غزة... هيئة الأمم المتحدة للمرأة تحذر من مخاطر صحية تهدد حياة النساء

هيئة الأمم المتحدة للمرأة حذرت من الأضرار غير المرئية للحرب على أكثر من 177 ألف امرأة في غزة.

مركز الأخبار ـ الحرب المستمرة بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر على قطاع غزة، سببت أضراراً فادحة على الصحة الجسدية والنفسية للنساء.

أصدرت هيئة المتحدة للمرأة أمس الخميس 19 أيلول/سبتمبر تقريراً حذرت فيه من الأضرار الغير المرئية للحرب على أكثر من 177 ألف امرأة، حيث تواجه النساء مخاطر صحية تهدد حياتهن في غزة.

وجاء في التقرير "بعد أكثر من أحد عشر شهراً من الحرب، انهار نظام الرعاية الصحية في غزة تقريباً، فقد تم تدمير حوالي 84 بالمائة من المرافق الصحية، فيما تفتقر تلك التي لا تزال في الخدمة إلى الأدوية وسيارات الإسعاف والعلاج الأساسي المنقذ للحياة والكهرباء والمياه".

ولفت التقرير إلى إن "التحديات التي تواجه القطاع الصحي تسبب أضراراً فادحة على الصحة الجسدية والنفسية للنساء في قطاع غزة، حيث إنهن لا تحصلن إلا على قدر محدود من العلاج اللازم، مما يؤدي إلى تداعيات صحية فورية وطويلة الأمد، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 177 ألف امرأة تواجهن مخاطر صحية مهددة للحياة، بما في ذلك 162 ألف امرأة مصابة بأمراض غير معدية أو معرضة لخطر الإصابة بها مثل مرض السكري والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية أو ارتفاع ضغط الدم، وتقف 15ألف امرأة حامل على شفا المجاعة".

وأوضح التقرير أن النساء الحوامل والمرضعات تواجهن مضاعفات شديدة وتعانين من الالتهابات وفقر الدم وارتفاع ضغط الدم، وقد عانت حوالي 68 بالمائة من النساء الحوامل اللواتي شملهن استطلاع هيئة الأمم المتحدة للمرأة من التهابات المسالك البولية وفقر الدم واضطرابات ارتفاع ضغط الدم والنزيف المهبلي كما أن الافتقار إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية هو مصدر آخر للقلق.

وأكد "على الرغم من هذا التدهور الخطير في صحتهن العامة، فإن النساء هن أيضاً مقدمات الرعاية الرئيسيات لأسرهن، حيث إنهن آخر من يأكل وأقل من يأكل في ظل ظروف الجوع الشديد والمجاعة، ويضيف خطر شلل الأطفال تحديات جديدة لنظام صحي يعمل أصلاً بالحد الأدنى".

وتحت شعار "غزة... حرب على صحة المرأة" أصدرت هيئة الأمم المتحدة أحدث تقاريرها عن الوضع في غزة، وهو التقرير الخامس منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فالتقرير الجديد يقدم تحليلاً شاملاً لأزمة القطاع الصحي في غزة وأثرها على الصحة الجسدية والنفسية للنساء والفتيات، ويكشف عن المخاطر الصحية المتزايدة التي تتعرضن لها، لا سيما فيما يتعلق بالأمراض غير المعدية بين كبار السن والسرطان والأمراض المعدية وصحة وتغذية الأمهات الحوامل والمرضعات، في ظل تعطل الخدمات الطبية وعدم القدرة على الوصول إلى الأدوية.

وانضمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف فوري لإطلاق النار، والوصول الإنساني دون أي عوائق، والإفراج عن جميع الرهائن، وأكدت كذلك على الحاجة إلى توفير وتنسيق الخدمات الصحية بشكل يراعي المساواة بين الجنسين، وحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية، ودعم المنظمات التي تقودها النساء.

ونقلاً عن التقرير قال المدير الإقليمي بالنيابة عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية إن "العديد من النساء في غزة معرضات لخطر الموت بسبب المضاعفات الطبية بعد أشهر من عدم الحصول على أي دواء، والوصول المحدود إلى الأطباء وعدم وجود علاج لأمراض خطيرة مثل مرض السكري أو السرطان، ومن الضروري أن نتحرك بسرعة لإنقاذ حياتهن، وإن وقف إطلاق النار الفوري والمستدام، والإفراج عن جميع الرهائن، وتوفير المساعدات الإنسانية الآمنة بدون عوائق، والوصول إلى الأدوية والخدمات الصحية في جميع أنحاء غزة أمر ضروري لمنع المزيد من التدهور".

وارتفعت حصيلة الحرب المستمرة إلى 41252 قتيلاً و95497 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.