مهرجان نوجيان لأفلام المرأة... منصة جديدة لتعزيز حضور المرأة في السينما والثقافة

تضمن مهرجان نوجيان لأفلام المرأة الذي انطلق في مدينة قامشلو، فعاليات متنوعة تستعرض إبداعات نسائية وتفتح نقاشات حول مستقبل المرأة في عالم الفن.

أسماء محمد

قامشلو ـ انطلقت فعاليات مهرجان نوجيان لأفلام المرأة في مدينة قامشلو، ليصبح منصة ثقافية تبرز دور المرأة في السينما والفنون، في ظل تحديات إقليمية وأجواء مليئة بالأمل والطموح.

في خطوة ثقافية بارزة، وبمشاركة واسعة من فنانات ومخرجين من دول متعددة، انطلقت يوم الأحد 25 أيار/مايو الجاري، أعمال مهرجان نوجيان لأفلام المرأة، المنظم من قبل جمعية كزي للنساء السينمائيات بدعم من هيئة الثقافة في مقاطعة الجزيرة، وبالتعاون مع سينما المرأة في روج آفا (SîneJin)، وحركة هلال زيرين لثقافة المرأة، في حديقة آزادي بمدينة قامشلو.

يستمر هذا الحدث لمدة سبعة أيام، وشمل عروض أفلام، حلقات نقاش، ورش عمل، ومعارض فنية، كل ذلك في أجواء من التحدي والتفاؤل رغم الظروف الصعبة التي تعاني منها المنطقة.

قالت سيزناف عبدكي عضوة هيئة التحضير لمهرجان نوجيان لفيلم المرأة "تم تنظيم المهرجان بمشاركة فعّالة من حركة الهلال الذهبي لفن المرأة وأكاديمية الفن، وبدعم من هيئة الثقافة والفن في إقليم شمال وشرق سوريا"، مشيرةً إلى أن قناة JIN TV قدمت دعماً إعلامياً مهماً ساهم في توصيل رسائل المهرجان إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور.

ولفتت إلى أن التحضير لهذا الحدث الثقافي المهم بدأ منذ أكثر من ثلاثة أشهر، في حين كانت فكرة المهرجان خُطط له منذ عام كامل، مؤكدة أن التحديات والظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة، والاضطرابات التي أوقفت العمل لفترة لم تثن عزيمتهم، حيث تم استئناف العمل وتحقيق هذا الإنجاز بفضل الجهود المشتركة والمثابرة من جميع الأطراف المعنية.

وأوضحت أن "المهرجان لا يقتصر على عرض الأفلام فقط، بل يشمل مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، منها حلقات نقاش وندوات فكرية تفتح المجال لتبادل الأفكار حول قضايا المرأة في السينما والمجتمع، ومحاضرات وورش عمل لتطوير مهارات المشاركين في الفن السينمائي والإبداع، بالإضافة إلى معارض صور تبرز إبداعات المرأة وعرض أفلام من إنتاجات نسائية من مختلف أنحاء العالم".

وأشارت إلى أنه في حديقة آزادي تقام عروض مختصرة للأفلام، بالإضافة إلى معرض للحرف اليدوية التي تنتجها النساء اللواتي ساهمن في تنظيم المهرجان، حيث تُعرض أعمالهن اليدوية التي تعكس التراث والحرف التقليدية، مما يعزز من أهمية تمكين المرأة في مختلف المجالات.

وبينت أن المهرجان شهد حضور مخرجين ومشاركين من دول متعددة مثل إيران، أفغانستان، كولومبيا، أمريكا، ودول أوروبية، بالإضافة إلى دول عربية بينها لبنان، مصر، سوريا، ما يعكس التنوع الثقافي وغنى التجارب السينمائية ويعزز التبادل الثقافي بين الشعوب.

وأوضحت أن بعض المخرجات الكرديات لم يتمكن من الحضور بسبب إغلاق الحدود مع إقليم شمال وشرق سوريا، ما حال دون مشاركتهن في الافتتاح، لكنها أكدت استمرار الجهود لعرض أفلامهن ضمن فعاليات المهرجان.

وعن التحديات التي تواجههم، أشارت إلى الصدمة النفسية التي مروا بها خلال فترة مقاومة سد تشرين, حيث أثرت الأحداث بشكل كبير على العائلات والعمل، وأوقفت التواصل مع بعض المخرجين نتيجة القلق والانشغال بما كان يحدث, ورغم كل ما سبق فان دعم الأهالي منحهم دفعة قوية، فقد شهدت حديقة آزادي حضور أكثر من 700 شخص، ما شكل لحظة فخر وامتنان.

وفي ختام حديثها، قالت سيزناف عبدكي "آمالنا كبيرة للعام القادم، ونؤمن بأن هذه العروض والأفلام في نهاية المطاف، هي لأجل هذا الشعب وإيصال صوته وقصصه إلى العالم. ندعو الجميع إلى الحضور والمشاركة فثمة حكايات نسائية نادرة، لا يمكن أن نجدها في مكان آخر، تنتظر أن تروى وتسمع".