KJK: انطلاقة 15 آب نقطة تحول تاريخية في مسيرة الشعب الكردي نحو التحرر

بمناسبة الذكرى السنوية 41 لانطلاقة 15آب/أغسطس، أصدر منظومة المرأة الكردستانية بياناً أكدت فيه أن هذه الأمة وبفضل ملحمة 15آب ومسيرة المقاومة البطولية، استطاعت تجاوز خطر الفناء، وتؤسس لوجودها، وتنتزع حريتها بثبات وإرادة لا تلين.

مركز الأخبار ـ يعد 15 آب محطة تاريخية فارقة في مسيرة النضال الكردي، حيث شهد في عام 1984 انطلاق أولى شرارات الكفاح المسلح بقيادة الشهيد معصوم قورقماز (عكيد) ضد سياسات الإنكار والإبادة التي مارستها الدولة التركية بحق الشعب الكردي، ولا يمثل هذا اليوم مجرد حدث عسكري، بل رمز لانبعاث الحرية وبداية لمرحلة جديدة من المقاومة.

أصدرت منظومة المرأة الكردستانية "KJK" اليوم الجمعة 15آب/أغسطس بمناسبة الذكرى السنوية الـ41 لانطلاقة 15آب، بياناً أكدت فيه أن هذه المرحلة تمثل لحظة تاريخية يُعاد فيها بناء التاريخ، حيث قُدِّمت حلول جذرية للقضايا التاريخية من قبل القائد عبد الله أوجلان.

وجاء في نص البيان "نُحيي الذكرى الحادية والأربعين لانطلاقة 15آب في مرحلة مفصلية يُعاد فيها تشكيل التاريخ، ويقدّم القائد أوجلان رؤى وحلولاً جذرية لمعالجة القضايا التاريخية العالقة، لقد واجه الشعب الكردي محاولات الإبادة القائمة على الإنكار والطمس، حتى بات اسمه مغيباً ووجوده مهدداً، إلا أن هذه الأمة وبفضل ملحمة 15آب ومسيرة المقاومة البطولية، استطاعت أن تتجاوز خطر الفناء، وتؤسس لوجودها، وتنتزع حريتها بثبات وإرادة لا تلين".

وأشار البيان إلى أنه "في المقام الأول، نُحيّي بكل وفاءٍ وإجلالٍ الرفيق معصوم قورقماز "عكيد" القائد الشجاع والخالد لانطلاقة 15 آب، كما نُخلّد ذكرى عشرات الآلاف من الشهداء الذين رسموا بدمائهم طريق الحرية، ونُرسل تحياتنا الحارة إلى المحاربين القدامى الذين ما زالوا يحملون شعلة النضال، لقد خاض أبناء الشعب الكردي الأشد بأساً مقاومةً متواصلةً على مدار واحد وأربعين عاماً، تجسدت فيها أسمى معاني الفداء والتضحية، حتى تحوّلت كل لحظة من تلك المسيرة إلى فصلٍ من البطولة والتاريخ الحي، وفي هذه المناسبة نستذكر بكل فخر واعتزاز الرفيق أردال، قائد المقر العام، الذي ارتقى شهيداً في 15آب/أغسطس تاركاً بصمة لا تُنسى في سجل المقاومة الكردية".

وأكد البيان أن الشعب الكردي خُلِقَ بأعلى درجات التضحية، وأصبح الشهداء هويتهم الاجتماعية، وتجلّت شجاعته وروحه في الوجود "في الذكرى الحادية والأربعين لانطلاقة 15آب نُخلّد ذكرى آخر الشهداء العظام في هذا التاريخ الملحمي القائد نور الدين صوفي، وكوجرو أورفا، وبختيار جبار، ونحن على وعدٍ بتحقيق أحلامهم"، مشيراً إلى أن المئات من رفاقنا الأمميين شاركوا في هذه المقاومة المجيدة، معتبرين حرية الشعب الكردي واجباً أساسياً من واجبات الاشتراكية، ورابطين الحرية الاجتماعية بمبدأ حرية الشعوب "نؤكد التزامنا الراسخ بذكرى رفاقنا الأمميين الذين سقطوا في نضال الشعب الكردي من أجل الحرية، فشعبنا هو صاحب هذه المقاومة وصانعها، وشارك فيها بجهد وتضحيات جسام، وتحمل آلاماً جسيمة، وحافظ على فرحة الحرية، وعلى هذا الأساس نحتفل بعيد قيامة كل شعبنا وشعوب الشرق الأوسط".

ولفت البيان إلى انطلاقة 15آب شكّلت نقطة تحول تاريخية، ليس فقط في مسيرة الشعب الكردي نحو التحرر، بل أيضاً في إبراز قضية حرية المرأة كجزء لا يتجزأ من مشروع الحل الشامل، فقد ضمنت هذه المبادرة وجود المرأة وربطت نضالها بالتحول الديمقراطي، لتصبح قضية المرأة الكردية قضية مركزية في مسار المقاومة، مؤكداً أن شرارة المقاومة النسائية المسلحة انطلقت مع المناضلتين بيسي أنوش وهانم يافركايا، وتطورت لاحقاً إلى تشكيل جيش نسائي بقيادة رفيقات بارزات مثل بيريتان، زيلان، دلال آمد، ليلى آمد، جيجك كاجيه، وغيرهن هؤلاء القائدات لم تكنّ فقط رموزاً للنضال، بل جسّدن إرادة المرأة الحرة في وجه كل أشكال القمع.

وأوضح البيان أنه مع أسماء مثل آسيا، روكن، وسار، تجلّت روح الفداء والإصرار على الحرية، حيث تحوّلت التضحية بالنفس إلى فعلٍ واعٍ وموقفٍ ثوريٍّ يُعبّر عن رفض الاستسلام، وعن الإيمان العميق بأن حرية المرأة هي حجر الأساس في بناء مجتمع حرّ وعادل.

ونوه البيان إلى أن رمزية 15آب تتجلى بوصفه لحظة مفصلية في تاريخ تحرر المرأة والشعوب المضطهدة، وعلى رأسها الشعب الكردي، فقد كشفت هذه المبادرة عن تلازمٍ وجودي بين قضية المرأة، التي تُعدّ من أقدم ضحايا الاستعمار، وقضية الشعب الكردي، أحد آخر الشعوب التي لا تزال تناضل من أجل الاعتراف والحرية.

وأضاف البيان أن الشعب الكردي أعاد بناء ذاته من خلال مقاومة نسائه، حيث تداخلت الهويتان في مسارٍ مشترك، اشترطت فيه كل واحدة حرية الأخرى، وتُعدّ جبال زاغروس، بوصفها مهداً للتنشئة الاجتماعية الأولى، رمزاً لتاريخٍ راسخٍ من الحرية، تجسّد في نضال النساء والشعوب ضد الاستعمار وعليه "يُنظر إلى يوم 15 آب باعتباره عيداً لإحياء المرأة، لما حمله من دلالات على انبعاث إرادة التحرر النسوي والشعبي، وقد كشفت هذه المقاومة عن جدلية عميقة، وحكمة عالمية، وسياسة تحرر موحّدة تربط بين نضالات النساء والشعوب في الشرق الأوسط والعالم، في سبيل بناء مجتمع ديمقراطي حرّ وعادل.

وأكدت منظومة في بيانها، في بيانها أن القائد عبد الله أوجلان أطلق نداء "السلام والمجتمع الديمقراطي" استكمالاً لمسيرة ترسيخ الوجود وربطه بالحرية، وذلك في إطار مشروع تحرري شامل، حيث يعد نموذج المجتمع الديمقراطي والجمهورية الديمقراطية صيغةً سياسية تتيح لجميع الهويات المضطهدة التعبير عن ذاتها على أساس مبادئ الحرية، والدفاع المشروع، والمساواة، مشيراً إلى أن تحقيق هذا النموذج يتطلب اليوم اعتماد الحوار والتفاوض كمنهج سياسي ديمقراطي، قائم على الاعتراف القانوني والتعددية "إن عملية الحل الديمقراطي ليست مجرد رؤية نظرية، بل هي ثمرة نضال طويل، وإنجاز تاريخي للقائد أوجلان، وتجسيد لتضحيات الشهداء الذين رسموا طريق الحرية بدمائهم".

وشدد البيان إلى أن الحل الديمقراطي يعني أن النضال قد تجاوز مرحلة تشخيص المشكلة، وانتقل إلى امتلاك أدوات الحل وتطبيقه على أرض الواقع، ومن هذا المنطلق "نوجّه دعوة صادقة إلى أبناء شعبنا للمشاركة الفاعلة في هذه العملية، بروح التقدم، وبإرادة تعزز قوة الحل وتُرسّخ أسس مجتمع حرّ وديمقراطي". 

ووجهت منظومة المرأة الكردستانية، نداءً إلى شعوب تركيا، وإلى القوى السياسية والديمقراطية، بضرورة إدراك جوهر الحرب القاسية التي نشأت في ظل الجمهورية القائمة على الإنكار والتدمير، وفهم طبيعة المقاومة المستمرة التي يخوضها الشعب الكردي من أجل وجوده، فالقمع القسري لا يُنتج سوى وجودٍ مفروضٍ بالقوة، ويُخلّف معاناة عميقة وممتدة "إن مبادرة المجتمع الديمقراطي التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان، تمثل الفرصة الأخيرة لكسر دائرة الصراع المفروضة على الشعب عبر نهج الحل والتفاوض، ومن هنا يجب أن تُمنح مقاومة الشعب الكردي معناها الحقيقي، من خلال تبني حل ديمقراطي شامل، فالفهم والقبول هما الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الحل.

ولفت البيان أنه يقع على عاتق الجميع مسؤولية دمقرطة مفهوم الأمة، وتجاوز النموذج الأحادي للجمهورية، والعمل على بناء نظام ديمقراطي يحتضن جميع الهويات ويضمن حقوقها بالتساوي "لقد منحنا التاريخ فرصة ثمينة لصياغة مستقبل أفضل لشعبنا، ويجب أن نغتنم هذه الفرصة بكل وعي وإصرار "بناءً على هذا الأساس، نحتفل بذكرى 15آب/أغسطس مع شعبنا الكردي، ومع جميع الشعوب، والنساء، والشباب، وأتباع الديانات، والعمال، ورفاق النضال، ونؤكد على وعدنا بأن نُتوّج هذا التاريخ المجيد بانتصار مشروع التحرر والحل الديمقراطي".