تم طرح عدة أسئلة خلال الندوة الرقمية وهي "الأسباب التي أدت للحرب (الواقع السياسي والاجتماعي...)، وتداعيات الحرب وانعكاساتها على الوضع الإنساني الكارثي عامة وعلى المرأة السودانية خاصة، وما هي رؤية الحركات الثورية في السودان اليوم خاصة الحزب الشيوعي السوداني لاستعادة مسار الثورة ووقف الحرب؟
وقالت تيسير ازلاف من حزب النهج الديمقراطي العمالي المغربي "الندوة في إطار تخليد الثامن آذار يوم المرأة العالمي وإيماناً منا بدور المرأة السودانية في الثورة"، مشيرةً إلى بداية الثورة التي انطلقت في كانون الأول من عام 2019 "كان هدفها بناء نظام مدني ديمقراطي بعد أن عاش الشعب السوداني عهود من الظلامية العسكرية والديكتاتورية الإسلاموية ولكن رغم تواصل خمس أعوام نضال الشعب السوداني بالعاصمة والمدن لم تتمكن الثورة من الوصول الى أهدافها واقتلاع النظام الفاشي الديكتاتوري ومحاسبة القتلة وتحقيق مهام الانتقال السلمي المدني وتسبب هذا النظام في وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان ونشوب حروب في كل من دارفور والنيل الازرق وكردفان وحدوث موجات من النزوح واللجوء مما أدى لتفشي العنف الجنسي".
فيما قالت عضوة اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي السوداني نعمات كوكو عن الأسباب التي ادت للحرب في السودان من حيث الواقع السياسي والاجتماعي "هذا اليوم يشكل علامة فارقة في تاريخ المرأة السودانية ونضالها المستمر ضد القوة الظلامية ونضالها ضد حكم الحركة الاسلامية ومشروعها الذي أذاق شعبنا السوداني الاذلال وويلات التشريد والتهجير خارج الوطن في معسكرات النزوح داخل الولايات واللجوء خارج الوطن".
وأكدت على ضرورة تعزيز دور المرأة في كافة المبادرات الرامية لوقف الحرب، وترحيب الحزب الشيوعي السوداني بكافة المبادرات الرامية لوقف الحرب ولفتت إلى أنه عمل على فتح حوارات مع مجموعة من الأحزاب بالخارج ورحب بدور الأمم المتحدة، ورفض الحزب مشروع التسوية من قبل القوى المدنية "تقدم " ونبهت إلى ضرورة التشبيك مع كافة القوى التي ترفض إعادة إنتاج الأزمة، ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب.
وأشارت إلى ضرورة بناء أكبر جبهة مدنية عريضة لمناهضة الحرب وتستند إلى دور الجماهير كما نبهت إلى أن الشعب السوداني يتطلع إلى التضامن الإقليمي مع الشعوب وصياغة المواقف الدولية.
وفي ذات الاتجاه نوهت إلى ضرورة فتح المسارات الآمنة والعمل على حماية حياة العاملين/ات في توصيل المساعدات أثناء عملهم الإنساني وعززت من دور المبادرات المحلية متمثلة في غرف الطوارئ التي تقوم بمهام إنسانية.
وطالبت بضرورة تفعيل دور الأحزاب الشيوعية والديمقراطية في وقف الحرب وإعادة مسار الثورة السودانية، وضرورة تفعيل التضامن على المستوى الاقليمي وتعزيزه كقوة مدنية تضم أحزاب شيوعية وديمقراطية تنظر للحرب من منظور صراع اقتصادي لابد من التصدي له.
من جهتها تحدثت عضوة قطاع الأطباء بالحزب الشيوعي السوداني إحسان فقيري عن الأسباب التي أدت إلى حرب نيسان معتبرةً أنها قامت لدواعي السيطرة على الموارد في المنطقة العربية عبر وكلائها وكان دافعها الاقتصاد السياسي.
وأكدت على ضرورة الاصطفاف حول قوة الثورة "بذلك يمكننا الخروج من عنق الزجاجة"، مطالبةً بالعمل لتحقيق العدالة ووصفتها بأنها الأساس في إعادة أمن النساء وأمانهن.
كما نوهت إلى ضرورة إشراك النساء في العملية السياسية وفي مواقع اتخاذ القرار للمشاركة في عمليات السلام ونشر ثقافة السلام، مشددةً على ضرورة تكوين جبهة نقابية عريضة ضد الحرب ودعم هذه الكيانات النقابية بوصفها كيان مهني ولها دور سياسي في وقف الحرب واسترداد الديموقراطية.
كما أوصت بضرورة "فتح الحوار ليشمل كافة الحركات النسوية باستثناء نساء الحركة الإسلامية في ظل متاجرتهن باسم الوطن"، وأكدت على أهمية الدعم الدولي والاقليمي لجهود السلام ودعم الشعب السوداني، وكذلك على تفعيل دور النساء في الأحزاب اليسارية والشيوعية والعمل على رفع الوعي وسط الشعوب المضطهدة، وبناء حركة نسائية ديمقراطية على المستوى الإقليمي تؤمن بضرورة التغيير الاجتماعي.