مؤتمر ندى يواصل جلساته بنقاشات عملية وآفاق الحلول من أجل حماية النساء

في يومه الثاني، شددت المشاركات في مؤتمر ندى على أهمية أن يسعى الجميع لتحقيق تمثيل عادل وشامل للنساء في كل المنصات، وسَنّ قوانين تحفظ كرامتهن وتوفر لهن الحماية.

 رجاء حميد رشيد

السليمانية ـ يواصل المؤتمر الأول ما بعد التأسيس لتحالف ندى (التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي) جلساته، بعد أن انطلقت أعماله يوم أمس الخميس، ويستمر حتى السابع عشر من الشهر الجاري في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، تحت شعار "نحو مجتمع ديمقراطي قائم على الثورة النسائية".

في يومه الثاني، اليوم الجمعة 16 أيار/مايو، يناقش المؤتمر خلال جلساته العراقيل والإمكانات الأساسية التي تؤثر في تعزيز العمل النسائي المشترك، بالإضافة إلى بحث دور منظمات المجتمع المدني في دعم النضال النسوي، ومساهمتها في تمكين النساء وتعزيز حضورهن في مختلف ميادين الحياة.

 

تهميش دور النساء في المجتمع

أكدت الناشطة آلاء عبد الله من السودان، أن من أبرز العراقيل التي تواجه النساء هي السياسات والقوانين الرسمية للحكومة، مشيرةً إلى أن السودان يتميز بتنوع نسائي وثقافي كبير، حيث توجد كيانات نسائية متعددة، جميعها تشترك في أهداف موحدة، لكنها تصطدم بعقبات تتعلق بالسياسات والتشريعات، خصوصاً فيما يتعلق بتمثيل النساء في الحكومة أو في مفاوضات السلام.

وأضافت أن النساء يواجهن تهميشاً كبيراً بعد اندلاع الحرب، حيث تُقصى أصواتهن من أغلب المفاوضات، وحتى إن وُجد تمثيل نسائي، فإنه لا يتجاوز ربع ما يفترض أن يكون عليه نسبة المشاركة، ولا يعكس حقيقة حجم المرأة في المجتمع.

 

أهمية وجود حلول لما تعانيه النساء من ظواهر اجتماعية

وترى أنه "إذا أردنا الحديث عن عمل نسائي مشترك يقوم على تمثيل قومي حقيقي لنساء السودان، فيجب أن يُراعى شمول جميع الفئات النسائية من مختلف المناطق والخلفيات، ليكنّ قادرات على التعبير عن قضايا السلام من منظور نسوي وجندري، يحمل هموم النساء ومشاكلهن المتباينة في مختلف أنحاء البلاد".

كما أكدت أن الحرب أدت إلى تباين حاد في طبيعة المشكلات والانتهاكات التي تتعرض لها النساء، ما جعل الحلول كذلك تختلف من منطقة لأخرى، وحتى عند المطالبة بالعدالة الانتقالية، يجب أخذ خصوصية معاناة النساء في الاعتبار، وفهم ما تريده النساء في كل منطقة على حدة.

 

أهمية تحقيق تمثيل عادل وشامل للنساء في كافة المنصات

وشددت آلاء عبد الله على أهمية أن يسعى الجميع لتحقيق تمثيل عادل وشامل للنساء في كل المنصات، وسَنّ قوانين تحفظ كرامتهن وتوفر لهن الحماية، لكنها نبهت إلى ضرورة مراعاة الاختلافات والتقسيمات القائمة، خاصة بعد الحرب، والتي بدلت الكثير من الموازين.

وأشارت إلى أن التحليل الدقيق للواقع الراهن ضروري للوصول إلى حلول واقعية، معربة عن أملها في تأسيس جبهات ومنصات نسائية حقيقية تُعبّر عن النساء وتُمثل قضاياهن بمختلف أطيافهن.

 

المنظمات النسوية ودورها في توعية النساء

ومن اليمن، قالت المحامية رغدة المقطري إن منظمات المجتمع المدني تلعب دوراً كبيراً في ظل الوضع الراهن الذي تمر به البلاد، فهذه المنظمات تساهم بشكل فاعل في تعزيز الوعي لدى النساء بالقضايا النسوية التي تمس حياتهن بشكل مباشر، كما تعمل على تمكينهن اقتصادياً، في محاولة للتخفيف من آثار الأوضاع الصعبة التي تعيشها اليمن.

وأشارت إلى وجود برامج تهدف إلى تعزيز المشاركة السياسية للنساء، ومساعدتهن على الوصول إلى مراكز صنع القرار، إلى جانب الجهود المستمرة التي تبذلها المنظمات النسوية لمكافحة العنف ضد النساء.

وأكدت أن هذه المنظمات تعمل بشكل منسق ومتعاون فيما بينها، من أجل تعزيز ثقافة الوعي بين النساء، رغم التحديات الكبيرة التي تواجههن، ومن أبرز تلك التحديات، الحملات التكفيرية التي تُشن ضد النساء العاملات في منظمات المجتمع المدني، في مجتمع قبلي تقليدي، تغلب عليه الذكورية، ولا يؤمن بحقوق المرأة.

 

القيود المفروضة على النساء

وأشارت إلى أن النساء يواجهن تحديات عديدة، من ضمنها تقييد الحريات والاعتقالات، فضلاً عن أشكال متعددة من العنف، مثل الحرمان من الموارد الاقتصادية والحقوق الأساسية. لذلك، فإن منظمات المجتمع المدني تلعب دوراً محورياً في دعم النساء ومساعدتهن على الصمود في وجه هذه الظروف القاسية.

 

 

المعيقات التي تواجه العمل النسوي المشترك

من جانبها أوضحت هبة حدادين، المدير العام لمؤسسة مساواة للتدريب وحقوق الإنسان ومؤسسة شبكة التضامن النسوي من أجل التغيير، التحديات التي تواجه العمل النسوي المشترك، وذلك خلال جلسات اليوم الثاني من مؤتمر تحالف ندى.

وتطرقت إلى عدد من العراقيل التي تعيق هذا العمل، منها الثقافة المجتمعية الذكورية السائدة، إضافة إلى بعض القوانين غير المنصفة والتمييزية ضد النساء، مشيرةً إلى أن الذكورية لا تقتصر على الرجال فقط، بل قد يحملها أيضاً بعض النساء، وهو ما يُشكّل تحدياً إضافياً.

وأكدت هبة حدادين أن من بين أبرز التوصيات التي خرجت بها الجلسات، أهمية دعم الشبكات والتحالفات النسوية التي تساند قضايا النساء وتسعى لتعزيز أدوارهن في المجتمع.