مركز آتون يناقش مذكرات ساكينة جانسيز في ندوة ثقافية
السير الذاتية للرائدات يظل لها وقعها على الأذهان وأثارها العابرة للحدود، وواحدة من تلك القصص تتضح بعمق في كتاب "حياتي كلها صراع" للمناضلة الكردية ساكينة جانسيز.
أسماء فتحي
القاهرة ـ كثيرات هن النساء اللائي دفعن أرواحهن ثمناً لحريتهن ومنهن المناضلة ساكينة جانسيز "سارة" التي صعدت تجربتها من رحم القهر والظلم والذهنية الذكورية التي طغت على كل شيء حينها.
نظراً لمكانة المناضلة الكردية ساكينة جانسيز في قلوب وأذهان النساء الكرديات وغيرهن ودورها في النضال النسوي، عقد مركز آتون للدراسات في مصر مساء أمس الاثنين 27 كانون الثاني/يناير، ندوة نقاشية حول كتابها "حياتي كلها صراع" الذي ترجمته الكاتبة بشرى علي من اللغة الكردية إلى العربية، والتي أثنى الحضور على عبقرية أسلوبها وسردها للأحداث بشكل جعلها حقاً ملهمة ومحفزة للقارئ.
حضر الندوة عدد من المهتمين والمهتمات بالشأن الكردي والمعنيين بقضايا المرأة والتاريخ، وتم التطرق للمحطات الفارقة في حياة المناضلة ساكينة جانسيز وأثر ذلك على الواقع الراهن سواء على الكرد أو غيرهم.
ساكينة جانسيز ملهمة والحديث عنها مؤثر
بدورها قالت الكاتبة اللبنانية، صونيا الأشقر، إن ساكينة جانسيز مناضلة معروفة في المكون الكردي أينما كان، ولها دور كبير في مسألة الوعي والنضال والعمل من أجل الوقوف على الحقوق المسلوبة.
وأثنت على عمل بشرى علي التي ترجمت كتاب ساكينة جانسيز الذي حمل عنوان (حياتي كلها صراع)، لافتةً إلى أن كلمتها ستكون قاصرة على الجزء الأول من الكتاب المترجم من اللغة الكردية للعربية.
كما أكدت على أن ساكينة جانسيز، نهضوية وملهمة ولديها أبعاد هامة وتجربتها مهمة كونها أحبت النساء وأرادت أن تسلط الضوء على نضالهن، مضيفةً أن توجهها نحو الكتابة أثناء فترة وجودها في السجن كان ضروري لما له من أثر لاحق على كل من قرأ أعمالها.
وأوضحت أن تجربة الكرديات إجمالاً قوية وملهمة، إلا أن خروجها لدول أخرى يواجهه العديد من التحديات والصعوبات ويتطلب متابعة ودأب لتحقيقه، معتبرةً أن النساء لديهن تطلعات فقد بتن قادرات على العمل من أجل تحقيقها.
حرية النساء تعني تحرر الوطن
من جانبها أوضحت سحر حسن، الكاتبة والمؤرخة، أن الندوة تستهدف الحديث عن الدور الكبير والبارز الذي لعبته ساكينة جانسيز، والتي كان لها تواجد نضالي في القضية الكردية، والندوة استعرضت دورها في حركة التحرر الكردستانية باعتبارها من مؤسسيها مع القائد عبد الله أوجلان.
ولفتت إلى أن القائد عبد الله أوجلان اعتبر أن قضية المرأة هي قضية وطن وتحررها يعني تحرر كردستان، كما وأعطى مساحة للمرأة حيث شاركت في النضال للحصول على حريتها، لذلك فمن المهم تسليط الضوء على حياة المناضلات اللائي كان لهن وجود نضالي ريادي لما لذلك من تأثير على واقع النساء في الوقت الراهن وما يحيط بهن من تحديات.
ونوهت إلى أن الطريقة والأسلوب الأدبي الذي سرد في هذا الجزء من حياة ساكينة جانسيز يستحق التقدير والاحتفاء كونه فعلياً ملهم ومؤثر ومن الضروري فتح العديد من النقاشات حوله، بالإضافة لكونه مرجعية للمناضلات وملهماً للثائرات من أجل نيل حريتهن ومواصلة نضالاتهن للحصول على حقوقهن.
تجربة ساكينة جانسيز مؤثرة في الحركة النسوية
وعن رأي الاستشارية في الإدارة العامة بوزارة الثقافة عزة محمود علي حسن، في كتاب "حياتي كلها صراع"، أكدت أن له أهمية كبيرة كونه يكشف عن ملامح تكوين شخصية المناضلة ساكينة جانسيز التي استطاعت وضع اسمها بين المناضلات الكرديات، وبذلك تركت بصمة كبيرة في عقول النساء كونها دافعت عن حقوق المرأة في صور متعددة.
وأضافت أن ساكينة جانسيز كانت تستشعر القهر والظلم ويتملكها هذا الاحساس من جدتها التي كانت تأبى أن تعيش خانعة للسلطة الذكورية، مستمدةً منها التمرد والرفض والرغبة في الانتفاض على ما هو قائم وقد تملكها حب الوطن والدفاع عنه حتى انتهى الأمر باستشهادها.
واعتبرت عزة محمود علي حسن أن الظروف التي كتبت بها تلك المذكرات تؤكد على أهمية ما جاءت به، وبذلك تبقى أفكار صاحبتها محفورة في وجدان المناضلات، كاشفةً أن سجنها لعشرة سنوات تم تدوينه مع كل الضغط الذي تعرضت له وحفرت تلك الكلمات في عقول الجميع وبات لها أثر وفاعلية في وجدان كل من يطلع على كتابها.
وختمت حديثها بالقول إن تجربة ساكينة جانسيز خرجت للعالم أجمع وعقدت العديد من الجلسات والندوات لهذا الغرض، وكلمتها كانت مؤثرة أخافت المجتمع الغربي وكذلك التركي فانتهى الأمر باستشهادها وجميعها دلائل على الأثر التي خلفته ورائها في تلك الكتابات التي وثقت فيها تجربة سجنها.