مركز الأخبار ـ تتصاعد المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 مخلفاً مئات آلاف القتلى والمصابين وملايين النازحين داخل وخارج البلاد

أفاد المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أمس الأربعاء 23 تموز/يوليو، أنه مع تفاقم أزمة الجوع في السودان لا تزال المدينة معزولة عن المساعدات الإنسانية حيث تم قطع أخر طريق إمداد من ولاية شمال كردفان المجاورة، محذراً من الاشتباكات التي تدور في مدينة كادوقلي عاصمة جنوب كردفان والتي يحاول المسلحون من خلالها الاستيلاء على المواد الغذائية في الأسواق الرئيسية.

وأشار إلى أن الأمطار الغزيرة والفيضانات في ولاية غرب دارفور تهدد بعرقلة إيصال المساعدات حيث أصبحت الطرق التي تربط العاصمة الجينية بمورني وزالنجي في ولاية وسط دارفور غير سالكة.

وأوضح أن هاتان المدينتان تستضيفان أعداد كبيرة من النازحين، مشيراً إلى أن استمرار هطول الأمطار قد يفاقم الوصول إلى ولايتي وسط وجنوب دارفور، مما يزيد من صعوبة الوصول إلى الأشخاص المحتاجين بشدة للمساعدة.

وأوضح المتحدث أن المجتمعات النازحة والأسر المضيفة في بلدة طويلة شمال دارفور قد اجتمعت معاً لإنشاء مطابخ مجتمعية، والتي تعمل على إطعام آلاف اللذين فروا من العنف في الفاشر، لافتاً إلى أن هذه المطابخ وفرت شريان حياة لمن لا يستطيعون الحصول على الطعام، على الرغم من أنها تواجه نقصاً مزمناً وشديداً في التمويل وتكافح العديد منها للبقاء قيد الخدمة، وبعضها معرض لخطر الإغلاق تماما بسبب نقص الموارد.

وقال المتحدث أن الوصول إلى المساعدات الإنسانية في السودان يزداد تعقيداً كل يوم بسبب نقاط التفتيش وفرض الضرائب، وحواجز الطرق والعقبات البيروقراطية التي تفرضها السلطات المحلية، مناشداً بضرورة إتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق في جميع أنحاء السودان، وتوفير المزيد من التمويل الدولي لتوسيع نطاق الاستجابة، وحماية المدنيين وعمال الإغاثة، والوقف الفوري للأعمال العدائية.

 

نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي

بدورها أكدت شبكة تصنيف انعدام الأمن الغذائي، أن السودان تشهد أزمة إنسانية متفاقمة حيث تم تصنيف نصف سكان البلاد أي أكثر من 707 مليون شخص في حالة انعدام الأمن الغذائي، من بينهم أكثر من 83 ألف شخص يواجهون ظروفاً كارثية من الجوع الحاد، ما يُهدد حياتهم بشكل مباشر.

وقال المدير التنفيذي للشبكة، إن حجم المعاناة في السودان لا يتصدر عناوين الأخبار، لكن ملايين الأطفال والأمهات والآباء والأطفال يقضون يومهم في صراع مستمر مع الجوع من أجل البقاء.

وتتفاقم أزمة الغذاء في السودان بصمت، في ظل تجاهل دولي وتضاؤل المساعدات، ما يجعل الحاجة ملحّة لتحرك إنساني ودولي عاجل وفوري.