'حرمان المرأة من التعليم والعمل في أفغانستان يهدد كرامة المرأة وأمنها'
اجتمعت عضوات "حركة المستقبل الجديد للمرأة الأفغانية" للتنديد بما تواجهه المرأة الأفغانية من قيود وعنف ممنهج تفرضه طالبان، والذي يتخذ أبعاداً متعددة تشمل الاعتداءات الجسدية.
مركز الأخبار ـ تفرض حركة طالبان في أفغانستان قيوداً مشددة على النساء منذ عام 2021، أبرزها منع الفتيات النساء من التعليم الثانوي والجامعي، وتقييد عمل المؤسسات المحلية والدولية، وسط تحذيرات أممية من تصاعد هذه الإجراءات.
في اجتماع سري بمدينة قندهار، اجتمعت عضوات "حركة المستقبل الجديد للمرأة الأفغانية" لتسليط الضوء على ما تتعرض له النساء من تضييق وعنف منظم، وأكدن في بيانهن رفضهن للقيود المفروضة من قبل طالبان، والتي تتجلى في أشكال متعددة تشمل الاعتداءات الجسدية، إضافة إلى انعكاساتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية.
وأكدت الحركة في بيانها، أن حرمان المرأة من حق التعليم وحق العمل وحرية التنقل والمشاركة الاجتماعية والحضور السياسي أبعدها عن حقوقها الأساسية والإنسانية ومهد الطريق للتبعية القسرية والفقر وفقدان فرص الحياة "إن تهديدات الجماعات المتطرفة، والضغوط الاجتماعية، وانعدام الأمن المتزايد في المجال العام، تُشكل تهديداً خطيراً لكرامة المرأة وأمنها".
وحذر البيان النساء من أن استمرار هذا الوضع الذي قد قلل من مشاركة المرأة في المجتمع، وحرمها فعلياً من دورها في الهياكل الاجتماعية والاقتصادية، لافتاً إلى أن المرأة تُحرم من أبسط حقوقها، ولا تشعر بالأمان.
ومنذ عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في آب/أغسطس 2021، واجهت المرأة الأفغانية قيوداً غير مسبوقة في جميع جوانب حياتها، ومن أشد هذه القيود حظر تعليم الفتيات بعد الصف السادس، مما عرقل فعلياً المسار التعليمي والتطور الشخصي لملايين الفتيات الأفغانيات، وعرض حياتهن المهنية والاجتماعية للخطر، إضافةً إلى ذلك تم تقييد حضور المرأة في العديد من الدوائر الحكومية، وحتى في بعض المؤسسات الخاصة، مما قلل من مشاركتها في صنع القرار السياسي والاقتصادي في البلاد، وعمّق عدم المساواة بين الجنسين، وتشمل القيود الأخرى حظر السفر دون محرم، وقيود على الحضور الاجتماعي والأنشطة المدنية، وإغلاق الأماكن العامة أمام النساء، مما أثر بشدة على حياتهن اليومية، وحد من وصولهن إلى الخدمات الأساسية، والعمل، والتعليم، والأنشطة الاجتماعية.
وتركت هذه الظروف الحرجة تأثيراً بالغاً على الصحة النفسية والاجتماعية للمرأة، كما أن الضغوط الأمنية على الناشطات والصحفيات، والتهديدات الشخصية، والقيود القانونية، خلقت مناخاً من الخوف والترهيب في المجتمع. وقد أدى نقص الدعم الدولي الكافي، ومحدودية برامج التنمية والتعليم المخصصة للنساء، إلى تهميش العديد منهن، وتضاؤل فرص تقدمهن ومشاركتهن في المجتمع، وفي ظل هذه الظروف تصاحب الحياة اليومية للمرأة الأفغانية قيود واسعة النطاق، وعزلة، وحرمان من الحقوق الأساسية، وقد يكون لاستمرار هذا الوضع عواقب وخيمة وطويلة الأمد على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في أفغانستان.