مهرجان الفرات يحتضن أديبات وشاعرات من مختلف الجغرافية السورية

تمكنت العديد من القاصات والأديبات المشاركات في مهرجان الفرات الأدبي بنسخته الأولى بقصائدهن والقصص القصيرة، إحياء الثقافة السورية العريقة وتجسيد رسالة السلام بين سطورهن.

الرقة ـ جسدت أديبات وقاصات سوريات رسالة السلام التي افتقدتها سوريا خلال سنوات الأزمة، مؤكدات أن المرأة هي رائدة في المجال الأدبي وأن بأناملهن يستطعن نقل واقع مجتمعهن للعالم أجمع.

تحت شعار "حبر سوري لأجل السلام"، اطلقت هيئة الثقافة والآثار في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، مهرجان الفرات الادبي الأول، أمس السبت 24 أيار/مايو، بمشاركة نخبة من القاصين والقاصات، الأدباء والأديبات من كافة المدن السورية، ويستمر المهرجان على مدار ثلاثة أيام.

وبدأ المهرجان بعرض بانوراما عن أعمال هيئة الثقافة والآثار على مدار ثمانية أعوام، وتخلل المهرجان عرض مقاطع فيديو متنوعة عن الأدب والشعر وتاريخه، إلى جانب تعريف بالمشاركين والمشاركات في المهرجان.

 

ترسيخ ما تحتاجه سوريا

وعلى هامش المهرجان، بينت القاصة إزدهار الخطيب من مدينة اللاذقية التي شاركت بالقصة القصيرة حملت عنوان (الحب والسلام)، أن هذه أولى مشاركاتها في فعالية ثقافية بإقليم شمال وشرق سوريا "تتحدث قصتي عن واقع سوريا ببطولة نسائية لتسليط الضوء على واقع المرأة وزرع رؤية حقيقية في قلب القارئ والمستمع".

ولفتت إلى أن "العبرة من القصة هو ترسيخ ما تحتاجه سوريا من حاجة ماسة للحب والتعافي بعد تداعيات الأزمة لأكثر من 14 عاماً من الحروب والنزاعات، ولنتمكن بحبر أقلامنا إحياء الحب والسلام، ولنتخلص من آثار الأزمة ونبني سوريا جديدة".

وأشارت إزدهار الخطيب إلى أهمية مشاركة المرأة في الأدب النسوي "عُرفت المرأة السورية منذ القدم أنها أساس الحضارة والأدب والثقافة، وعلى الرغم من كافة الانكسارات التي مرت بها، إلا أنها حاربت بقلمها، فالمرأة هي رسالة السلام، لذا يعتبر الأدب الشعري تجسيد للواقع ويعالج قضاياه في الوقت ذاته".

 

دور الأديبات في قيادة المجتمع

فيما قالت الأديبة والقاصة من مدينة دمشق فلك محمد خير والتي شاركت بقصة (زائر الليل)، إن قصتها تناولت حياة الشاعر والفارس عنترة بن شداد في الزمن الماضي، مضيفةً "أردت إحياء الحقبة الجميلة التي عاشت سابقاً وإحياء الثقافة العريقة للفرسان والفروسية آنذاك والبلاغة العربية، لذا سعيت لمشاركة القصة هنا في مدينة الرقة التي تتشابه بذات الكرم والشجاعة".

وعن دور المرأة الأديبة في قيادة مجتمعها، لفتت إلى أن "المرأة قادرة على النهوض ببلادها ومجتمعها من خلال ثقافتها ومواهبها العظيمة، وبأفكارها الحرة عبر ريشتها لإحياء أمجاد وثقافة حضارة بلادها بين السطور".

 

الحنين للوطن

من جانبها شاركت القاصة نجاح إبراهيم من مدينة حمص بقصة قصيرة حملت عنوان (امرأة الخرائط)، وهي قصة تتحدث عن رجل لاجئ في الدول الغربية يلاحق امرأة ترتدي قميص يحمل خرائط العالم، ليجري ورائها بلهفة ليحصل على وطنه الضائع، مضيفةً "أردت بذلك تجسيد الغربة والمعاناة التي يتعرض لها اللاجئون السوريون قسراً بسبب الأزمة، والحنين والشوق إلى بلادهم، ورغبتهم بالعودة بعد انتهاء النزاعات وإحلال السلام فيها".

وأكدت أن ما شد انتباهها هي "المشاركة الكبيرة اللافتة والمميزة من قبل الشاعرات والأديبات وهذا يدل على أن المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا تخوض مسيرة نضالية على الصعيدين الأدبي والثقافي بكل حرية وحب دون تقيد أو إقصاء، وأن هناك اهتمام كبير لمشاركة وانخراط المرأة في الجانب الأدبي والثقافي، إيماناً بقوة وإبداع المرأة وحبها لأرضها".

وتطرقت نجاح إبراهيم إلى تداعيات الأزمة على المجال الأدبي "الجانب الأدبي والثقافي تأثر جداُ بتداعيات الأزمة السورية وفقد الاهتمام، وبالرغم من التحديات التي واجهتها الشاعرات والأديبات السوريات خلال سنوات الأزمة، إلا أنهن لم تستسلمن وتابعن بأقلامهن ولكن بأساليب مختلفة عن السابق فقد عملنَّ جاهدات على نقل واقع بلدهن للعالم ولا سيما ما تعرضت له المرأة السورية لتقفن اليوم شامخات تعبرن عن حبهن للوطن والنهوض به".