دعوات لتفعيل دور المرأة في مقاومة التطرف والانتهاكات في السويداء
عُقدت جلسة حوارية بمدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا لدعم نساء السويداء، ونوقشت الانتهاكات بحق النساء ودورهن في مقاومة العنف وبناء مجتمع ديمقراطي، مع الدعوة إلى التضامن، التنظيم، والدفاع الذاتي، واقتداء نساء السويداء بتجربة وحدات حماية المرأة.

الحسكة ـ أطلق منبر الفعاليات المشتركة للحركات والمنظمات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا حملة تضامن مع نساء السويداء، تحت شعار "معاً ضد الإبادة، لدعم نساء السويداء"، واختُتمت بعقد جلسة حوارية جماعية، شاركت فيها ممثلات عن منظمات نسائية من مختلف المناطق، بهدف تعزيز التضامن، وتبادل وجهات النظر، وتوحيد المواقف تجاه الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في السويداء.
عُقدت جلسة حوارية بعنوان "معاً لدعم نساء السويداء في مواجهة الإبادة" اليوم الخامس من آب/أغسطس في مدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا، بمشاركة 65 شخصية من منظمات ومؤسسات نسائية، من بينها منظمة شاويشكا، تجمع نساء زنوبيا، مجلس العدالة النسائي، مجلس عوائل الشهداء، وعدد من الأحزاب السياسية.
ناقشت الجلسة محورين رئيسيين، الأول الوضع العام في سوريا، والانتهاكات ضد النساء، ودور المرأة في التصدي للجرائم المرتكبة بحقهن، وقد أدارت هذا المحور جاندا محمد، نائبة الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، أما المحور الثاني فكان حول الانتهاكات ضد نساء السويداء، وقد تناولته نور حنيفي، منسقة تجمع نساء زنوبيا.
استُمع خلال الجلسة إلى رسالة صوتية من نساء السويداء، أشرن فيها إلى وجود مخطط ممنهج لإبادة النساء وإنكار هويتهن، وإلى ارتكاب أعمال إرهابية بحق المجتمع الدرزي، كما وجّهن نداءً إلى نساء العالم لتوحيد الصفوف في مواجهة سياسات القتل والإبادة.
تأتي هذه الجلسة ضمن سلسلة فعاليات أطلقها منبر النشاطات المشتركة للحركات والمنظمات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا، دعماً لنساء السويداء، والتي بدأت في 30 تموز/يوليو الماضي.
قالت جاندا محمد، نائبة الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، خلال مناقشتها لمحور "الوضع في سوريا، الانتهاكات ضد النساء، ودور المرأة في التصدي للجرائم المرتكبة بحقهن"، إن الوضع في سوريا يسير نحو خطر كبير، والمواجهة تتطلب التنظيم والوعي، خاصة من النساء.
وأضافت "بعد سقوط النظام السابق، تشكلت حكومة مؤقتة في دمشق، وكان لدى الشعب السوري أمل في حياة جديدة وحرة، لكن للأسف، تبنت هذه الحكومة أيديولوجيا الإسلام السياسي، وسارت على نهج يكرّس القتل والتمييز الديني"، لافتةً إلى أن "المجازر والانتهاكات التي وقعت في مناطق مختلفة من سوريا، بما فيها السويداء، تؤكد أن هذه السلطة هي الوجه الآخر لنظام البعث، وتسعى لإدارة سوريا وفق مصالحها الخاصة".
وشددت على أنه "في الواقع، لم يعد هناك دولة في سوريا، بل مجموعات مسلحة تسيطر على الأرض، وتغرق المجتمع السوري في الدماء، وما تزال الجرائم الوحشية ضد الشعب مستمرة"، مضيفةً أنه "لمواجهة هذه الجرائم، فإن دور المرأة يتمثل في التنظيم، والمعرفة، والدفاع عن الذات، ومن خلال ذلك، تستطيع النساء تأكيد وجودهن ومكانتهن".
وخلال النقاشات التي تلت الجلسة، شددت المشاركات على أن ما تمر به سوريا يتطلب من النساء أن يعتمدن على أنفسهن، ويجدن حلولاً لمشكلاتهن، ويبنين وحدتهن بعيداً عن انتظار المساعدة من أي جهة.
بدورها، قالت نور حنيفي، منسقة تجمع نساء زنوبيا، خلال مناقشتها لمحور "الانتهاكات ضد نساء السويداء"، إن "الانتهاكات التي تُمارس ضد النساء تستهدف وجود المرأة والمجتمع بأسره، وإن مشروع الحكومة السورية المؤقتة هو مشروع جهادي، ويشكّل تهديداً كبيراً لهوية ووجود النساء، المجازر التي ارتُكبت بحق مكونات سوريا جميعها، كانت ذات طابع متطرف وغير أخلاقي، واستهدفت النساء بشكل خاص، لأن القوى المسيطرة لا تؤمن بأن المرأة هي أساس بناء المجتمع، لذا تبدأ باستهدافها أولاً".
وذكرت أن "نساء السويداء تعرضن بالفعل للإبادة والتهجير، وهو نفس النهج الذي استُخدم في الهجوم على شنكال، حيث تم بيع النساء في الأسواق، واليوم، في السويداء، تستمر هذه السياسات التي تقوم على قتل النساء وبيعهن، ومع ذلك، فإن نساء السويداء يخضن مقاومة عظيمة في وجه هذه السياسات القائمة على الإبادة والتجويع، ولكي نكون جزءاً من هذه المقاومة، نحن بحاجة إلى وحدة وتضامن نساء سوريا، لأن مصيرنا واحد، ومن أجل مستقبلنا، علينا أن نخوض نضالاً مشتركاً".
واختُتمت جلسة الحوار النسائية التي نُظمت لدعم نساء السويداء بتأكيد على أهمية دور المرأة في بناء سوريا ديمقراطية ومتساوية، وضرورة التصدي للسياسات التي تستهدف وجود النساء وهويتهن.
وكانت أبرز النقاط التي طُرحت دعوة نساء السويداء إلى الاقتداء بتجربة وحدات حماية المرأة (YPJ) في الدفاع عن النفس والمشاركة الفاعلة في جميع مجالات الحياة، التأكيد على أن من يدافع عن سوريا هن النساء المناضلات، وأن رفض دورهن غير مقبول، الإشارة إلى أن السياسات التي استهدفت كوباني، عفرين، ورأس العين/سري كانيه، تتكرر اليوم في السويداء، ما يستدعي مقاومة جماعية وتغيير جذري.
والبيان الختامي للجلسة تضمن مطالب متعددة، منها إدانة المجازر والمطالبة بتدخل عاجل لوقف الانتهاكات ضد المدنيين والنساء في السويداء، تحميل الحكومة السورية المؤقتة مسؤولية الجرائم المرتكبة، فتح ممرات إنسانية وتقديم الدعم للنساء، إرسال لجان دولية للتحقيق في الانتهاكات وتوثيق الجرائم ضد النساء، المطالبة بمحاسبة الجناة وتحقيق العدالة، رفض التهجير والتغيير الديمغرافي باعتباره جريمة ضد الإنسانية.
كما طالب بتعزيز التضامن بين النساء في شمال وشرق سوريا والسويداء، إطلاق حملات إعلامية مشتركة لرفع الوعي حول وضع النساء في السويداء، تفعيل دور المرأة في لجان الطوارئ والدعم، دعم منظمات المجتمع المدني المعنية بشؤون النساء، دعوة نساء السويداء إلى تنظيم أنفسهن وتلقي التدريب للدفاع عن النفس.