'مؤتمر تحالف ندى نقطة انطلاق لتقارب مستدام'
سلطت الناشطات الإيرانيات المشاركات في مؤتمر تحالف "ندى" الذي يستمر بأعماله لليوم الثاني، الضوء على الارتباط بين نضالات المرأة الإيرانية والحركات الإقليمية والعالمية.

السليمانية ـ تحت شعار "نحو مجتمع ديمقراطي قائم على الثورة النسائية" انطلقت يوم أمس 15 أيار/مايو في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، أعمال المؤتمر الأول ما بعد التأسيس لتحالف ندى (التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي) جلساته.
يستمر تحالف ندى (التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي) لليوم الثاني على التوالي بأعماله بمشاركة نحو 200 امرأة من 19 دولة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، وسيتمر المؤتمر حتى السابع عشر من الشهر الجاري، وتمثلت المحاور الرئيسية للمؤتمر بدراسة استراتيجيات مكافحة الحروب والعنف ضد المرأة، وتكييف ثورة المرأة مع الظروف العالمية، وتعزيز الدور القيادي للمرأة في عملية السلام والديمقراطية.
وعلى هامش المؤتمر وصفت الناشطة السياسية مهدية ميرحبيبي المؤتمر باللحظة التاريخية قائلة "نجح تحالف ندى في جمع النساء من جميع أنحاء العالم خاصة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأول مرة"، مؤكدةً أن هذا التضامن مهم جداً على الصعيدين السياسي والاجتماعي، لأننا نواجه زيادة في العنف القائم على النوع الاجتماعي، الناجم عن الحروب والدمار في هذه المناطق".
وأشارت إلى تأثير ثورة Jin Jiyan Azadî في إيران "تتمتع المرأة الإيرانية الآن بمنظور أكثر انفتاحاً وشمولية بشأن النضال، ولم يعد من الممكن البحث عن التغيير داخل حدود إيران فقط، لأن الانضمام إلى الحركات الإقليمية والدولية بات ضروري اليوم".
"المؤتمر نموذج لمستقبل المرأة في المنطقة"
بدورها قالت عضوة مجلس المنصة الديمقراطية الإيرانية بيسي شماري إن "هذا المؤتمر كان فرصة للنساء من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتبادل وجهات النظر، في ظل التغيرات الهائلة التي تشهدها منطقتنا منذ السابع تشرين الأول 2023، حيث أنه ضم نساء من جنسيات ولغات مختلفة مما جعل المؤتمر يكتسب أهمية أكبر".
وأكدت أن المؤتمر قد يكون نقطة انطلاق لتقارب مستدام "آمل أن يحتضن تحالف ندى في المستقبل مجموعة من الناشطات من جنسيات مختلفة؛ لتلعبن دوراً فعالاً في عملية التغيير الإقليمي، فمنذ 27 من تشرين الثاني وعقب النداء التاريخي للقائد عبد الله أوجلان، الداعي إلى السلام والديمقراطية، شهدنا انفتاح أفق جديد في النضال من أجل الحرية، أفق تنطلق منه حرية المرأة".
وشددت على أهمية الترابط بين الحركات النسائية، لأن جميع الحركات التي تكون فيها المرأة حاملة لواءها مترابطة مثل حلقات السلسلة، يمكن أن يكون هذا المؤتمر نموذجاً صغيراً وحياً للنساء المحبات للحرية في إيران، البلد الذي يتمتع بتنوع عرقي وثقافي كبير حيث واجهت النساء فيه القمع والتمييز لسنوات.
ولفتت إلى أن ثورة Jin Jiyan Azadî تقترب من الدخول عامها الثالث "يعلم الجميع كيف وصل صوت المرأة الإيرانية المُحبة للحرية إلى العالم، والآن هو الوقت المناسب لترسيخ هذا الصوت في مؤسسات وتحالفات جادة"، مضيفة أن العديد من المعتقلات داخل السجون الإيرانية لا تزالنا تناضلن من أجل الحرية "أتشرف من خلال هذا المؤتمر الحديث عن زينب جلاليان، وبخشان عزيزي، ووريشة مرادي اللواتي أصبحن صوتاً لمن لا صوت لهم، واللواتي أحيَين مسيرة فرزاد كمانجار وشيرين علم هولي، أوكد أنهن لسن مجرد شخصيات بل أسماء تحمل أيديولوجية من أجل تحرير المرأة عالمياً".
وقالت "أينما كان هناك حديث عن حرية المرأة، يجب رفع أسماء كل من زينب جلاليان، وبخشان عزيزي، ووريشة مرادي، هذا ليس مجرد تكريم بل هو تأكيد على أننا بحاجة إلى نموذج لعولمة الحركة النسائية التي لم تعد اليوم مجرد مقاومة محلية، بل أصبحت صوت كل النساء المضطهدات في القرن الحادي والعشرين".