'حماية حقوق الأديان والمعتقدات أمر ضروري في سوريا الجديدة'
لفتت الناطقة باسم اتحاد المرأة الإيزيدية في إقليم شمال وشرق سوريا، هدية شمو، الانتباه إلى خطورة الأعمال التي تنفذ ضد الدين والمعتقدات في سوريا "حماية الحقوق والدين والمعتقدات أمر ضروري في سوريا الجديدة".
رونيدا حاجي
الحسكة ـ تاريخ الدولة التركية حافل بارتكاب الفرمانات والمجازر بحق المجتمع الإيزيدي. آخر فرمان كان في 3 آب/أغسطس 2014، وفي هذا التاريخ، هاجمت الدولة التركية شنكال عبر مرتزقة داعش وذبحت أهلها، ونتيجة لذلك، فقد آلاف الأشخاص أرواحهم وأصيبوا، كما تم اختطاف آلاف النساء والأطفال.
في ذلك الوقت فرت قوات الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني من شنكال وتركت أهلها بين براثن داعش، ولكن في نهاية المطاف، جاء مقاتلو وحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ)، وقوات الدفاع الشعبية (HPG) ووحدات المرأة الحرة YJA-Star لنجدة الشعب الإيزيدي وإنقاذهم.
وحتى لا يتكرر الفرمان، تعمق الإيزيديون بعد عام 2014 في أفكار القائد عبد الله أوجلان، وبدأوا بالبحث عن الحقيقة، ونظموا أنفسهم وفق أسلوب نضال الحماية الجوهرية، وفي هذا السياق، تم إنشاء وحدات مقاومة شنكال (YBŞ)، ووحدات نساء شنكال (YJŞ) ووحدة أمن إيزيدخان (الأسايش)، لحماية أرضهم ولغتهم وجبالهم وسهولهم ودينهم وثقافتهم من القوى الخارجية.
"يريدون إبادة المجتمع الإيزيدي"
وفي إقليم شمال وشرق سوريا تعرض الإيزيديون في عفرين ورأس العين/سري كانيه ومؤخراً في الشهباء للإبادة الجماعية والتهجير من قبل الاحتلال التركي، وقالت المتحدثة باسم اتحاد المرأة الإيزيدية، هدية شمو، إن الهدف من الفرمانات ضد المجتمع الإيزيدي هو تدميره وإبادته.
وبينت أنه "في عام 2014، رأينا أن الهدف من الفرمان كان تدمير تاريخ وعقيدة المجتمع الايزيدي بشكل كامل، وحتى الآن كرقم يتم ذكر 74 فرماناً فقط، أراد العدو تحقيق هدفه بالكامل في الفرمان الـ 74 وأن يكون الفرمان الأخير لتدمير وإبادة المجتمع الإيزيدي الذي قاوم العديد من الفرمانات وكان لشعب روج آفا دور في إنقاذه ودعمه، وفي هذا الفرمان الأخير تم أسر نحو 5 آلاف امرأة إيزيدية من قبل مرتزقة داعش المدعومة من قبل الاحتلال التركي، ورغم ذلك التزم الجميع الصمت حيال ذلك وهذا عار تاريخي، وفي الهجمات على شنكال، تم تدمير وإحراق القرى والأماكن الدينية".
"تم نهب وتدمير 22 قرية إيزيدية"
ولفتت هدية شمو إلى هجمات الاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا، والتي تستهدف المجتمع الإيزيدي أيضاً "في عام 2018، هاجم الاحتلال التركي عفرين التي كان يعيش فيها أناس ينحدرون من العديد من الديانات والمعتقدات، وكان هناك حوالي 22 قرية إيزيدية، وبعد مقاومة دامت 58 يوماً، اضطر أهالي عفرين إلى النزوح في مواجهة أحدث التقنيات واستقروا في الشهباء وقاموا بتنظيم أنفسهم هناك، لكن في شهر تشرين الثاني استمرت خطط إبادة الشعب الكردي، ونفذ الاحتلال التركي ومرتزقته خطط الإبادة والتدمير بشكل علني، وفي عفرين والشهباء أيضاً، تعرضت الأماكن المقدسة ودور العبادة للتخريب والتدمير، حتى أن الخيام التي كان يعيش فيها المهجرون تم حرقها ونهبها".
"الأعمال التي ترتكب ضد الدين والمعتقدات تشكل تهديداً كبيراً لمستقبل سوريا"
وقالت هدية شمو إن هناك أعمال انتهاك ضد الأديان والمعتقدات والقوميات تحصل في سوريا، وبهذا الشكل يكرر بناء سوريا القديمة "لقد تم تهجير مهجري عفرين الموجودين في الشهباء مرة أخرى، وتوجهوا إلى أماكن آمنة مثل الطبقة والحسكة وقامشلو، وإذا تحدثنا عن سوريا سنرى أن المناطق التي تنضوي تحت مظلة الإدارة الذاتية هي الأماكن الأكثر أماناً والتي تحمي الحقوق والأديان. بعد انهيار النظام، يتم تشكيل حكومة جديدة، لكن للأسف ما يقال وما ينفذ على أرض الواقع ليس واحداً، وفي المناطق التي يعيش فيها المسيحيون والعلويون، ترتكب ضدهم أعمال لاإنسانية، ويتم تدمير دور العبادة والأماكن المقدسة للمسيحيين، كما يتم قتل العلويين. إذا كان هذا هو الواقع فكيف سنقول سوريا جديدة يعيش فيها الجميع بصوتهم ولونهم وحضورهم هذه الأعمال ضد القوميات والطوائف تشكل تهديداً كبيراً لمستقبل سوريا".
"وجود المرأة في الدستور سيضمن الحل وبناء سوريا جديدة"
وفي استمرار لحديثها ذكرت هدية شمو أن دور المرأة في كتابة الدستور السوري أساسي "ماذا سيكون دور المرأة في الدستور السوري الجديد؟ وعلى حسب ما نرى فإن الحكومة الجديدة حتى الآن ترفض دور المرأة وتقول إن المرأة لا يمكنها المشاركة في المجالات العسكرية والسياسية والدبلوماسية، ولكننا نريد أن نلفت الانتباه إلى ثورة روج آفا التي قامت بقيادتها المرأة وحققت الكثير من النجاحات والانتصارات وأصبحت مثالاً للعالم أجمع. كما قامت وحدات حماية المرأة بمقاومة تاريخية من أجل إنقاذ كافة نساء العالم من الإرهاب وتركت بصماتها على التاريخ. لذلك نحن النساء من كافة المكونات والقوميات مثل الإيزيديين والأرمن والسريان والكلدان والعرب والكرد والشركس، قد رسّخنا تضامننا وسنرفع مستوى النضال من أجل بناء سوريا جديدة وحرة".
ودعت هدية شمو كافة المنظمات والمؤسسات الكردية إلى الاتحاد من أجل القضية الكردية، "لقد خاضت المرأة نضالاً متواصلاً ضد القوى الحاكمة منذ 5000 عام. وفي قرن حرية المرأة، أسقطت المرأة، بكفاحها ومقاومتها التاريخية، نظام الحكم وأبرزت نظام الرئاسة المشتركة مثالاً ونموذجاً. لا شك أن رفض دور المرأة في سوريا اليوم يعني أن نظام العبودية والسلطة يريد إحياء نفسه وبناء نفسه على ذبح وإبادة الشعوب".