كويه... أقارب ضحايا الأنفال يطالبون بنقل المقابر إلى مسقط رأسهم

طالب ذوي ضحايا الأنفال بمنطقة نقرة السلمان بإقليم كردستان بإعادة الجثامين إلى وطنهم وتعويضهم.

شيا كوي

كويا ـ أغلب العلماء يعتقدون أن الأنفال تشير إلى الأموال والحيوانات والبضائع التي يأخذها المقاتلون المسلمون من الكفار في المعركة، وأنفال اسم السورة الثامنة من القرآن الكريم، وفي النص القرآني لا تشمل الأنفال على البشر، ولكن بالنسبة للحكومة العراقية سابقاً كان الإنسان هو الهدف الوحيد، وقد نفذ ذلك على الشعب الكردي.

تافجا حمه صالح، مديرة شؤون الشهداء وضحايا الأنفال في كويه بإقليم كردستان، تحدثت عن زيارتها لنقرة السلمان والمأساة التي شهدتها "ما أثار دهشتي أكثر في الزيادة اكتشاف رأس طفل فيه سنين فقط"، مضيفةً "إننا كأهالي ضحايا الأنفال في كويسنجق، نحيي ذكرى مأساة الأنفال كل عام لمدة شهر.

وقالت "أردنا هذا العام نقل مقابر ذوينا إلى المقابر الجماعية في سجون نقرة السلمان في محافظة السماوة أو في الصحاري حيث لا يوجد أي أثر للحياة، يتم دفن أقاربنا هناك أحياء وأموات حتى لا ننساهم أبداً، كيف يمكن للضحايا أن يكونوا عزاءً للثورة الكردية ولأسر ضحايا الأنفال؟".

وحول هدفها من الرحلة الثالثة إلى صحاري نقرة السلمان في جنوب العراق، قالت "هذه المرة كانت رحلتنا مختلفة عن المرات السابقة وقمنا بالتنسيق مع وكالة شهداء العراق، ونسقنا بشكل جيد لنقل مطالب ذوي الشهداء وضحايا الأنفال، كما طالبنا إدارة المقابر الجماعية باستعادة الجثث والوثائق وتوثيقها في كويه".

أما عن مطالب ذوي ضحايا الأنفال، فأوضحت تافجا حمه صالح "المطالب هي أننا، مثل كل ضحايا الأراضي العراقية، لا ينبغي أن نحرم من كل الامتيازات التي يحصلون عليها ويستفيدون منها، مطلبنا الآخر هو التعرف على الجثث التي وجدت في المقابر الجماعية وإعادتها إلى مناطقها حتى يتمكن أقارب الضحايا من زيارة قبور ذويهم".

وحول أسوأ شيء رأته في الرحلة التي استمرت ثلاثة أيام، قالت "ما تراه في صحاري نقرة السلمان لا يمكن وصفه بالكلمات حتى تراه بنفسك، ولأن كل من يذهب إلى هناك يصاب بالصدمة، وطول الطريق يجعلك متعباً، ولكن عندما تصل إلى هناك تفكر في أقاربك الذين عاشوا بدون هواء، وبدون خبز وماء، ستعرف بنفسك أنه عندما تصل إلى الصحراء، لن تجد مكاناً للعيش فيه، يخفق قلبي وترتجف روحي عندما أفكر في أم يتم إطلاق النار عليها أمام طفلها أو العكس، مهما فعلت، فإن الدموع لا تتوقف عندما تضع نفسك في مكانها".

وفيما يتعلق بكويه، قالت تافجا حمه صالح إنه عندما جاء القرويون إلى المدن ولجأوا إلى مقر المستشارين "لقد استسلم المدنيين في كويه، والذين كانوا مسلحين سلموا أسلحتهم بموجب قرار العفو لحماية أرواحهم، ولسوء الحظ، استسلموا للحكومة، فجسد كل أم مخفي بين ذراعيها لإنقاذ حياتها والفتيات جميعهن معصوبات الأعين، ولكن لا يمكنك رؤية طفل معصوب العينين، يبدو أن الأطفال ماتوا بسبب الغاز والخوف".

وعن عدم نقل المقابر إلى كردستان بعد كل هذه السنوات، أكدت أنه "بطبيعة الحال، كان ينبغي للكرد أن يعملوا على ذلك في أقرب وقت ممكن بعد تحرير كردستان، ويجمعوا عينات الدم للاعتراف به على أنه إبادة جماعية، ولكن للأسف الشديد فإنهم ما زالوا غير متفقين على بعض القضايا وكلٌ يسعى لمصلحته الخاصة، ومن المؤسف أن السبب هو إهمال شخصياتنا السياسية التي لم تستغل هذه الفرصة للاهتمام بها باعتبارها قضية مهمة".

تم تنفيذ عملية الأنفال على ثماني مراحل من قبل نظام البعث العراقي السابق في عام 1988، ووفقاً للتقديرات، لقى أكثر من 182 ألف امرأة وطفل ورجل حتفهم.

وفي بداية العملية، وقعت حكومة البعث المرسوم رقم 4008 للأفواج الأول والثاني والخامس في 20 حزيران/يونيو 1987، والذي يأمر بإخلاء القرى في إقليم كردستان، وأشرف على العملية علي حسن مجيد، عضو القيادة القطرية لحزب البعث.