مؤتمر ستار يدين مقتل الشابة شيرين أوسو ويطالب بالعدالة
أدان مؤتمر ستار، مقتل الشابة شيرين أوسو في مناطق مختلفة بإقليم شمال وشرق سوريا، مؤكداً رفضه لجرائم قتل النساء لما تمثله من انتهاك صارخ للقيم الإنسانية والقانونية، مشدداً على أن العدالة تقتضي وضع حد لثقافة الإفلات من العقاب.
مركز الأخبار ـ قتلت الشابة شيرين نوري أوسو البالغة من العمر 19عاماً في منزلها في قرية أشكا التابعة لناحية جندريسه في ريف عفرين المحتلة، لتضاف إلى سلسلة الجرائم والانتهاكات التي يواجهها السكان في المنطقة منذ سنوات.
أصدر مؤتمر ستار اليوم السبت 20 كانون الأول/ديسمبر، بيانات في كل من زركان، الشدادي، تل تمر، الدرباسية، وعريشة والحسكة في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، عبرت مجالس مؤتمر ستار عن إدانتها الشديدة لجريمة قتل الشابة شيرين نوري أوسو داخل منزلها في مدينة عفرين.
وجاء في البيان الذي قرأ في مدينة الحسكة "ندين الجريمة الوحشية والمنهجية التي ارتكبت بحق الشابة شيرين أوسو في مدينة جندريسه، هذه الجريمة ليست مجرد قتل عشوائي، بل هي نتيجة سلسلة طويلة من القمع والتعذيب والظلم المنزلي ضد المرأة".
وأشار البيان إلى أن شيرين أوسو تعرضت للعنف والتعذيب لسنوات، مضيفاً أن ضحايا جرائم قتل النساء حظيت بالحماية والإفلات من العقاب لأسباب اجتماعية "نحن في مؤتمر ستار نعلن أننا نحمل عائلة شيرين أوسو والرجل الذي قتلها مسؤولية هذه الجريمة".
ووجّه مؤتمر ستار تحذيراً إلى السلطات الأمنية والقضائية في جندريسه من مغبة التعامل مع جرائم قتل النساء تحت ذريعة ما يُسمّى بـ "الشرف" كمبرر قانوني أو اجتماعي "نطالب بإخضاع الجثة لفحص دقيق من قبل لجنة طبية شرعية مستقلة وذات نزاهة، بهدف الكشف عن أي دلائل تشير إلى وجود تعذيب ممنهج سبق تنفيذ تلك الجريمة".
ودعا البيان المؤسسات والمنظمات الدولية والحقوقية إلى مراقبة سير التحقيقات والمحاكمات عن كثب لضمان عدم إضعاف القضية أو إفلات الجناة من العقاب بسبب ضغوط قبلية أو استغلال ثغرات قانونية عفا عليها الزمن.
"قتل النساء حادثة ليست معزولة"
وجاء في البيان الذي قرأ في ناحية الشدادي التابعة لمدينة الحسكة، أن هذه الجريمة ليست حدثاً منفصلاً، بل تعكس استمرار ظاهرة زواج القاصرات وتصاعد العنف ضد النساء "ندين جميع أشكال العنف والجرائم المرتكبة بحق المرأة، إن قتل النساء جريمة بشعة وانتهاك صارخ لحقهن الطبيعي في الحياة، الصمت إزاء هذه الجرائم يعد تواطؤاً ويساهم في ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب".
وشدد البيان على ضرورة توفير حماية قانونية حقيقية للنساء، واتخاذ إجراءات صارمة بحق كل من يرتكب جرائم قتل بحق النساء أو يبررها أو يتستر عليها، مؤكداً على أهمية رفع مستوى الوعي المجتمعي بأن كرامة المرأة وحياتها حقوق غير قابلة للتفاوض "تمكين النساء يتطلب توفير فرص عمل ودعم نفسي وقانوني واجتماعي يضمن لهن حياة كريمة وآمنة".
"مقتل شيرين أوسو دليل على الظلم وصمت المجتمع"
وفي مدينة تل تمر أدان مؤتمر ستار جريمة مقتل شيرين أوسو في بيان جاء فيه "ندين الجريمة التي ارتُكبت بحق الشابة شيرين أوسو، وما رافقها من محاولات لتصوير لحظة انتحارها"، مؤكداً أن الاعتداءات التي طالت جنازتها تمثل دليلاً على الظلم وصمت المجتمع، وتشير إلى استمرار ثقافة الإفلات من العقاب، مطالباً بفتح تحقيق جاد ومستقل لكشف ملابسات القضية ومحاسبة المسؤولين عنها.
"مقتل شيرين أوسو يعكس تفاقم المعاناة الإنسانية في عفرين"
وأصدر مؤتمر ستار في مدينة الدرباسية بياناً، طالبت فيه بمحاسبة المسؤولين عن مقتل الشابة شيرين أوسو، مؤكداً أن مأساة مقتل تلك الشابة تعكس تفاقم المعاناة الإنسانية التي يعيشها أهالي عفرين منذ سنوات.
وأشار البيان إلى أنها قُتلت في منزلها بعد تعرضها للتعذيب الجسدي، وهي في التاسعة عشرة من عمرها ومتزوجة منذ ثلاث سنوات، مؤكداً على استمرار ظاهرة زواج القاصرات وتزايد العنف والقتل ضد النساء في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي، حيث يعيش السكان حالة من الفوضى وانعدام القانون.
"قتل النساء جريمة لا يمكن تبريرها"
كما أدلى مؤتمر ستار في منطقة عريشة ببيان بشأن جاء فيه "نرفض رفضاً قاطعاً جميع أشكال العنف والقتل ضد المرأة، ونؤكد أن قتل النساء جريمة لا يمكن تبريرها، فحياة المرأة حق إنساني طبيعي، نعتبر الصمت إزاء هذه الجرائم تواطؤاً، وثقافة الإفلات من العقاب تُديم ثقافة العنف".
وأكد البيان أن عائلة شيرين أوسو أوضحت أنها كانت تعيش ظروفاً صعبة وتتعرض للعنف والظلم من قبل زوجها "نطالب بالحماية القانونية لجميع النساء. كما يجب أن يكون الوعي المجتمعي بأن كرامة المرأة وحياتها حقٌ لا جدال فيه، إن تمكين المرأة ودعمها نفسياً وقانونياً واجتماعياً ضرورةٌ ملحة".
"جرائم قتل النساء انتهاك للقيم الإنسانية"
وفي ناحية زركان ألقى مؤتمر ستار بياناً أكد فيه أن جرائم قتل النساء التي تتكرر تحت ذرائع الشرف والعادات والتقاليد الاجتماعية، تمثل انتهاكاً للقيم الإنسانية والأخلاقية والقانونية، وأنها ليست حوادث فردية بل جرائم اجتماعية ممنهجة.
وشددت على رفضها القاطع للعنف وقتل النساء، معتبرة أن حياة المرأة خط أحمر وأن تحقيق العدالة واجب أخلاقي وإنساني "نحن في مؤتمر ستار نمثل صوت نساء إقليم شمال وشرق سوريا، ونطالب بتقديم القاتل إلى العدالة ووقف الدولة التركية لجرائمها ضد النساء".
واختتم البيان بالتأكيد على مواصلة نضال النساء معاً من أجل وقف جرائم القتل وتحقيق العدالة والكرامة والحق في الحياة.