مسيرة الكرامة في السويداء صرخة من أجل تقرير المصير والاستقلال

وسط حضور نسائي لافت، خرج المئات من أهالي مدينة السويداء في مسيرة تحت شعار "من أجل كرامة السويداء، ومن أجل رياضة تعبر ولا تساوم" مطالبين من خلالها بالكرامة والاستقلال.

روشيل جونيور

السويداء ـ "جئنا إلى ساحة الكرامة لنطالب بالاستقلال فما ذنب أطفالنا ليقتلوا" بهذه الكلمات أكدت المشاركات في المسيرة بأن الألم  الذي عشنه لم يخضعهن، بل زادهن إصراراً في الدفاع عن حقوقهن وحقوق أبنائهن.

شهدت مدينة السويداء اليوم السبت 13أيلول/سبتمبر، حدثاً مميزاً تمثل بانطلاق مسيرة راجلة تحت شعار "من أجل كرامة السويداء، ومن أجل رياضة تعبر ولا تساوم" من الملعب البلدي باتجاه ساحة الكرامة وسط المدينة، لم تكن هذه المسيرة مجرد فعالية اعتيادية بل كانت تعبيراً حياً عن إرادة جماعية تستحضر قيم الكرامة والصمود.

وأراد المشاركون بهذه المسيرة أن يخلدوا ذكرى الرياضيين الذين قتلوا خلال الهجمات الأخيرة التي شهدتها  مدينة السويداء من قبل جهاديي هيئة تحرير الشام، مؤكدين أن الرياضة ليست مجرد نشاط ترفيهي بل هي مساحة للنضال، للتعبير عن المواقف، ومقاومة الظلم.

ورفع المشاركون شعارات كان أبرزها المطالبة بحق تقرير المصير، والتأكيد على أن أبناء السويداء يستحقون الاستقلال التام كما طالبوا بعودة المختطفين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً، واستعادة القرى المنهوبة، وكانت الهتافات محملة بآلام سنوات من المعاناة، لكنها في الوقت ذاته مشبعة بالأمل وبالإصرار على العيش بكرامة.

وكان اللافت في المسيرة الحضور النسائي الواسع، إذ شاركت أمهات وزوجات وأخوات الضحايا حاملات صور أبنائهن وأزواجهن، لتتمكن من إيصال رسالة قوية بأن قضيتهن لم تعد قضية شخصية بل قضية رأي عام عالمياً، مؤكدات أن الألم لم يخضعهن، بل زادهن إصراراً في الدفاع عن حقوقهن وحقوق أبنائهن.
         

 

"نطالب بأبسط حقوقنا"

وعلى هامش المسيرة عبرت الرياضية هديل أبو رسلان عن موقفها بوضوح "نطالب بأبسط حقوقنا وعلى رأسها حق تقرير المصير والاستقلال، بعد أن قدمنا تضحيات جسيمة سالت فيها دماء أبنائنا من بينهم رياضيون ضحوا بأرواحهم من أجل أرضهم"، مشددةً على أن هذا الحضور جاء ليعبّر عن صوت الطلاب، والرياضيين وكل أبناء الوطن الذين يصرون على انتزاع حقوقهم المشروعة مهما كانت التحديات.
         

 

"أبنائنا أجبروا على مغادرة جامعاتهم"

وعن واقع التعليم في السويداء قالت الطالبة غالية عبيد "يعاني طلاب السويداء من انتهاكات جسيمة لحقهم في التعليم، إذ أجبر الكثير منهم على مغادرة جامعاتهم نتيجة التهديدات والخوف، مما أدى إلى حرمانهم من مواصلة دراستهم، وضياع مستقبلهم الأكاديمي، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلوها، من سهر الليالي والاجتهاد المستمر، مُنعوا من التخرج بسبب انتمائهم الطائفي، الأمر الذي يعكس تمييزاً واضحاً وممنهجاً".

 

"نعيش خيبة أمل"

الأستاذة الجامعية خزامى نبيل البعيني قدمت شهادة مؤلمة عن اغتيال اخيها قائلة "دخل الأمن والمسلحين التابعين لهيئة تحرير الشام إلى بيتنا وقتلوا أخي، الذي كان صاحب رسالة وحلم بسوريا حرة مدنية ديمقراطية، حلمه كان أن يرى دولة مواطنة تحفظ كرامة أبنائها، لم نتوقع يوماً أن يكون القاتل هو شريكنا في الوطن، نحن اليوم نعيش خيبة أمل بما تمارسه الحكومة المؤقتة، نطالب بلجنة تحقيق دولية ونؤكد أن دماء أبنائنا لن تذهب سدى، نطالب بعودة المختطفين، ونساؤنا لسن سبايا بل خنساوات وأهلنا لن يركعوا، نحن اليوم في مرحلة مصيرية وقد سقطت كل أوهامنا عن بناء الدولة، نريد أن نعيد البناء على أسس الكرامة حتى نتمكن من المحافظة على مستقبل أبنائنا".
         


        

"ما ذنب أطفالنا ليقتلوا ويتيتموا؟"

وأكدت هنادي عبيد التي حملت صوت الأمهات والضحايا "جئنا إلى ساحة الكرامة لنطالب بالاستقلال وعودة المخطوفين، ما ذنب أطفالنا ليقتلوا ويتيتموا؟ ما ذنب نسائنا ليذبحوا وشيوخنا ليحرقوا؟ دخلوا بيوتنا بعنف، دمروا حياتنا، وأحرقوا كل شيء، نريد مساعدة دولية، نريد لطلابنا أن يتعلموا بأمان ولأهلنا أن يعيشوا بكرامة واستقلال لن نركع لأن السويداء جبل صوان لا ينكسر ولا يركع".